رأت مجلة (بوليتيكو) الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أصبح بالفعل "رئيسا عاجزا" أو بمثابة "بطة عرجاء"، وهو وصف يطلق على السياسي المنتهية ولايته أثناء انتظاره انتهاء فترة حكمه.
وأشارت المجلة، إلى أن نتنياهو يراهن في الوقت الحالي على فوز الرئيس الأمريكي السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر المقبل.
ونوهت إلى أنه في الأسبوعين الماضيين، أرجأ نتنياهو محادثات وقف إطلاق النار، مما أدّى إلى خلق مطالب جديدة، وهو يفعل هذا حتى في الوقت الذي كان فيه بايدن إيجابياً بشأن اتفاق وشيك.
ووفقا للتقرير، فإن مماطلة نتنياهو في التوصل لاتفاق بشأن إطلاق النار تأتي على الرغم من المقترح الذي تم التوافق عليه بشكل كبير من جانب إسرائيل وحركة حماس ، على الرغم من أن الاتفاق كان من شأنه تحرير الرهائن الإسرائيليين، ووقف الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر في قطاع غزة.
ورأت المجلة أن هناك عدة أسباب تدفع نتنياهو إلى إبطاء المفاوضات، وذلك وفقا لدبلوماسي بارز في الشرق الأوسط وخبراء مطلعين على المفاوضات ، وأضافت "إن أحد هذه الأسباب هو أن نتنياهو يسعى إلى استرضاء اثنين من أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين، وهما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، اللذين هددا بحل حكومته إذا قدم تنازلات لحماس".
والسبب الآخر هو اعتقاده بأن حماس أصبحت في حالة "ضعف" شديد، نظرا لوضعية "الفرار" وسط الملاحقة المستمرة لها من قبل الجيش الإسرائيلي، عن طريق الغارات الجوية المدمرة على قطاع غزة، والتي سقطت على إثرها عدة مسؤولين بارزين في حماس.
ولكن "بوليتكو" رأت أن السبب الرئيسي وراء "تكتيك المماطلة" الأخير الذي انتهجه نتنياهو، هو حساباته الخاصة بشأن الانتخابات الأمريكية، واعتقاده بأن فرص الفوز تتحول بسرعة لصالح ترامب.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أقل من أربعة أشهر، قد يعتقد نتنياهو أنه يستطيع الإفلات من الضغوط التي يتعرض لها من بايدن لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وأن ترامب سوف يتعامل بـ"لطف" مع إسرائيل كما سيكون أكثر صرامة مع إيران ووكلائها، وخاصة حزب الله اللبناني.
وأعادت المجلة إلى الأذهان وصف نتنياهو لترامب في عام 2020، بأنه "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق".
وقال دبلوماسي بارز من دولة شرق أوسطية على اتصال وثيق بالمفاوضين، رفض الكشف عن هويته حتى لا يكشف عن انتمائه الحكومي ، "تقييمنا هو أن نتنياهو يريد كسب الوقت حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل".
ونقلت المجلة عن ديفيد ماكوفسكي الخبير البارز بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي أجرى مشاورات مع مفاوضي الدوحة ، "أعتقد أن نتنياهو يشعر بضغط أقل من واشنطن ، إنه يشعر أن بايدن ليس في وضع يسمح له بالضغط عليه".
بدوره، قال مايكل كوبلو، من منتدى السياسة الإسرائيلية، "يبدو أن نتنياهو ودائرته الداخلية يعتقدون أنهم قادرون على إضاعة الوقت حتى يعود ترامب إلى البيت الأبيض".
واختتمت المجلة تقريرها بلبقول " من غير الواضح ما إذا كان فوز ترامب بولاية ثانية سيحدث فرقا لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة وأنه لم يكن مقربا من نتنياهو خلال فترة رئاسة الأخير، كما أن نتنياهو أغضب ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، عندما هنأ بايدن بالفوز في عام 2020".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة