أكدت دراسة جديدة نشرت نتائجها فى مجلة Nature Human Behaviour أن بقايا موقدين صغيريين وعصا خشبية يعود تاريخها إلى 12 ألف عام داخل كهف منعزل فى جنوب أستراليا قد تكون دليلاً على أقدم طقوس السحر المعروفة فى العالم، وفقا لما نشره موقع livescience.
وقد تكون القطع الأثرية، التى تم تحليلها فى دراسة جديدة استخدمت التحليلات العلمية والتاريخ الشفوى للسكان الأصليين، قد استخدمت فى طقوس سحرية أجريت لإلحاق الأذى بشخص آخر.
اكتشاف عصا خشبية استخدمت فى الطقوس السحرية
وتشبه هذه القطع الأثرية طقوسًا تمارسها قبيلة جونايكورناي، وهي مجموعة من السكان الأصليين تقيم على الساحل الجنوبي لأستراليا، والتي تتضمن تلطيخ جسم خشبي بدهن بشري أو حيواني ثم إسقاطه في نار طقسية.
ونظراً للتشابه بين الأشياء الموجودة في الكهف وطقوس جونايكورناي الموثقة تاريخياً، والتي سجلها علماء الأنثروبولوجيا في أواخر القرن التاسع عشر، فقد سعى شيوخ السكان الأصليين إلى الاستعانة بخبراء الآثار لحفر كهف كلوجز، ودراسة القطع الأثرية.
وقال المؤلف الأول للدراسة برونو ديفيد، عالم الآثار في جامعة موناش في أستراليا: "لم يتم استخدام الكهف كمكان للتخييم العام، بل لأغراض طقسية خاصة فقط، بدأ استخدامه لأول مرة بهذه الطريقة منذ نحو 25000 عام، واستمر استخدامه حتى 1600 عام على الأقل".
وكشفت أعمال التنقيب التي أجراها ديفيد وفريقه في عام 2020 عن تركيبتين طقسيتين، كل منهما تتألف من مدفأة صغيرة تخرج منها عصا خشبية محترقة قليلاً.
وأظهر تأريخ الكربون المشع للعصي أن أحدها يتراوح عمره بين 11930 و12440 عامًا، بينما يتراوح عمر الآخر بين 10870 و11210 عامًا، مما يجعلها أقدم القطع الأثرية الخشبية التي تم العثور عليها على الإطلاق في أستراليا.
العصى الأسترالية
وأظهر مزيد من التحليل أن العصي كانت من نوع Casuarina، وهي شجرة صنوبر أسترالية أصلية، وأن هناك بقعًا من بقايا غير معروفة عليها، وكشف التحليل الكيميائي عن وجود أحماض دهنية، ما يشير إلى أن جزءًا من العصا قد تم تلطيخه بدهون حيوانية أو بشرية من نوع ما.
وخلص الباحثون إلى أن المنشآت التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام والتي اكتشفوها كانت تستخدم لغرض طقسي محدد، وهو غرض يبدو أنه انتقل عبر أكثر من 500 جيل من نهاية العصر الجليدى الأخير إلى العصور الحديثة للغاية.