ليس عدوانًا بل أضحى سرطانًا لعينًا زرعت إسرائيل ـ ومن خلفها الداعمون غربًا ـ خلاياه الخبيثة فى جسد المنطقة؛ لينهشه يوما تلو الآخر، بلا هوادة غير آبه بملايين الأبرياء الذى يتصدرون قائمة الضحايا ما بين شهيد وجريح ومشرد.
من غزة الصامدة إلى بلاد الأرز(لبنان)، واليمن السعيد، امتدت نيران الصراع لتعلن الحرب الواسعة على سكان آمنين فى تلك البلدان .
ففى غزة ارتفعت حصيلة العدوان إلى 38,983 شهيدا، و89,727 مصابا، منذ السابع من أكتوبر الماضى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
نيران العدو تمتد إلى اليمن
ومن غزة أخذت هجمات العدوان الإسرائيلى طريقها إلى ميناء الحديدة، فاتحةً جبهة جديدة للصراع، بعيداً عن الجبهات الكلاسيكية التى امتدت فى فلسطين ولبنان وسوريا.
استهدفت الحديدة بأكثر من 20 مقاتلة لتلتلهم النيران المصدر الرئيسى لاستقبال المساعدات الإنسانية لليمينين فى تلك المحافظة ، علاوة عن الموقع االاستراتيجى المهم الذى يحتله هذا الميناء ، لتعلن إسرائيل أمام أعين العالم إصرارها على التدمير.
ولأن سافك الدماء لا يشبع، فراح يصوب آلته الحربية نحو جنوب لبنان، ليسقط 6 جرحى فى بلدة عدلون ، جميعهم من المدنيين.
وبالمقابل وجه حزب الله صواريخ الكاتيوشا على مستعمرة دفنا الإسرائيلية ظن ملحقة أضرارا بالغة بها.
وأكد أن القصف لن يتوقف طالما استمر العدوان على غزة .
توقف ميناء إيلات
وكان الرد الحوثى على عدوان إسرائيل سريعا ، حيث استهدفت صواريخ الحوثيين عدة مواقع فى تل أبيب اليوم الأحد ، مؤكدين أن هذه مجرد بداية لرد أكبر وهجمات أوسع.
ومن جهة أخرى، قالت صحيفة معاريف العبرية، الأحد، أن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي أكد أن إسرائيل اضرت إلى إغلاق الميناء وتسريح عدد كبير من العمال بسبب هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن العمل توقف كليا في الميناء نظرا لعجز السفن عن المرور من أي اتجاه للوصول إلى الميناء.
وفى وقت سابق، أعلن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، جدعون جولبرت، ان ميناء إيلات لم يشهد أي نشاط أو إيرادات خلال الأشهر الثمانية الماضية، مشيرا إلى أن حصار الحوثيين على البحر الأحمر تسبب في انخفاض حركة الشحن بنسبة 85%.
كما أوضح جولبرت أن الانخفاض الحاد في حركة الشحن أدى إلى خسائر فادحة للميناء، ما اضطره إلى طلب مساعدات مالية من الحكومة الإسرائيلية لتغطية نفقاته وتجنب الإغلاق النهائي لميناء يعتبر من أحد أهم الموانئ الإسرائيلية على البحر الأحمر، ويمثل بوابة رئيسة للتجارة مع آسيا وإفريقيا.
ويأتي إعلان إفلاس ميناء إيلات ليكشف نسبيا عن مدى تأثير هجمات الحوثيين على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ بدأت الجماعة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الدامية في قطاع غزة، بمهاجمة السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر وبحر العرب.
كما توسعت هذه الهجمات لتشمل السفن الأجنبية المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، ثم سفن الشركات التي تتعامل مع إسرائيل. وفق ما نقلت "سكاى نيوز " .
ومن جانب آخر، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل استهدفت البنية التحتية للطاقة فى اليمن من خلال ميناء الحديدة، حيث تمت مهاجمة حوالي 20 منشأة تخزين للوقود، معظمها داخل مجمع الميناء وبعض منشآت التخزين التي وضعها الحوثيون بالقرب من الميناء، واستهدفت عمداً رافعات وظيفتها تفريغ البضائع من السفن إلى الرصيف.
ويقول مسئول أمني كبير فى إسرائيل ، إنه بعد أن ضربت الطائرة المسيرة الحوثية يافا تل أبيب أدركنا أن الآن كل المنطقة تنظر إلينا، وكان علينا أن نُظهر القوة تجاه المنطقة كلها إذا لم نفعل شيئاً - سيكون هناك ثمن لذلك.
وأضاف "من الممكن جداً أن نضطر للهجوم مرة أخرى في اليمن عدة مرات قريباً.. لا ينبغي توقع أن هذا الهجوم سيحل مشكلة الحوثيين، من الصعب علينا التنبؤ برد الحوثيين، لكننا نقدر أنهم سيتخذون المزيد من الإجراءات، فقد تغيرت الأمور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة