ساهم التنوع فى الزراعات بعيدا عن الزراعات التقليدية، فى تحول عدد من القرى بمحافظة المنيا، إلى قلاع زراعية تصدر المحاصيل والخبرات إلى جميع محافظات مصر، حيث تشهد عدد من القرى شمال وجنوب المحافظة، تطورا كبيرا فى مجال الزراعة جعل كل قرية تشتهر بمحصول معين وتزرع أغلب مساحاتها منه خاصة المحاصيل الشتوية، وبين تلك القرى البرجاية التى تشتهر بزراعة البطاطس، كما أنها تضم بورصة خاصة بالمحصول، وكانت من أهم القرى التى تصدر البطاطس إلى دول أوروبا، وكذلك قرية بنى أحمد الغربية التى تشتهر بزراعة الجزر الأصفر.
أما قرية إسطال التابعة لمركز سمالوط فتشتهر بزراعة مساحات كبيرة من التين الشوكى، جعلها قبلة التجار للحصول على التين الشوكى فى فصل الصيف، وغيرها من القرى مثل قرية منبال بمركز مطاى شمال المنيا والتى تشتهر بزراعة الثوم الصينى.
وقال فرج محمود أحد المزارعين، إن التحول من الزراعة التقليدية إلى التنوع فى الزراعات وخاصة فى الخضروات، ساهم فى تحسن مستوى المعيشة للمزارعين داخل تلك القرى بالاضافة إلى توفير فرص العمل فى مجال الزراعة للأهالى طوال موسم الزراعة بداية من الزراعة حتى الحصاد.
وأضاف قائلا أن قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا، أكبر دليل على ذلك فهى تضم بورصة لمحصول البطاطس، الذى يتم زراعته طوال العام، فى موسم الصيف والشتاء، وأغلب المساحات المزروعة تحولت إلى البطاطس، وكان ذلك سبب فى الشهرة الكبيرة التى حصلت عليها القرية طوال السنوات الماضية، وذلك رغم أن بعض المزارعين اتجهوا لزراعة محصول مثل الكمون، غير أنه مازالت البطاطس هى المحصول الرئيسى للقرية.
أما عامر ناجى أحد المزارعين قال إن الأمر تجاوز محصول البطاطس إلى زراعات أخرى مثل الجزر الأصفر الذى يتم زراعته فى قرية بنى أحمد الغربية التابعة لمركز المنيا، والذى تقوم القرية بتصديره إلى جميع محافظات الجمهورية، وتزرع القرية أكبر مساحة من الجزر الأصفر على مستوى المحافظة، حيث تنتج مئات الاطنان منه، حتى أصبح مزارعوا قرية بنى أحمد اصحاب خبرات كبيرة فى زراعة ذلك المحصول ويعلمون المزارعين فى القرى الأخرى طرق الزراعة.
وأوضح محمد فاروق أحد المزارعين قائلا: هناك محصول أخر مهم جدا، وهو فاكهة التين الشوكى، الذى يزرع بمساحات كبيرة فى قرية اسطال التابعة لمركز سمالوط شمال المنيا، حيث يتم زراعته سواء فى الظهير الصحراوى أو الأراضى الطينية، ونظرا لأمتداد القرية فقد ساهم ذلك، فى زيادة المساحة المزروعة من التين الشوكى، وجعل من القرية قلعة زراعية فى ذلك النوع من المحاصيل، مثل قرية منبال شمال محافظة المنيا والتى تهتم بزراعة الثوم الصينى، ويقوم المزارعون بتصدير كميات منه إلى دول اسيا واوربا.
واستطرد قائلا، أن تنوع الزراعات داخل المحافظة يرجع إلى جودة الارض الطينية والصحراوية فى الزراعة، وكذلك حرص المزارعون على تطوير ليس فقط الزراعة بل اساليب الرى، خاصة أننا نجد أن المزارعون يلجأون للرى بالتنقيط وخاصة فى الظهير الصحراوى، وأيضا استخدام اساليب الرى الحديث فى الأراضى الطينية،كما أن تفوق تلك القرى بمثل هذه الزراعات جعلها قبلة للمزارعين للتعلم منهم طرق الزراعة والرى وكيفية الحفاظ على المحاصيل.
ومن ناحيته قال الدكتور عمر صفوت وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، إن المديرية تدعم الزراعات الاستراتيجية، وتشجع كل مبادرات ترشيد إستخدام المياه والحفاظ على الموارد الطبيعية وحسن إستغلالها لخدمة القطاع الزراعى، ما يعود بالنفع على تحسن الحالة الاقتصادية للمزارعين، حيث تقدم المديرية الندوات التثقيفية والإرشادية من خلال المرشدين الزراعيين.