مازالت الحرب فى السودان تحصد الأرواح وتعمق المأساة الإنسانية وسط تردى الأوضاع للملايين من السودانيين، وأطلق السودانيون حملة لإنقاذ السودانيين من الجوع، والتى حققت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي، بحسب صحيفة سودان تريبون.
وأطلقت منظمة الحارسات حملة لحشد دعم العالم لإنقاذ السودانيين من الجوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تُدشنها رسميًا في مقرها الجديد بالعاصمة الأوغندية، كمبالا.
وناشد شيخ الطريقة القادرية المكاشفية السودانية، الأمين عمر الأمين، السودانيين في الخارج للتحرك والعمل من أجل إنقاذ العالقين داخل البلاد من شبح المجاعة.وقال: “الذين نجوا من السلاح، لن ينجوا من نار الجوع”.
وشكا الأمين من انعدام الأمن في مناطق عديدة بأم درمان وإغلاق التكايا، مما ضاعف الضغط على مجهوداته التي تبناها بتقديم الطعام للمحتاجين منذ اليوم الأول للحرب.
وأنشأ متطوعون مطابخ جماعية تُسمى محليًا بـ التكايا لإطعام العالقين في مناطق النزاع، لكن بعضها توقفت مؤخرًا نتيجة لنقص الدعم المالي بسبب انقطاع الاتصالات وارتفاع أسعار السلع.
واقترح الشيخ الأمين على ملايين السودانيين دفع مبلغ دولار واحد لإنقاذ الجوعى، مؤكداً حدوث وفيات وسط المدنيين في أحياء الملازمين وأبو روف بأم درمان بسبب الجوع خلال الفترة الأولى للحرب، نتيجة لنفاذ المخزون المتوفر من المواد الغذائية في المنطقة.
ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، بينهم 755 ألف شخص في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو الماضي.
وسعت مفاوضات جنيف بين وفدي الجيش والدعم السريع لوضع حلول لانهاء المأساة الانسانية وايصال المساعدات، وقالت مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنية، ان الوفد الحكومي حريص على الاستمرار في الانخراط الإيجابي مع الأمم المتحدة لرفع المعاناة عن السودانيين، في إطار احترام سيادة السودان ووفقًا لقوانينه وسياساته الحاكمة للعمل الإنساني.
إن مباحثات جنيف تميزت بقدر جيد من الإيجابية يمكن البناء عليها لتطبيع الأوضاع الإنسانية في السودان.
ورأست سلوى بنية الوفد الحكومي في المباحثات غير المباشرة مع قوات الدعم السريع، بوساطة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، والتي جرت في الفترة من 11 إلى 19 يوليو الجاري، في جنيف السويسرية.
وأخفق طرفا النزاع في التوصل إلى اتفاق إنساني، لكنهما أقرا حزمة تعهدات أحادية، تشمل حماية المدنيين وتعزيز المساعدة الإنسانية.
وقالت بنية، في بيان صحفي إن “مناقشات جنيف تميزت بقدر جيد من الإيجابية يمكن البناء عليها لتطبيع الأوضاع الإنسانية في البلاد”.
وكشفت سلوى بنية عن منح الحكومة 1,529 تأشيرة دخول للعاملين في المجال الإنساني و10,944 إذن وإخطار تحرك، خلال 6 أشهر، وهي الفترة التي منحت فيها إعفاءات جمركية وضريبية ورسوم الواردات المساعدات والآليات والتي تُقدر بـ 360 مليون دولار.
وقالت إن السلطات سهلت دخول مئات الشاحنات من المساعدات، منها 542 شاحنة عبر معبر الطينة الذي يربط مناطق شمال تشاد بولاية شمال دارفور غربي السودان.
ميدانيا تتصاعد حدة القتال بين الطرفين فى العديد من المدن السودانية،وكشفت صحيفة سودان تربيون أن قوات الدعم السريع لم تنسحب من مدينة بحري، التي تُصنف كضلع ثالث للعاصمة الخرطوم، كما تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
وتنتشر قوات الدعم السريع في المدينة بشكل كثيف، حيث تسيطر عليها بشكل شبه كامل، باستثناء بعض المواقع العسكرية التابعة للجيش السوداني، الذي يسيطر بدوره على مقر سلاح الإشارة وقاعدة حطاب في شرق النيل وسلاح الأسلحة بالكدرو.
من جانبه أبدى برنامج الأغذية العالمي قلقا بالغا إزاء تصاعد القتال في ولاية سنار جنوب غرب السودان، حيث تسبب العنف في نزوح أكثر من 136,000 شخص من ديارهم منذ اندلاع القتال في نهاية يونيو، وقد نزح العديد منهم للمرة الثانية أو الثالثة منذ بداية النزاع.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر إن برنامج الأغذية العالمي قدم حتى الآن المساعدة لنحو 46,000 شخص فروا إلى الدمازين والنيل الأزرق، و3000 شخص نزحوا إلى كسلا والقضارف.
وذكر أن القتال في سنار تسبب في قطع طرق الإمداد الرئيسية للغذاء والوقود إلى الولاية، مما حال دون وصول السكان إلى الاحتياجات الأساسية.
كما أفاد حق بتوقف المساعدات التي تصل إلى دارفور من تشاد، مشيرا إلى أن معبر أدري الحدودي لا يزال مغلقا، بينما لا يمكن استخدام معبر الطينة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، الأمر الذي يعني أن العديد من المناطق ستكون معزولة عن وصول المساعدات.