"لم أكن أتوقع يوماً تحقيق حلمى، فهنا القيود تكسر الطموح وتحطم الآمال وتمنع البنت من ممارسة موهبتها".. هكذا عبرت الفتاة الأسوانية سحر على البرجاوى، 31 سنة، عن قصتها مع كسر القيود المجتمعية التى فرضتها المعيشة القروية داخل إحدى قرى مركز دراو بمحافظة أسوان، لتحقق حلمها فى ممارسة موهبتها الفنية والأدبية.
قالت سحر على، لـ"اليوم السابع"، إنها تعيش فى قرية بنبان إحدى قرى مركز دراو بمحافظة أسوان، وهى أكبر قرية منتجة للكهرباء من ألواح الطاقة الشمسية، ورغم ذلك إلا أن القرية كغيرها من القرى الريفية التى تفرض قيودا على الفتاة سواء فى التعليم أو ممارسة المواهب أو غيرها من مفاهيم وعادات متوارثة فى أذهان أبناء القرى من الأجداد جيلا بعد جيل.
وأضافت بنت القرية فى أسوان، أنها سعيدة بتحقيق حلمها فى الاشتراك بإحدى الفرق الموسيقية للموسيقى العربية، وكذلك ممارسة موهبتها فى الكتابة الأدبية الروائية والكتابة الفنية لبعض السيناريوهات الدرامية للأعمال الفنية، مؤكدة أن والدتها كانت الداعم الأكبر لها فى تحقيق حلمها والوصول إلى حلمها، خاصة أن والدتها لديها موهبة الكتابة وكانت تكتب مقالات منذ فترة بجانب صوتها المميز فى ممارسة الغناء للعائلة بالمنزل.
وتابعت القصة قائلةً: "بداياتي عندما مارست موهبة الغناء واشتركت فى فرقة الموسيقى العربية وتحديت بذلك موروث أن البنت لا يصح لها الغناء أو الظهور على خشبة المسرح، وشاركت فى الموسيقى العربية بعد دخولى الجامعة، ورغم حبى للفن إلا أن أسرتى حالت دون ذلك فى بداية الأمر حتى لا يتحدث باقى أفراد العائلة وأهل القرية عنى بسوء".
وأشارت، إلى أن من شدة حبها للفن اشترت "جيتار" لممارسة العزف عليه، وخبأت ذلك الأمر على أسرتها، إلا أن والدتها كانت دافع قوى لها لتحقيق حلمها بالعزف، خاصة أنها حصلت على العديد من الكورسات فى العزف على الجيتار، وعلقت قائلةً: "إلا أن رسوبى فى إحدى سنوات الكلية كانت كالصدمة لأسرتى التى اقتنعت أن الموسيقى هى سبب رسوبى، وتوالت كلمات الإحباط، حتى جاءت أمى لتزيل ذلك الإحباط وتدفعنى للاستمرار فى ممارسة موهبتى مع اهتمامى بالتعليم والنجاح والتفوق الدراسى فى الجامعة".
وأكملت الفتاة الأسوانية قصتها قائلةً: "فى عام 2014 كان لدى اثنين من أصدقائى هما مريم ولطيفه، هما من أكثر الناس التى حببتنى فى القراءة والثقافة واتجهت للكتابة الأدبية وأصدقائى شجعونى وانبهروا بموهبتى فى الكتابة وبدأت بكتابة الشعر الغنائي والروايات القصصية، وكان هناك إشادة أيضاً بأعمالى من الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد، وطورت من موهبتى فى الكتابة خاصة فى الشعر الغنائى والسيناريوهات الفنية، من خلال ورش الكتابة، ورغم أن كل ذلك كان ضد عادات وتقاليد قريتى، وشاركت أيضاً فى الإعداد لبعض المواد الإعلامية التى تتحدث عن العادات والتقاليد والحرف التراثية واليدوية التى تشتهر بها المحافظات فى الصعيد والوجه البحرى".
وعلقت سحر: "لا زلت أمارس موهبتى فى الكتابة الأدبية وأحاول أبذل المجهود المناسب للاستمرار فى الوصول إلى تحقيق أحلامى، سواء فى الكتابة الروائية منها الرومانسية والتاريخية وسط أحداث حقيقية وأخرى خيالية، بجانب كتابة سيناريو مسلسل مكون من 10 حلقات وتحقيق المعالجة الدرامية له، بجانب استمرارى فى حبى للموسيقي والغناء، التى تزيد يوماً بعد يوم.
البنت الصعيدية
سحر البرجاوى
قرية بنبان
مدخل قرية بنبان
مشروع بنبان للطاقة الشمسية