بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه لنائبته لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى، بات الطريق ممهدا أمام كامالا هاريس لتصبح ثانى امرأة يرشحها الحزب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد هيلارى كلينتون، وأول امرأة من السود ومن أصل آسيوية تترشح للمنصب الأعلى.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تحركت سريعا لحشد المندوبين الديمقراطيين خلف حملتها بعد تنحى بايدن الذى كان بمثابة زلزالا فى السباق الرئاسة قلب خطط الحزبين التي يتم صياغتها بعناية.
وسعيا لإنهاء أسابيع من الدراما المتعلقة بترشيح بايدن، فإن المسئولين الديمقراطيين المنتخبين البارزين وقادة الحزب والمنظمات السياسية اصطفوا خلف هاريس فى الساعات التالية لانسحاب بايدن.
وأوضحت الوكالة أن انسحاب الرئيس من السباق يمنح الحرية لمندوبين بالتصويت لأى شخص. وبالتالى فإن هاريس، التي أعلن بايدن تأييده لها، هي المرشحة الوحيدة المعلنة وتعمل بشكل سريع لتأمين تأييد أغلبية المندوبين.
وذكرت أسوشيتدبرس أن هذا هو البند الأول من قائمة أولويات سياسية لهاريس بعد انسحاب جو والذى علمت به مساء الأحد بعد اتصال مع الرئيس. ولو نجحت كاملا فى الفوز بالترشيح فعليها أن تختار مرشحا لمنصب نائب الرئيس وتكريس عملية سياسية هائلة لدعم ترشحها بدلا من بايدن، كل هذا قبل 100 يوم فقط من يوم الانتخاب.
وغيرت حملة بايدن اسمها رسميا إلى "هاريس من أجل الرئاسة"، مما يعنى أن كامالا سترث بالفعل حملة تضم أكثر من الف من العاملين وكان لديها 96 مليون دولار حتى نهاية يونيو.
ورغم إعلان العديد من قيادات الديمقراطيين تأييدهم لترشح هاريس، إلا أن الرئيس الأسبق باراك أوباما لم يفعل ذلك، حيث أعرب البعض داخل الحزب الديمقراطى عن قلقهم من أن التحول السريع لتأييد هاريس سيكون اشبه بالتتويج، وبدلا من ذلك تعهد أوباما بدعم المرشح النهائى للحزب.
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى بين 19 و22 أغسطس، والذى سيعلن فيه رسميا مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة. وكان الحزب قد أعلن أنه سيعقد دعوة مبكرة افتراضية لترشيح بايدن رسميا قبل بدء الإجراءات الشخصية. ومن المقرر أن تنعقد لجنة قواعد الحزب هذا الأسبوع لإنهاء عملية الترشيح، ولم يتضح بعد كيف سيتم تعديل الأوضاع للتعامل مع انسحاب بايدن.
ويظل ترشيح هاريس مسألة غير محسومة حتى الآن، فالوضع الذى أثاره انسحاب بايدن فى هذه المرحلة المتأخرة من الحملة الانتخابية، وبعد أن حصل على العدد الكاف من المندوبين فى السباق التمهيدى ليصبح مرشح الحزب، يثير تساؤلات عن الخطوات القادمة التي ينبغي على هاريس القيام بها خلال أسابيع قليلة، قبيل انعقاد المؤتمر الوطنى العام للحزب الديمقراطى، حتى تصبح مرشحة رسميا.
وبحسب مجلة تايم، لم يعرف من قبل أن مرشحا لمنصب الرئيس انسحب بعد تأمين أصوات المندوبين فى السباق التمهيدى. وكان بايدن حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي في مارس الماضي بعد فوزه بأصوات أكثر من 3800 مندوب.
غير أنه فى عام 1972 انسحب المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس توماس إيجلتون، فصوت أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية لاستبداله بسارجنت شرايفر.
وقبل إعلان بايدن انسحابه، قالت مجلة بولتيكو إن قواعد مؤتمر الحزب الديمقراطى، ربما تحسم من سيكون مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وذكرت المجلة أنه سواء تخلى بايدن عن مساعى إعادة انتخابه أو لم يفعل، فإن هناك احتمالا كبيرا أن يكون المؤتمر أكثر تنافسية من أى مؤتمر آخر منذ أكثر من نصف قرن، بصرف النظر عن المعركة بين جيمى كارتر وتيد كينيدى فى عام 1980، والتي تم تسويتها قبل أسابيع من بداية المؤتمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة