يحتفل الشعب المصرى، اليوم، بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتى تسببت فى نفى الملك فاروق الأول لإيطاليا وتحول نظام الحكم فى مصر ليصبح جمهوريا رئاسيا، وذلك عن طريق الضباط الأحرار بقيادة اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة، ولكن هل كان الطريق ممهد أمام الثورة من قبل بسبب ثورة 1919؟
حسب ما جاء في كتاب حوارات مع الكبار في الأدب والسياسة والعلم والفلسفة والصحافة والفن من تأليف سامح كريم، لقد اندفع الشعب المصري بإيمانه الوطني نحو تحقيق الحرية.. وتقديرًا للظروف التي كانت فيها ثورة 1919 نستطيع القول.. بأن هذه الثورة إن كان قد ضاع منها الكثير.. إلا أنها وضعت الأساس لتحقيق الاستقلال الفعلي فيما بعد في الدولة المصرية.. وسهلت الطريق أمام ثورة 23 يوليو 1952.. فقد جاءت ثورة يوليو وكانت بقايا ثورة 1919 قد قامت بعدة أشياء منها: تمصير الإدارة المصرية، إلغاء الامتيازات، تمصير الجيش المصري، الإذعان للضغط الشعبي لرفضه الأحلاف الأجنبية.
كل هذا مهد الطريق أمام ثورة 23 يوليو لاستكمال الثورة الوطنية الديمقراطية إلى نهايتها.
ويضيف خالد محيى الدين في حواره حول المعنى الثوري لثورة 1952، داخل صفحات الكتاب: وأعتقد أنني وكل قيادة ثورة 23 يوليو قد تشكل فكرهم، ونمت خبرتهم في معترك الحياة السياسية المصرية.. بالنضال الذي كان يتم على أرض بلادنا خصوصًا في تلك الفترة الحرجة أثناء الحرب العالمية الثانية وما بعدها.. من أجل تأكيد الاستقلال المصري، والرغبة في استكماله وبناء مصر القوية كجزء من الأمة العربية.. وكان يعيش في ذهننا وفكرنا ذلك النضال الطويل الذي شنه الضباط الوطنيون الأوائل في ثورة عرابي من أجل بناء جيش وطني، ووضع دستور وطني ومن أجل حكم الشعب بنفسه ولنفسه.. هذا إلى جانب نضال جماهير الشعب المصري في ثورة 1919 وفي العشرينيات والثلاثينيات ضد عهود الاستبداد والعدوان على الدستوره ثم النضال الوطني من أجل تأكيد الشخصية المصرية، والرغبة في حمايتها من المؤثرات الأجنبية الاستعمارية، كل هذا جعل النضال الوطني المصري حلقة متصلة ومستمدة من ثورة عرابى إلى ثورة 1919 إلى ثورة 23 يوليو.. استمرت بعد ذلك لنواجه أعداء بلادنا، ولنبني على أرض بلادنا مجتمعًا جديدًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة