استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتدائها علي قوافل المساعدات الإنسانية والعمال في المجال الإنساني الذين يقومون بدورهم في إنقاذ ومساعدة النازحين المجبرين علي الفرار من منازلهم بسبب العدوان الإسرائيلي علي غزة.
من جانبها أعربت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأونروا عن الأسف لتكرار حوادث الاعتداء على العاملين في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن العاملين الإنسانيين ليسوا هدفا وينبغي حمايتهم في جميع الأوقات.
ونددت المسؤولة الأممية باعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على قافلة من العاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة متجهة شمالا إلى مدينة غزة كانت وجهتهم مجمع الأمم المتحدة في غزة وبينما كانوا ينتظرون قبل نقطة التفتيش الإسرائيلية في غزة مباشرة، حدث إطلاق نار كثيف. تلقت إحدى السيارات ما لا يقل عن خمس رصاصات. لقد تعرضت لأضرار بالغة واضطرت إلى مغادرة القافلة.
وأضافت المسؤولة الأممية أن حادث الاعتداء يأتي على الرغم من التنسيق الشديد مع السلطات الإسرائيلية بشكل وثيق للغاية، ولكن مع ذلك، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر لقافلة تابعة للأمم المتحدة لافته الي أن وكالة الأمم المتحدة الأونروا فقط، لديها ما لا يقل عن خمس حوادث مماثلة على الرغم من التنسيق.
وأوضحت المسؤولة الأممية: عندما نقول التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، فإننا نعني أننا نقدم للسلطات الإسرائيلية تفاصيل كافية لحماية القافلة ومنع وقوع مثل هذه الهجمات التي رأيناها لذلك نقدم لهم تفاصيل مثل أسماء وجنسيات الموظفين المسافرين في القافلة وتوقيت الوصول وتوقيت المغادرة أرقام لوحات السيارات كما نشارك إحداثيات الطريق الذي تسلكه القافلة لكن هذا يحدث كثيرا، ولا ينبغي أن يحدث. العاملون في المجال الإنساني ليسوا هدفا. يجب حماية العاملين في المجال الإنساني في جميع الأوقات.
وقالت جولييت توما أنه منذ بدء الحرب، اضطر جميع سكان غزة تقريبا إلى الفرار أي 90 في المائة من عدد السكان. وربما يكون هذا أقل من الواقع و يتركون كل شيء وراءهم ليس فقط منازلهم وعليهم المغادرة إلى المجهول دون علم إلى أين سيذهبون للاحتماء وتتكرر القصص كثيرا .
وأشارت المسؤولة الأممية ٌلي ٌستهداف الأطفال قائلة: لا يوجد شيء أصعب من التحدث عما فعلته هذه الحرب بالأطفال وحياتهم، والتأثير الذي سيتركه كل هذا على مستقبلهم وبالتالي مستقبل المنطقة بأسرها وأصبحت غزة بسرعة كبيرة مقبرة للأطفال. إنها الحرب على الأطفال مشيرة إلي أن أعداد الأطفال القتلى والمصابين وفقا للمصادر الصحية المحلية ضخمة للغاية كما تم تشريد الكثير منهم نصف السكان في غزة أي أكثر من مليون شخص هم من الأطفال.
قال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف "أنه استشهد مجموعه 143 طفلاً فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ أكتوبر من العام الماضي، وهي زيادة بنسبة تقارب 250 % مقارنة بالأشهر التسعة السابقة، والتي استشهد خلالها 41 طفلاً فلسطينيًا بالإضافة إلى ذلك، أصيب أكثر من 440 طفلاً فلسطينياً بالذخيرة الحية وأعرب تقرير يونيسف أن هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر الشديد بشأن الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوة ضد الفئات الأكثر ضعفاً.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسيف: "منذ سنوات، يتعرض الأطفال الذين يعيشون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، لعنف مروع. وقد تدهور الوضع بشكل كبير، تزامناً مع تصعيد الأعمال العدائية داخل غزة ونحن نشهد مزاعم متكررة عن احتجاز أطفال فلسطينيين في طريقهم إلى المنزل من المدرسة، أو إطلاق النار عليهم أثناء سيرهم في الشوارع مشددة يجب أن يتوقف العنف الآن".
وأضافت المسؤولة الأممية أنه تم الإبلاغ عن وقوع الضحايا في 10 من أصل 11 محافظة في الضفة الغربية، مع وقوع أكثر من نصف حالات القتل في جنين وطولكرم ونابلس. وقد شهدت هذه المناطق زيادة في عمليات إنفاذ القانون العسكرية واسعة النطاق على مدى العامين الماضيين، مما يشير إلى تحول في شدتها ونطاقها.
ولفتت مسؤولة يونيسف إلي أنه تؤثر التوترات المتزايدة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، على الصحة البدنية والعقلية لآلاف الأطفال والأسر، الذين يعيشون الآن في خوف يومي على حياتهم. ويفيد الأطفال بأنهم يخافون من المشي في أحيائهم أو الذهاب إلى المدرسة.
وقالت راسل "إن التكلفة الحقيقية للعنف في دولة فلسطين سوف تقاس بحياة الأطفال - أولئك الذين فقدوا حياتهم والذين تغيرت حياتهم إلى الأبد بسببه". مضيفة "إن ما يحتاجه الأطفال بشدة هو إنهاء العنف وإيجاد حل سياسي دائم للأزمة، حتى يتمكنوا من تحقيق أقصى إمكاناتهم في سلام وأمان".
وقال التقرير الأممي أنه قبل السابع من أكتوبر كان الأطفال في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، معرضين بالفعل لأعلى مستويات العنف منذ عشرين عامًا، حيث قُتل 41 طفلاً فلسطينيًا في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. كما تأثروا بشدة بالقيود المفروضة على الحركة والوصول والتي عطلت حياتهم اليومية.
وجددت اليونيسف دعوتها إلى وقف المزيد من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال على الفور، بما في ذلك قتل الأطفال وتشويههم. ويتعين على الجميع الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية الأطفال. ويجب احترام حق الأطفال في الحياة، ويجب ألا يكون الأطفال هدفًا للعنف، بغض النظر عن هويتهم أو مكان وجودهم.