استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها علي الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مع استهداف وقتل المزيد من الأطفال بالإضافة إلي استهداف عمال الإغاثة والمسعفين بشكل ممنهج .
من جانبهم حث عدد من خبراء الأمم المتحدة على وقف الهجمات ضد السكان المدنيين في غزة، التي تسببت بالفعل في استشهاد أكثر من 38 ألف شخص، بينهم 13 ألف طفل، محذرين من أن الطبيعة المنهجية للهجمات قد تصل إلى الجرائم ضد الإنسانية.
وقال بيان صحفي صادر عن الخبراء إن مُسعفَين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قُتلا أيضا عندما تعرضت سيارة الإسعاف التي كانا يستقلانها لإطلاق نيران من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، أثناء محاولتهما إنقاذ طفلة 5 سنوات وأسرتها استهدفتهم قوات الاحتلال في غزة.
وأَضاف الخبراء الأمميون إن وحشية أعمال القتل تلك يبدو أنها تظهر مدى استهتار الاحتلال مشددين علي ضرورة إجراء التحقيقات وضمان المساءلة معربين عن القلق البالغ بشأن نهج الهجمات العشوائية والمستهدفة الواضحة ضد المدنيين في غزة، بما في ذلك على مواقع تستخدم للمساعدات الإنسانية أو لإيواء النازحين.
وأكد الخبراء علي دعواتهم للوقف الفوري لسفك الدماء والانتهاكات الجسيمة في غزة، وحثوا المجتمع الدولي على ضمان محاسبة المسؤولين وتوفير الحماية والمساعدة الطارئة لسكان غزة.
من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن، وإعاقة الوصول، والنزوح المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية، وسوء نوعية المياه، وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال.
وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم المنظمة إن تلك الظروف "تشكل خطرا على الأطفال وتخلق البيئة المثالية لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال" مضيفا أن المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة تعمل مع الجهات المعنية لإجراء تقييم للمخاطر لتحديد نطاق انتشار فيروس شلل الأطفال والاستجابات المناسبة اللازمة لوقف أي انتشار آخر، بما في ذلك حملات التطعيم السريعة.
وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي منهار الآن في غزة حيث يعمل 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى جزئيا، و45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية.
وقال ليندماير إنه من أجل تخفيف مخاطر انتشار فيروس شلل الأطفال في غزة بشكل فعال، تحث وزارة الصحة في الأرض الفلسطينية المحتلة، جنبا إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا والشركاء، جميع أصحاب المصلحة على دعم جهود القضاء على شلل الأطفال من خلال ضمان تطعيم جميع الأطفال ضد شلل الأطفال كلما سنحت الفرصة.
وأكد المتحدث الأممي أنه يعد وقف إطلاق النار أمرا ضروريا للسماح بالتوسع السريع في أنشطة التطعيم لمعالجة الفجوات التي أحدثتها الحرب المستمرة.