منذ الوهلة الأولى لإعلان الهجوم الإسرائيلى على مدينة الحديدة وتحديدًا مينائها البحرى، تبادر إلى إذهان الكثيرين تساؤل: لماذا "ميناء الحديدة " بالتحديد الذى استهدفته نيران العدو الإسرائيلى؟.
للإجابة عن هذا السؤال لابد أن نستعرض أهمية هذا الميناء استراتيجيا واقتصاديا، وهو ما نورده فى السطور التالية..
يكتسب ميناء الحديدة، أهمية إستراتيجية كبيرة، حيث يشكل قيمة اقتصادية كبيرة لليمن، حيث يمثل 70% من احتياجات اليمنيين فى الحديدة، ويُعد الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الإستراتيجى، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذى يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر، إضافة إلى كونه غير معرض للرياح الموسمية، إلى جانب كونه محميا بشكل طبيعى من الأمواج والتيارات البحرية.
ويتميز هذا الميناء ـ الواقع غربى اليمن، شمال خط الاستواء على خط عرض 14درجة و50 دقيقة شمالا، وخط طول 42 درجة و56 دقيقة شرقا ـ بقربه من الخطوط الملاحية العالمية، ويعتبر من أبرز وأكبر الموانئ المطلة على البحر الأحمر، ويرتبط ميناء تلك المحافظة اليمينة بقناة ملاحية بطول 11 ميلا بحريا، وعرض 200 متر، يستقبل السفن التى تبلغ حمولتها 31 ألف طن، إضافة إلى السفن المحملة بالسائحين والركاب.
ويقع الميناء تحت سيطرة جماعة الحوثى منذ سبتمبر عام 2014 ، وفى مارس 2015 أعلن الحوثيون خطة لتوسعة ميناء الحديدة.
مستودعات النفط
قام العدوان الإسرائيلى بضرب مستودعات النفط بذلك الميناء، ردا على استهداف الحوثيين لتل أبيب، يوم الجمعة الماضى، إضافة إلى الهجمات المتتالية التى تنفذها الجماعة على السفن التجارية المارة بمياه البحر الأحمر، بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية وبحر العرب والمحيط الهندى، وذلك تضامنا مع غزة.
وبالمقابل بدأ تحالف أمريكى بريطانى فى 12 يناير الماضى شن غارات تستهدف مواقع للحوثيين فى مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتهم البحرية.
وأمام هذا التدخل من قبل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا أعلنت جماعة الحوثى أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
وعلى صعيد متصل، أدان مصدر مسؤول فى الحكومة اليمنية الشرعية ومقرها عدن بأشد العبارات عدوان الكيان الإسرائيلى على الحديدة، وانتهاكه لسيادة الأراضى اليمنية، فى مخالفة صريحة لكافة القوانين والأعراف الدولية.وفق وكالة سبأ.
وفى الوقت نفسه، شدد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمنى، معمر الإريانى، على موقف الحكومة اليمنية الشرعية الثابت الدعم لجهود إحلال السلام الشامل والعادل، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نت".
وأشار الأريانى إلى أن الحكومة الشرعية قدمت الكثير من المساعى من أجل سلام يضمن إنهاء الحرب وعدم تكرارها، مؤكدا تعاطيها الإيجابى مع كل الجهود فى مختلف جولات الحوار.
بينما حذرت السعودية من اختراق أجوائها، مؤكدة أنها لن تسمح بذلك، ودعت الأطراف كافة إلى ضبط النفس لتجنيب المنطقة ويلات الحروب.