تحول هوس الكثيرين بالانتشار والشهرة على مواقع التواصل الاجتماعى والرغبة فى كسب المزيد من الأموال، إلى وسيلة لإنهاء حياتهم دون أن يدركوا ذلك، فهناك من يعرض نفسه للخطر فى سبيل فيديو مختلف أو صورة يمكنها أن تزيد من نسب المشاهدة وعدد التفاعلات والمشاركات، وبالتالى زيادة الشهرة والأموال.
فهناك من يصور نفسه أمام الكاميرا فى بث مباشر وهو يتناول الطعام دون توقف، حتي يصاب بالعديد من الأمراض، وهو ما حدث بالفعل مع فتاة صينية، خرجت فى بث مباشر أثناء تناولها الطعام، ولم تتوقف عن هذا التحدي حتي توفيت على الفور أثناء البث.
بان شياوتينغ، هى مقدمة برامج صينية، تبلغ من العمر 24 عامًا، والفتاة المتخصصة في تناول كميات كبيرة من الطعام لتحقيق متعة المشاهدين، توفيت أثناء بثها المباشر بسبب تناول الكثير من الطعام بشكل مفرط جدًا.
فى وقت سابق، اتخذت الصين إجراءات صارمة ضد تدفقات ومقاطع الفيديو "موكبانغ" أو فيديوهات تناول الطعام بشراهة، للحد من الإفراط فى تناول الطعام وهدره، حيث يخاطر المخالفون بغرامات تصل إلى 10 آلاف يوان أو ما يعادل 1400 دولار.
وفاة مؤثرة صينية بسبب الإفراط في تناول الطعام
ومع ذلك، لا تزال تيارات "موكبانغ" تحظى بشعبية كبيرة فى الدولة الآسيوية، حيث يعرض الآلاف من الأشخاص حياتهم للخطر من خلال حشو أفواههم بكميات هائلة من الطعام من أجل المشاهدة، وواحدة من هذه الشخصيات كانت بان شياوتينغ، وهى نادلة سابقة تحولت إلى "موكبانجر" محترفة، التى فقدت حياتها فى وقت سابق من هذا الشهر خلال بث مباشر بعد أن استسلم جسدها بسبب الإفراط فى تناول الطعام، بحسب ما ذكر موقع oddity central.
أظهر تشريح الجثة أن معدتها كانت مليئة بالطعام غير المهضوم، وأن بطنها كان مشوهاً بشدة، واعتادت بان شياوتينغ، على العمل كنادلة، ولكن بعد مشاهدتها مقدمي البث المباشر الناجحين الآخرين فى "موكبانغ" يكسبون أموالًا كبيرة ويغمرهم معجبيهم بالهدايا بمجرد تصوير أنفسهم وهم يتناولون كميات وفيرة من الطعام، قررت أن تجرب ذلك.
ويعد "موكبانغ" مجالًا تنافسيًا للغاية، لذا كانت بداية "بان" صعبة، حيث كانت تكافح من أجل تجميع عدد كبير من المتابعين، لكن الأمور بدأت تتحسن عندما بدأت في زيادة كميات الطعام التي تستهلكها.
فى البداية، اعتمدت الشابة على عروض موكبانغ كنشاط جانبى، ولكن مع نمو نسبة مشاهديها، بدأت تنظر إلى ذلك باعتباره مهنة محتملة، وتركت "بان" وظيفتها فى النهاية واستأجرت منزلًا استخدمته كاستوديو لبث فيديوهات الـ "موكبانغ" الخاصة بها، لأن والديها لم يوافقا على حفلتها الجديدة لقلقهما على صحتها.
كلما زاد عدد الأشخاص الذين شاهدوا بث الموكبانغ الخاص بها، كلما تجاهلت بان شياوتينغ صحتها، حيث توصلت إلى جميع أنواع التحديات الشديدة التي جذبت المشاهدين، لكنها أثرت على جسدها بشدة، حيث حذرها والداها باستمرار من مخاطر الإفراط فى تناول الطعام، كما فعل بعض مشاهديها الذين كانوا قلقين من أنها تتخذ طريقها إلى الموت المبكر، ومع ذلك، كانت تجيب دائمًا بـ"لا تقلق.. يمكننى التعامل مع الأمر"، مع ابتسامة على وجهها.
لم تكن "بان شياوتينغ" أبدًا أنحف الفتيات، ولكن خلال مسيرتها المهنية فى بث موكبانغ، ارتفع وزنها إلى حوالى 300 كيلوجرام، ومع ذلك، لم تقلق بشأن ذلك، وبدلاً من ذلك، استمرت فى حشو فمها بالطعام، وفى مرحلة ما، دخلت المستشفى وتم تشخيص إصابتها بنزيف فى المعدة بسبب الإفراط فى تناول الطعام، ورغم أنها عولجت من حالتها وخرجت من المستشفى لاحقًا، إلا أن أول شيء فعلته هو العودة إلى فيديوهات البث المباشر أثناء تناول الطعام.
يعد إبقاء المشاهدين مستمتعين لفترات طويلة أمرًا صعبًا، لذلك فى الأسابيع الأخيرة، بدأت "بان" فى طرح جميع أنواع التحديات الشديدة، مثل تناول الطعام بدون توقف لمدة 10 ساعات على الأقل يوميًا أو استهلاك أكثر من 10 كيلوجرامات من الطعام فى كل جلسة بث، ولسوء الحظ، لم يتمكن جسدها من مواكبة روتين الأكل الخاص بها، لتفقد بان شياوتينغ حياتها على الهواء مباشرة.
ولم يتم الإعلان عن السبب الرسمى لوفاة الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا، ولكن وفقًا لموقع الأخبار الصينى "سوهو"، كشف تشريح جثتها أن بطنها كانت مشوهًا بشدة، وأن معدتها كانت مليئة بالطعام غير المهضوم، ويتم الآن استخدام وفاتها كقصة تحذيرية لمقدمى "موكبانغ" الآخرين الذين يسيئون استخدام أجسادهم من أجل المال وجذب الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي.