أجرى "اليوم السابع" حوارا مع الدكتورة غادة والي وكيل أمين عام الأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تحدثت فيه عن تقرير المكتب الأممي للمخدرات الذي تم اطلاقة منذ أيام وكشف عن ارقام متعلقة بمتعاطي المخدرات وأنواعها وتأثيرها، وكذلك جهود مصر الوطنية والإقليمية والدولية في مكافحة الفساد والإتجار بالبشر ، وكذلك الذكاء الاصطناعي وتأثيره الإيجابي ومخاطرة علي العالم إلي نص الحوار:
غادة والى 1
ماهي مجالات عمل مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة؟
يستند عمل المكتب في المنطقة إلى خمس مجالات معيارية وهي: تعزيز قدرات الدول الأعضاء على التصدي للتهديدات الناجمة عن الجريمة المنظمة عبر الوطنية، والتصدي للفساد وأثره السلبي على المجتمعات، وتعزيز منع الجريمة وبناء نظم فعالة للعدالة الجنائية، ودعم الدول الأعضاء في تنفيذ نهج متوازن وشامل وقائم على الأدلة لمواجهة مشكلة المخدرات العالمية ومسألة العرض والطلب، مكافحة الإرهاب ولدينا برامج كثرة تحت إطار هذه المعايير
ماذا عن أبرز محاور تقرير المخدرات العالمي 2024؟
أطلقنا التقرير المعني بالمخدرات تزامنا واليوم الدولي لمكافحة المخدرات والذي كشف عن الكثير من الحقائق المرعبة ، حيث كشف عن أن هناك قرابة 64 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات ناتجة عن تعاطي المخدرات، في حين يفقد مئات الآلاف حياتهم بسبب تعاطي المخدرات كل عام وحوالي 14 مليون شخص حول العالم يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس التهاب الكبد C.
فعلى الرغم من المخاطر، فقد ارتفعت نسبة تعاطي المخدرات على مستوى العالم خلال العقد الماضي. الشباب معرضون للخطر بشكل كبير، وسوق المخدرات غير المشروعة يستهدفهم خصيصاً للانخراط في تعاطي الأنواع المستجدة من المخدرات وطرق الاستهلاك الجديدة. المخدرات الاصطناعية عالية الفاعلية تضاعف من هذه المخاطر، بينما ينمو أيضاً الإتجار بالكوكايين".
نسعى جاهدين لزيادة الاستثمار في الوقاية من المخدرات القائمة على الأدلة والتي تركز على الأشخاص، من أجل أن تعم الصحة والازدهار على المدى الطويل للجميع.
غادة والى 2
كيف يتم التعاون مع مصر في المسائل الجنائية المتعلقة بالتحقيق في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ومقاضاة مرتكبيها؟
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يعمل، بتنسيق شديد مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة أو من الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، هذه اللجنة ممثل فيها كل الوزارات المعنية فى الحكومة المصرية بمواجهة هذه القضية الخطيرة.
الكثير من الدول تهتم بقضية الهجرة غير الشرعية ونعمل من خلال دعم من الاتحاد الأوروبي ببناء القدرات لرفع الكفاءة ونشر المعلومات الخاصة بهذه القضية ومن المهم جدا معرفة أن الدعوة الأساسية في هذا الموضوع، هي اعتبار المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم استغلالهم من قبل عصابات الجريمة المنظمة، من خلال تضليلهم نعتبرهم ضحايا ونعمل علي دعم نظام العدالة الجنائية للتعاون لمكافحة العصابات الإجرامية التي تضلل الشباب وأنه لابد من اتخاذ سبل الهجرة الغير الشرعية في سبيل حماية لحياتهم ولحقوقهم.
الحكومة المصرية تقوم بجهد كبير بالتنسيق بشكل كبير مع المكتب الأممي وبيتم إنشاء مراكز للإيواء وتقديم الدعم للضحايا الاتجار في البشر، حيث يتم التعاون مع اللجنة التي تترأسها السفيرة نائلة جبر بالتعاون مع جميع الوزارات المعنية سواء وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو مكتب النائب العام لتقديم كل الدعم.
تم تدريب أكثر من 2500 عضو في منظومة العدالة الجنائية على هذه القضايا، من خلال كيف يتم تعريف قضية الإصدار في البشر وكيف يتم التعامل معها وتقديم المعارف اللازمة لتفكيك شبكات الإجرامية التي تعمل في هذا الموضوع وكذلك التفاوض للحصول على الموارد المالية اللازمة من الدول المانحة لتقديم كل الدعم المطلوب للأجهزة المعنية بمواجهة هذه الجريمة.
ماذا كشف التقرير الذي تم اطلاقه منذ أيام قليلة بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات؟
تزامنا مع اليوم العالمي للمخدرات تم إطلاق تقرير دولي يتناول نظرة شاملة على قضية المخدرات حول العالم، وفي هذا التقرير تم إلقاء الضوء على أنواع جديدة من المخدرات من أهمها ظهور مخدر النيتازين والذي يعتبر عبارة عن مجموعة من المواد الأفيونية الصناعية شديدة الخطورة التى انتشرت في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا الغربية وتزايد تداول الكابتاجون في منطقة الشرق الأوسط المستهدفة نظرا لزيادة عدد الشباب فيها.
هناك أيضا سوق كبيرة جدا للكوكاكين تنمو بنسبة 20% في أوروبا، وهي أرقام تقديرية للمكتب الأممي، وأن البلاد الأفريقية لم تعد فقط بلاد مرور، ولكنها أصبحت أيضا بلاد استهلاك.
د.غادة والى
ومن أسباب القلق في هذا التقرير بشكل عام أن حوالي 292 مليون شخص يتعاطون المخدرات حول العالم، من بينهم حوالي 64 مليون شخص يعانون من أعراض شديدة للإدمان، واضطرابات تعاطي المخدرات مشيرة إلي أن هذه الأرقام مقلقة جدا إن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن قارب 14 مليون شخص حول العالم وهم الأكثر عرضة للإصابة بمرض فيروس C ومرض نقص المناعة الإيدز، والأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق الحقن.
ومن المهم جدا أن ننظر إلى العدالة في توزيع العلاج، حيث نجد أن فرص النساء في الحصول على العلاج أقل كثيرا من فرص الرجال، كما نجد أن الدول النامية تجد علاجات أقل من المحتاجين للدواء، ونجد أيضا أن استثمار الدول الغربية في مسألة الوقاية أيضا أكبر من الدول النامية، وبالتالي نحن نحتاج التركيز على قضية الوقاية.
و في هذا التقرير نجد مجموعة من الموضوعات التي يتم تغطيتها بشكل مكثف، منها تأثير إيقاف زراعة الأفيون في أفغانستان، حيث إن أفغانستان هي المصدر الأول في العالم للأفيون الذي ينتج عنه الهيروين، لذا هناك فصل كامل في التقرير يتناول أفغانستان بشكل مفصل، وأيضا يتناول التقرير الإتجار على الإنترنت، وتوظيف العملات الرقمية.
وأن التقرير يتناول الذكاء الاصطناعي وكيفية تأثيره في مساعدة الدول في مكافحة المخدرات، و أن هذا العام يركز التقرير علي المخدرات الاصطناعية الكيميائية التخليقية، وعلى قضية الحق في العلاج، والحق في حماية الأسرة والمجتمع من خطر المخدرات.
غادة والى 3
ترأست مصر الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي استمرت لمدة عامين واستضافت خلالها المؤتمر المعني بمكافحة الفساد فكيف تري دكتورة غادة خطوات الحكومة المصرية في مكافحة الفساد وماذا عن التوصيات التي تم تقديمها خلال المؤتمر؟
أثناء فترة رئاسة مصر لمؤتمر مكافحة الفساد صدر عن المؤتمر 8 قرارات، وهذه القرارات قامت الرئاسة المصرية بمتابعة تنفيذها والتي تم ضمها فيما أطلق عليه إعلان شرم الشيخ، الحقيقة إعلان شرم الشيخ يركز على جهود مكافحة الفساد في المنطقة العربية، وفي أفريقيا وفي الشرق الأوسط، وأيضا التنسيق مع الجهود الدولية لمكافحة الفساد.
مصر تعمل في هذا الملف على عدة محاور منها محور بناء القدرات، توعية الشباب، وتوعية طلاب الجامعات بمخاطر الفساد، ودور الشباب في مكافحة الفساد، وكان هناك سلسلة من الفعاليات لتدريب الشباب، وطلاب الجامعات المصرية في كافة المحافظات بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
أن العمل مع قطاع الخاص مهم جدا، ونتعاون بشكل وثيق التعاون مع الرقابة الإدارية في تنفيذ و توعية شركات القطاع الخاص وبناء قدرات القطاع الخاص لتطوير برامج داخلية للتأكد من النزاهة والامتثال، وزيادة قنوات للاتصال بين القطاعين العام والخاص، وخاصة استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة كما عملت مصر خلال رأستها علي تبادل الخبرات ما بين هيئات مكافحة الفساد في الدول المختلفة سواء في المنطقة العربية أو في المناطق الأخرى خاصة الجرائم المالية، وغسل الأموال، وأيضا تنفيذ الالتزامات الدولية، التي تلتزم بها مصر في اتفاقياتها الدولية.
تشهد المنطقة العديد من النزاعات منها السودان والحرب على غزة فكيف يعمل المكتب في ظل هذه الظروف لمواجهة الجرائم المتعلقة بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين؟
في اثناء النزاعات المسلحة والحروب تعمل منظمات الأمم المتحددة المعنية بالدعم الإنساني في الصفوف الأولي ومنها المنظمات التي تعمل في مجال توزيع الأدوية والأغذية والمخيمات ويكون الاهتمام الأول للمنظمات المعنية بتقديم سبل الحياة، من خلال نقل وتوصيل الدعم ، ومما لاشك فيه أن وجود نزاعات مسلحة أو داخلية يؤدي الي زيادة الجرائم وعدم استقرار منظومة العدالة الجنائية ويهدد ذلك السلام والأمن المجتمعي وخلال ذلك نعمل علي رصد الظواهر، ونقوم بالتحذيرات من الجرائم تقديم المساعدات في الحروب والنزاعات المسلحة يكون شديد الصعوبة ويعرض حياة العاملين الإنسانيين في الأمم المتحدة للخطر فهناك ما يقرب من 200 من العاملين في الأونروا دفعوا حياتهم ثمن جهودهم في تقديم المساعدات والإنقاذ لأهالي غزة النازحين من أماكن الحرب ، بالنسبة لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة نعمل علي تقوية منظومة العدالة الجنائية في مراقبة الحدود ولدينا برنامج عالمي لإدارة الحدود هذا البرنامج العالمي يعمل في ثلاث مناطق حيث يعمل في المنافذ البرية، والمنافذ البحرية والمطارات.
يشهد العالم طفرة كبيره في التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي فكيف يعمل المكتب لمواجهة الجرائم العابرة للحدود في هذا السياق؟
الذكاء الاصطناعى أحد أهم الموضوعات التى ستغير العالم فى السنوات القادمة، و مصر مهتمة جدا ببناء القدرات فى هذا المجال، وتقوم مصر جهود كبيرة كونها تشغل منصب نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة التى تناقش الاتفاقية الدولية لصياغة أول أداة قانونية دولية وهى اتفاقية مكافحة الجريمة السيبرانية، وأن هناك اجتماعات للجنة مستمر لأكثر من عامين لصياغة هذه الاتفاقية ومن المتوقع الانتهاء من صياغة الاتفاقية سبتمبر القادم.
البرنامج العالمي لمواجهة الجريمة السيبرانية والذى يطبق فى دول كثيره جدا من دول العالم و يركز على أن يكون هناك قدرات وكفاءات تحليلية وربط منظومة العدالة الجنائية فى الدول المختلفة ٫ حيث تنبه السكرتير العام للأمم المتحدة لهذا الموضوع وأنشأ لجنة من الخبراء لكيفية الاستفادة ومواجهة مخاطر الذكاء الصناعي.
لما يقرب من 4 سنوات لتولي دكتورة غادة والي منصب دولي بالأمم بالمتحدة فما هي التحديات المهنية والإنسانية كونك امراه عربيه مصرية التي تواجهه حضرتك في هذا المنصب؟
لمدة أربع سنوات و نصف فترة عملي بالمكتب الأممي، واجهنا الكثير من التحديات خلال السنوات الأولي منها جائحة كورونا ووجود صعوبة شديدة علي الفسر ومتابعة المكاتب وتلي هذه الفترة الحرب الروسية الأوكرانية ومؤخرا الحرب علي غزة وتؤدي زيادة مناطق النزاع إلى تغير أولويات الجهات المانحة
وعلي الرغم من ذلك تمكنا خلال هذه الفترة من تزويد مكاتبنا علي الأرض ليصبح لدينا مكاتب في 150 دولة بدلا من 120 وفخورة بالتركيز على الاستراتيجيات الإقليمية، ومنها الاستراتيجية الأقليمية الأفريقية وهي الأولي من نوعها والمدعومة الاتحاد الأفريقي، كما استطعنا خلال هذه الفترة من زيادة التمويل بنسبة 30% وصلنا أرقام غير مسبوقة في الحصول على التمويل. كوني أول إمراة مصريه وعربية وأفريقية في هذا المنصب دفعني للعمل علي دعم للمرأة في مختلف المجالات.
وماذا عن دعم المرأة في برنامج المكتب الأممي؟ وما هو دور شبكة الشباب الإقليمية بالشرق الأوسط؟
من خلال جهد كبير تمكنا خلال الفترة الماضية من التوزان العددي في المكتب الأممي والمكاتب التابعه له من رجال ونساء بنسبة 50% من خلال المكتب يتم دعم المرأة في المجالات المعني بها المكتب في الدول الأعضاء، منها الدعوة في زيادة حصة المرأة في مجال العدالة الجنائية وزيادة عدد النساء العاملات في مجال النيابة العامة، وفي مجال القضاء وفي مجال الشرطة.
وكذلك دور المرأة في قضايا مكافحة الفساد كما نعمل في تقارير ترصد الجرائم التي تتعرض لها النساء وخصوصا جرائم القتل، وهي الحقيقة أعلى نسب بها في أمريكا اللاتينية وكذلك العمل بناء قدراتها وحمايتها من الاتجار.
وبالنسبة لدعم الشباب أطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من القاهرة شبكة الشباب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدعم جهود الشباب ضد المخدرات والعنف والجريمة، وتهدف شبكة الشباب الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى تمكين الشباب ليصبحوا وكلاء فاعلين للتغيير في مجتمعاتهم ضد المخدرات والعنف والجريمة، من خلال ثلاثة محاور: التمكين، المشاركة الفاعلة، والشراكات الموجهة للشباب والتواصل والتنسيق.
