المصريون القدماء بين الرواية والتاريخ.. نجيب محفوظ وبهاء طاهر وجمال الغيطانى

الإثنين، 22 يوليو 2024 10:00 م
المصريون القدماء بين الرواية والتاريخ.. نجيب محفوظ وبهاء طاهر وجمال الغيطانى نجيب محفوظ كتب عبث الأقدار في ثلاثيته التاريخية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثلما كانت وما زالت "ألف ليلة وليلة" هي ملهمة الأدباء حول العالم الأولى، كانت أيضًا الحضارة المصرية القديمة كذلك ملهمة للكثير من كبار الأدباء المصريين، حيث استقوا منها أحداثًا كانت مسرحًا لأعمالهم الأدبية، حتى أن الأديب العالمي نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الآداب لعام 1988، قد حصل قدم في بداية أعماله ثلاثية تاريخية تتحدث عن مصر القديمة، سبقت حتى ثلاثيته الاجتماعية "بين القصرين، قصر الشوق، السكرية".

وخلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية، تحدث عدد المثقفين في ندوة بعنوان "المصريون القدماء بين الرواية والتاريخ" عن تأثير التاريخ المصري القديم على كتابات عدد من كبار الكتاب، حيث أكدوا أن مصر القديمة ملهمة للجميع في العالم، ثم أوضح علاقة الأدباء المصريين بمصر القديمة في الرواية المصرية المعاصرة منذ الأديب عادل كامل والأديب نجيب محفوظ مرورًا بأدباء جيل الستينيات أمثال جمال الغيطاني وبهاء طاهر، وصولاً إلى جيل التسعينيات، وظهور رواية "البحث عن خنوم" في أواخر التسعينيات من القرن العشرين.

نجيب محفوظ

الثلاثية التاريخية هي أول ثلاث روايات للأديب المصري نجيب محفوظ. وتدور أحدث تلك الروايات في مصر القديمة، واستلهمت التراث الفرعوني في نوع من الاسقاط التاريخي على المرحلة السياسية التي سادت مصر في تلك الفترة. وقد بدأ اهتمام نجيب محفوظ بالتراث الفرعوني في مرحلة دراسته الجامعية حين ترجم كتاب «مصر القديمة» للمؤلف جيمس بيكي. لم يعد محفوظ بعد هذه الثلاثية للكتابة عن مصر الفرعونية إلا مرة واحدة في رواية «العائش في الحقيقة» (1985) التي تحدثت عن أخناتون. وقد تأثر محفوظ بالروائي الإسكتلندي والتر سكوت (صاحب رواية ايفانهو) الذي تناول التاريخ الإنجليزي في رواياته.

بهاء طاهر

تناول الروائي الكبير الراحل بهاء طاهر في أعماله التاريخ الفرعوني، فى مجموعته القصصية "أنا الملك جئت"، حيث استعرض عصر إخناتون ومحاكمة كاهن آتون ويدعى كاى نن، أمام كهان آمون بعد وأد الفتنة فى عصر إخناتون ونقل العاصمة لمقرها الأول طيبة فى الأقصر، وقد  تم إعفاء إخناتون من القتل والتعذيب لأنه ملك، فيما تم التنكيل بكهنة آتون الذين كانوا يؤلفون الأشعار والتراتيل لآتون.

وكتب بهاء  طاهر قصة فى مجموعة أنا الملك جئت، بعنوان محاكمة الكاهن  كاى نن فى عام 1985م، حيث استعرض فيها محاكمة منظر العبادة الأتونية فى عصر إخناتون والذى كان يوصف ( متجلى الأنوار المستند بقوة ذراع المختار آتون ) أى زراع إخناتون نفسه، مما يعنى أن محاكمة الكاهن هى محاكمة إخناتون ذاته، وتقول بعض مقاطع القصة، هز سمنخ رأسه وقال: الكافر آخن (يقصد إخنانون) أغلق معابد آمون وغيرها من المعابد، هو يعرف أن الشعب يحبها من قديم الزمن، حتى أنت أيها الكاهن آي كنت تعرف قدر رع وآمون المقدسين، ألم تقل فى رسالتك أن البن بن محبوبة رع وآمون، وتسترسل القصة فى جو فلسفى عقائد الفراعنة، كما تسترسل فى وصف المنشآت التى وضعها كاهن آمون الأكبر بعد وأد الفتنة ومنها زرع الزهور أمام كافة المعابد حيث صارت بر آمون حديقة واسعة تفوح منها أريج رائحة اللوتس والياسمين والنرجس.

جمال الغيطاني

تعتبر رواية متون الأهرام تجربة جديدة فى الكتابة السردية وتتخذ أشكالا مبتكرة فى القص العربي، فالغيطانى فى حوار دائم مع الأشكال الفنية المختلفة للاستفادة منها فى النثر والسرد، وهكذا فإن «متون الأهرام» تعتمد على الشكل الهرمى فى القص، وهى عبارة عن أربعة عشر نصا، تستوحى شكل الأهرام فى البناء، والنص الرابع عشر عبارة عن كلمة واحدة تشبه قمة الهرم، فيقوم بناء العمل على أساس وضع نصوص وكتابات، تحل بدورها محل الفصول فى السرد التقليدي، فيشيد بناء هندسيا يقوم على المتون نفسها، وصولاً إلى خلق تشكيل هرمى مقلوب، قاعدته تبدأ بنصوص كبيرة تأخذ فى الصغر حتى لتنتهى فى المتن الرابع عشر، الأخير، بقمة واحدة فقط. ويستلهم الغيطانى روايته من نصوص الأهرام التى خلفها قدماء المصريين كجزء من الموروث الفرعونى.

عادل كامل

رواية عن حياة الملك المصري "إخناتون" وأفكاره ومعتقداته والحروب الداخلية التي خاضها وما صاحبها من انهيار لحدود الدولة الخارجية، وظهرت رواية (ملك من شعاع) التي تتوغل في التاريخ المصري القديم في الفترة مابين الثلاثينيات والأربعينيات، تلك الفترة شهدت نهضة واسعة من المصريين في الاهتمام بإحياء تراثهم الفرعوني القديم، وقد جاء هذا الاهتمام إثر تزايد الحس الوطني بعد ثورة 1919 لدى المصريين ورغبتهم في الاستقلال عن الانجليز وماصاحب ذلك من إنهيار الدولةالعثمانية، ونتيجة أيضا لكثرة الاكتشافات التنقيبية أنذاك والترويج الكبير الذي حدث للحضارةالمصرية القديمة في دول الغرب.
الكتاب يضم أيضاً دراسة صغيرةعن أدب عادل كامل متمثل في روايته الثانية المهمة "مليم الأكبر". الدراسة بقلم خيري شلبي.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة