ترتبط ثورة 23 يوليو 1952 مع ثورة 30 يونيو 2013، حيث يتفق الجميع أن سبب قيام الثورتين هو إعادة إحياء الدولة المصرية من جديد، وتحقيق العدالة الاجتماعية للشعب المصري، حيث كانت تعانى مصر من الاستعمار واختطاف مواردها لصالح النفوذ الأجنبى والإقطاعيين، لتأتى 23 يوليو وتحرر الدولة وتعيد إحيائها بإطلاق الجمهورية الأولى تكون مصر للمصريين وليس لأحد آخر، وأيضا مصر بعد 2011 تعرضت لتحدى لا يقل خطورة عن الاستعمار الأجنبى يتمثل فى تكالب قوى الشر فى الداخل والخارج لطمس هويتها والعمل على تقسيمها واختطاف مقدراتها لتأتى 30 يونيو وتفعل كما فعلت 23 يوليو وتعيد إحياء الدولة المصرية من جديد بإطلاق الجمهورية الجديدة.
والرابط الآخر فى التقارب بين 23 يوليو و30 يونيو العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال البناء والتعمير والإصلاح، حيث دشنت الجمهورية الأولى فى ظل 23 يوليو مشروعات تنموية قومية كبرى على رأسها السد العالى وإنشاء مصانع عملاقة للحديد والصلب والغزل والنسيج والمحالج، وكذلك تأميم قناة السويس وإنهاء الهيمنة الأجنبية على القناة، وقرار الإصلاح الاقتصادى وتمليك المصريين والفلاحين الأراضى للتجلى العدالة الاجتماعية فى ربوع المحروسة، وكذلك الجمهورية الجديدة فى ظل 30 يونيو التى اعتمدت على بناء الدولة والإنسان معا لتحقيق العدالة الاجتماعية فكان المشروعات العملاقة والتنمية المستدامة هدف واضح وقرار حاسم من القيادة السياسية لبناء الدولة، مثل مشروع المليون ونصف فدان ومشروع الدلتا الجديدة وزراعة سيناء ومشروع حياة كريمة التى وصفته الأمم المتحدة بمشروع القرن ومشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء، وإنشاء قناة السويس الجديدة وتوسيع المجرى الملاحى للقناة وتطوير المنطقة الاقتصادية، والكثير من المشروعات الصحية والتعليمية والتكنولوجية وفى قطاع اللوجستيات والنقل والبنية التحتية، والطاقة المتجددة.
وتجلت روح ثورتى يونيو ويوليو فى إصرارها على بناء جيش وطنى قومى، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة للتفق الثورتين فى المبادئ، لتصبح مصر مصدر إلهام الجميع فى المنطقة والإقليم والعالم، حيث أصبحت الجمهورية الأولى فى ظل 23 يوليو النموذج المُلهم لكل حركات التحرر الوطنى، وها هى الجمهورية الجديدة تقدم النموذج الملهم فى محيطها العربى والأفريقى حيث الانطلاق نحو التنمية المستدامة وبناء القدرة الوطنية فى جميع المجالات.
وتحقيق المعادلة الصعبة معيار القدرة بين الثورتين، فى الوقوف مع نضال الشعب وكفاحه لتحرير بلده ورسم مستقبل حياته، وهو ما استطاعت تحقيقه الثورتين.. لذا علينا أن نفخر بمصريتنا المتجذرة عبر التاريخ، وأن تلهمنا 23 يوليو أنه منذ الاستقلال والمسيرة الوطنية والتنموية تمضى إلى الإمام رغم التحديات والتهديدات وتحويل الآمال إلى واقع وحقائق.. حفظ الله مصرنا الغالية.
ثورة 23 يوليو
ثورة 30 يونيو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة