مع استمرار تداعيات الأداء الكارثي للرئيس الأمريكي، جو بايدن فى أول من مناظرة فى الانتخابات الأمريكية أمام خصمه الجمهورى دونالد ترامب، انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض حول ضرورة انسحاب مرشح الديمقراطيين من السباق لمنح الفرصة لمرشح آخر لهزيمة ترامب.
وحثت عائلة الرئيس الأمريكي على البقاء في السباق حيث تحول اللوم إلى المستشارين بعدما أعرب كبار الديمقراطيين والمانحين عن سخطهم من كيفية إعداد موظفيه لهذا الحدث.
واجتمع الرئيس مع عائلته في كامب ديفيد الأحد، حيث ورد أن المناقشات شملت أسئلة حول مستقبله السياسي. جاء ذلك بعد أيام من الضغوط المتزايدة على بايدن، بعدما أظهرت المناظرة نقاط ضعفه مما دفع النقاد ووسائل الإعلام والناخبين وحتى حلفائه لدعوته إلى التنحي.
وخلال الاجتماع في كامب ديفيد – الذي ضم زوجة الرئيس وأبناءه وأحفاده – قالت له العائلة إنه لا يزال بإمكانه أن يُظهر للأمريكيين أنه قادر على الخدمة لمدة أربع سنوات أخرى، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وبينما كانت عائلته على علم بمدى سوء أدائه، إلا أنهم ما زالوا يعتقدون أيضًا أنه أفضل شخص للتغلب على دونالد ترامب.
وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن أقوى الأصوات التي تطالب بايدن بمقاومة الضغوط للانسحاب كانت زوجته جيل وابنه هانتر، الذي أصبح الشهر الماضي أول ابن لرئيس في منصبه يُدان بارتكاب جناية بعد أن أدانته هيئة محلفين بالكذب بشأن تعاطي المخدرات بشكل غير قانوني عندما اشترى مسدسًا في عام 2018.
وكانت رحلة كامب ديفيد مقررة مسبقًا، من أجل التقاط الصور مع آني ليبوفيتز من أجل المؤتمر الوطني الديمقراطي القادم.
وقيل أيضًا إن أقارب الرئيس انتقدوا أقرب مستشاريه لفشلهم فى إعداده جيدا للمناظرة.
وخلال المناظرة، قدم بايدن أداءً ضعيفا ومتقطعاً، وكان صوته أجشاً، حيث تعثر في كلماته في عدة مناسبات، وفي بعض الأحيان لم يتمكن من إكمال الجمل. وأطلق خصمه دونالد ترامب سلسلة من الأكاذيب، بما في ذلك ادعاءات بأنه فاز بالفعل بانتخابات 2020، وهو ما فشل بايدن في دحضه.
وبدأت رواية تلقي باللوم على التقويم الصارم للتحضير للمناظرة، والذي شهد عزل بايدن في كامب ديفيد لمدة ستة أيام.
ومن ناحية أخرى، استمرت الأصوات التي تطالب بايدن بالانسحاب حيث أعرب وزير دفاع ترامب السابق، مارك إسبر، عن قلقه بشأن كيفية النظرة إلى أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة على المسرح العالمي، مشيرًا إلى أن ذلك قد يثير الشك داخل الحلفاء والخصوم الأجانب حول قدرته على الخدمة.
وقال إسبر لشبكة سي إن إن الأمريكية "الأمر خطير للغاية. أعني، إذا كنت أجنبيًا أو حليفًا أو شريكًا، فأنت تنظر إلى هذا وتبدأ في التساؤل… هل لديه القدرة على التحمل لأربع سنوات أخرى. و لا يمكنك إلا أن تجيب وتقول: لا".
ويواجه بايدن تدقيقا متزايدا بعد أدائه الضعيف في المناظرة ضد الرئيس السابق ترامب الأسبوع الماضي. وأثار الأداء الذعر بين بعض الديمقراطيين بشأن قدرته على الفوز بإعادة انتخابه وقيادة الأمة لمدة أربع سنوات أخرى.
وقال إسبر، الذي خدم في إدارة ترامب لمدة عامين تقريبًا، إنه سيصوت لرئيسه السابق في نوفمبر. لكنه أشار إلى أن بايدن سيزداد سوءًا بمرور الوقت.
وقال: "نحن نعرف ما يتصارع معه … نرى ذلك لسوء الحظ، في آبائنا أو أجدادنا، وكل يوم، كل أسبوع، يصبح أسوأ قليلاً."
وأضاف "والسؤال هو، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى الزعامة الأمريكية في عصر المنافسة بين القوى العظمى، حيث تصطف الأنظمة الاستبدادية في روسيا وإيران وكوريا الشمالية ضد الديمقراطية الغربية، فإن الزعامة الأمريكية مهمة." وتابع: "القائد الأعلى للولايات المتحدة مهم أيضًا".
وقال إسبر إنه من المهم أيضًا التساؤل عما إذا كان خصوم أمريكا، مثل الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرون "ضعفًا" في بايدن.
واقترح بعض أعضاء الحزب الجمهوري، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون (الجمهوري من ولاية لوس أنجلوس)، أن على حكومة بايدن أن تفكر في عزله بموجب التعديل الخامس والعشرين، مستشهدين بخصوم الولايات المتحدة الذين قال إنهم "يسعون إلى الضعف في هذا البيت الأبيض".
وينص التعديل الخامس والعشرون للدستور، الذي يحكم الخلافة الرئاسية، على أنه يجوز لنائب الرئيس وأغلبية مجلس الوزراء التصويت لإعلان الرئيس "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه" وإعطاء نائب الرئيس واجبات التمثيل الرئاسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة