إن السياسة التي تتبعها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تنبري على مبدأ واضح يتمثل في تعضيدها لاستراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها، بما يحتم عليها أن تقدم محتوىً هادفاً يشاهده ويهتم بمتابعته جميع الفئات العمرية؛ ليصبح هذا المحتوى بمثابة أداةٍ فاعلةٍ تؤدي دورًا تثقيفيًا وتربويًا واجتماعيًا يغرس في الأذهان صحيح القيم ويشكل بنى معرفية سليمة تحدث أثرًا إيجابيًا في السلوك.
وهنا ينبغي أن تتوافر شروطٌ في المحتوى المقدم من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؛ إذ يجب أن يراعى فيه عناصر التشويق المتعددةٌ، وارتباطه ارتباطًا فاعلًا ووثيقًا بالواقع المعاش؛ لتتحقق الاستفادة وتتكامل مقومات الجذب فيما يتم طرحه للمتلقي، وفي المقابل عندما تقدم مسرحية للفنان القدير محمد صبحي لا تساعد على جذب المشاهد وبسببها تفقد الشركة الربح الذي يصب في مصلحة الاقتصاد القومي، بل ويصل الأمر للخسارة كما صرحت به الشركة؛ فإن ضرورة التوقف واجبةً كي تحدث مراجعات عديدة تخص الطرفان؛ فعلى مستوى الشركة ومجلس إدارتها يجب المكاشفة منذ اللحظة الأولى، وعلى الفنان القدير محمد صبحي صاحب العطاء أن يراجع مضمون المحتوى ومناسبته لخصائص المجتمع واحتياجاته في ضوء متغيرات العالم الافتراضي الذي كسى العالم بسياج من تنوعات المعلوماتية الجاذبة والمثيرة في عرضها.
والمتابع جيدًا لما تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يجد أنها تقدم تنوعا رائعًا من إبداعات الدراما التي تحمل وتجسد هموم الوطن وما يمر به من أحداثٍ جارية وتحدياتٍ ومشكلاتٍ وأزماتٍ وممارساتٍ متباينةٍ ما بين مقبولةٍ وغير مقبولةٍ، ومن خلال تلك المعالجة العميقة يستطيع المتابع أن يستقرئ، أو يستنتج، أو يستنبط، أو يستبصر القيمة المستهدفة، ومن ثم يعمل على تعديل أفكاره وممارساته التي تتعارض أو تتباين مع القيم النبيلة، وهذا يُعد فكرًا استراتيجيًا لتعديل السلوك والعمل على ضبطه لدى الفرد والجماعة، وفي هذا الخضم يأتي تساؤلٌ مشروعٌ؛ فأقول كيف للفنان القدير محمد صبحي الذي له تاريخه وعطائه الفياض ويعلن دومًا على أنه صاحب مبدأ ينبري حول حب الوطن وعشق ترابه وهو كما يدعي، أن يطلب زيادةً ماديةً بعد إبرام تعاقدٍ مع كيان الشركة؟؛ أليس هذا مثيرًا للدهشة ويجعلنا في حالة من الصراع الداخلي؛ فهل المادة طغت على المبدأ، أم أن المبدأ قد يتجزأ في بعض الأحيان ووفقًا للظروف والمتغيرات.
لقد تغيرت منهجية الإعلام المصري وصارت تقوم على ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني التي كثيرًا ما أشرنا إليها في مقالات سابقة؛ فمنذ ذلك الحين لا نرى إلا بث محتوى إعلامي هادف ودراما راقية وأعمالٍ تُعد رائدةً في إخراجها ومضمونها؛ حيث تتناول قضايا متعددة وموضوعات متنوعة تستهدف تزويد المتلقي بصورةٍ ذهنيةٍ صحيحةٍ عمّا يدور حوله من أحداثٍ وتطوراتٍ على الساحة المحلية، أو الإقليمية، أو الدولية، وهذا بالطبع يساعد في بناء وتشكيل وعي المواطنين تشكيلًا سليمًا يحقق لهم الحماية من الأفكار المستوردة والمغرضة والهدامة، والتي تبث على مدار الساعة من أبواقٍ خارجيةٍ ممولةٍ.
وقد كفل القانون المصري حقوق الملكية الفكرية؛ فكيف لأستاذٍ جليلٍ مثل محمد صبحي صاحب مكانةٍ فنيةٍ يشار إليها بالبنان أن يخل بحقوق الملكية الفكرية، وينشر مقاطع من عمله الفني عبر صفحات التواصل الاجتماعي؛ ألا يدرك الفنان محمد صبحي أن هذا مخالفًا للقانون ويعد هدرًا لحقوق ومصالح الغير، ودعونا نعلنها بهدوء وفي صراحة تامة أننا نستنكر كل من ينتهج سياسة الظهور والطفو بمخالفة صحيح القانون وجوهره السامي؛ ليحدث حالة من الارتباك بشكلٍ مقصودٍ أو متعمدٍ؛ مما ينتج عنه تشويه للحقائق والثوابت وإرباكًا للفكر والرأي العام.
وحينما تعلن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن ثمة مخالفات بدرت من الفنان محمد صبحي صاحب الفكر المثالي والمبادئ الأصيلة؛ حيث قيامه بتغيير في النصوص وتضمينها ما يخالف القواعد والأكواد الأخلاقية الإعلامية، ولا يتسق مع مواثيق الشرف المهني؛ فإن قرار الرأي العام المصري سيقابل ممارسات الفنان محمد صبحي بالرفض التام؛ لأننا ندرك أن الرأي العام يعبر عن معتقد أو فكرة الشعب عن قضية ما، تُسلط وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الضوء عليها، ومن ثم تخرج التصريحات لتعبر عن وجهة النظر في صورتها العامة عن تلك القضية المثارة، ونوقن بأن الرأي العام يؤثر فيما تتخذه مؤسسات الدولة من قرارات، أو تحتم على الدولة إجراء حوار مجتمعي حول قضية ما للوصول لحل مرضي يلقى القبول المجتمعي، ويحد من حالة التوتر، أو التعصب، أو القلق، أو الخوف لدى المجتمع.
لقد اعتدنا دون مبالغةٍ أو مجاملةٍ على أن نشاهد ونتابع دراما تقدمها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تسهم بصورةٍ مقصودةٍ في العمل على ترابط النسيج المجتمعي، بل وإعادة هندسة العلاقات المفتقدة بين أفراده لأسبابٍ متباينةٍ ومتغيرةٍ قد يحكمها متغيراتٌ دخيلةٌ استهدفت النيل من الوحدة الوطنية بمكونها الرائع، كما لاحظنا الاهتمام بلغةٍ مهمةٍ تسمى لغة الحوار بين الأفراد داخل المؤسسات والبيت والأماكن العامة، والتي تستند على آدابٍ ينبغي التحلي والتمسك بها بغض النظر عن المتغيرات التصنيفية من سن وثقافة وطبيعة المكان؛ لضمان وصول أفراد المجتمع لمستوىً راقٍ من الوعي على مستوى الحوار، أو الفهم الصحيح للقضايا مثار الجدل وتباين الرأي.
نؤكد لفنان مصر القدير محمد صبحي صاحب المواقف النبيلة أن ما استهدفته سيناريوهات أعمال الشركة المتحدة تعمل على تعضيد المواطنة والانتماء، وتغرس في الفرد قيم الإخلاص والشرف والاستعداد التام للتضحية من أجل الوطن ورقيه، إذ أن مهمة خدمة الوطن تعني أن الفرد جنديٌ من جنود هذا الوطن، ومن ثم يسهم في بنائه ورفعته وازدهاره ومنعته؛ فلا مجال للمزايدة أو المقامرة بالرأي العام أو ادعاءات تسبب البلبلة والإرباك؛ فنحن في مرحلة تحتاج منا أن يحرص الجميع على التمسك بقيم الانتماء والولاء للوطن.
لقد تحقق لدينا من إقرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي صرحت به عبر المنصات الإعلامية المختلفة بأنها لن تقدم إلا كوادر وإعلامًا مهنيًا يحترم المشاهد، وأنها لن تتوانى عن ردع كل من يحيد عن المعايير المهنية التي تلتزم بها منذ بداية تأسيسها؛ ليؤكد لدينا احترامها للمهنية في صورتها الإجرائية؛ فمن تسول له نفسه مخالفة القواعد المهنية، ويتعدى ميثاق الشرف الإعلامي، ولا يحترم الرأي العام، لن يكون له مكان، ولن يتمكن من تقديم ما يستهدفه عبر المنابر الرسمية بالدولة التي تحافظ على قيم المجتمع وتقدر مشاعره وتسمو بوجدانه، وهذا ما يضيف لرصيدها ويجعلنا نثمن مواقفها وندعم ممارساتها التي تتسق مع صحيح القانون المصري.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.