الدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق أكد أن «الكتاب الأفضل عن ثورة يوليو فى رأيى لم يكتب بعد»، مضيفا: «كل الكتب التى صدرت عن ثورة يوليو تغطى وجهة نظر معينة ورؤية معينة لكن حتى الآن ما زالت ثورة يوليو فى حاجة لأن يكتب عنها»، مشيرا إلى أن كل الكتاب الذين كتبوا عن ثورة يوليو اجتهدوا وفى النهاية كل واحد يعبر عن وجهة نظره بحسب قدر المعلومات المتاحة له.
وأضاف: «الآن قدر المعلومات الذى يتم الكشف عنه يوميا كبير وبالتالى ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الكتابات عن ثورة يوليو رغم مرور كل هذه السنوات، وبالمناسبة مرور 72 سنة على حدث مهم مثل ثورة يوليو فى التاريخ شىء ليس كبيرا، فمازال هناك معلومات تتكشف حتى الآن عن محمد على والحملة الفرنسية رغم مرور كل تلك السنين».
حلمي نمنم
بدوره قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إنه من الظلم ذكر اسم كتاب واحد من بين الكتابات المختلفة التى تناولت ثورة يوليو، فهناك الكثير من الكتابات مثل مذكرات محمد فايق باعتباره مشاركا فى هذه الثورة وأحد رموزها، وأقام لها إعلامها الجيد الذى خاطب العالم بطريقة غير تقليدية، وهناك أيضا مؤلفات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل صحفى الثورة الأول وصديق عبدالناصر الأول وهى كتابات مهمة للغاية.
وأشار القعيد، أيضا إلى مذكرات الضباط الأحرار باعتبارها تتضمن توثيقا مهما للثورة ومنها مذكرات زكريا محيى الدين وكمال الدين حسين وأيضا مذكرات خالد محيى الدين المنشورة باسم «الآن أتكلم» التى نشرها بعدما أسس حزب التجمع من خلال جريدة الأهالى معلقا: «الحقيقة أن خالد محيى الدين هو من أنبل الناس الذين عرفتهم فى حياتى».
ويشير القعيد، إلى أنه على مستوى الروايات التى تناولت ثورة يوليو فإن روايات نجيب محفوظ تبقى مهمة جدا مهمة فى التأريخ لثورة يوليو مثل الثلاثية واللص والكلاب وروايات أخرى، أيضا إن الثورة كانت هى الحدث الجوهرى رغم أن نجيب محفوظ كان له موقف سلبى من منجزات ثورة يوليو وهذا حقه.
يوسف القعيد
وذكر القعيد ان كل الادباء قابلوا ثورة يوليو بشكل جيد من خلال رواياتهم واعمالهم الإبداعية وفيما بعد تحولت كثير من هذه الروايات الى أفلام.
الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش أكدت رفضها فكرة الحديث عن كتاب بعينه باعتباره «الأفضل» وتضيف: «كل كتاب له ميزة وأهمية خاصة من زاوية ما»، وتضيف: «ربما كتابات صلاح عيسى عن ثورة يوليو مختلفة، وأيضا كتاب الآن أتكلم لخالد محيى»، حيث أشارت إلى أن هذه الكتب كانت إلى حد كبير متميزة.
فريدة النقاش
من جانبه، قال أحمد بهاء الدين شعبان عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى: «هناك كتب كثيرة كتبت عن ثورة يوليو لكن الكتاب الأفضل لم يكتب بعد»، ويستطرد قائلا: «الكتاب الأفضل هو الذى ينتظر منه أن يعيد قراءة تاريخ هذه الثورة المهمة، وأن يقدم للرأى العام المصرى تقييما موضوعيا شاملا يرى هذه الثورة فى سياق التطور التاريخى الاجتماعى والسياسى للمجتمع، ويضع أمام الشعب تقييما موضوعيا لها يوضح إيجابياتها وسلبياتها، إنجازاتها واخفاقاتها، نجاحاتها وفشلها، ويستطيع أن يحكم بموضوعية على إنجازات هذه الثورة وعلى النتائج السلبية التى ترتبت على بعض أفعالها وما زلنا نعانى منها حتى الآن».
ويتابع: «هناك كتابات كثيرة مجدت هذه الثورة تمجيدا كاملا وتجاهلت كل السلبيات ونقاط الضعف فى مسيرتها، وكتابات أخرى هاجمتها هجوما شاملا وتجاوزت عن كل حسناتها وما قدمته من إيجابيات»، مشيرا إلى أن الظروف التى عشناها سواء فى فترة الثورة حتى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر ثم فى الفترات التالية لها منعت قدرة المثقف المصرى على أن ينظر بموضوعية الى حقائق التاريخ خلال الفترة الماضية.
وأضاف: «هناك أيضا سبب مهم جدا وهو أنه حتى يكتب التاريخ المصرى كتابة موضوعية فيجب أن يتيسر للباحثين والكتاب فرصة الاطلاع على وثائق هذه الثورة، وللأسف الشديد كل وثائق الوقائع المهمة إما أن تحتكرها الجهات المختلفة، وإما أن تحتكرها أسر الزعماء وتعتبرها ملكية خاصة، وإما أن يتم تسريبها إلى الخارج وفى النهاية لا يستطيع المثقف أن يصل بسهولة إلى صلب الحقيقة وهى الوثيقة لأنه دون توفر المعرفة الكاملة لحقائق الأحداث فكل حكم على ثورة يوليو أو غيرها سيكون ناقصا».
احمد بهاء الدين