نتنياهو يفشل فى التأثير على الرأى العام الأمريكى.. 80 نائبا يقاطعون كلمته أمام الكونجرس وهاريس وبيلوسى بالمقدمة.. احتجاجات داعمة لفلسطين أمام مبنى الكابيتول.. والصراع الانتخابى فى الداخل تلفت الأنظار عن الخطاب

الأربعاء، 24 يوليو 2024 11:13 م
نتنياهو يفشل فى التأثير على الرأى العام الأمريكى.. 80 نائبا يقاطعون كلمته أمام الكونجرس وهاريس وبيلوسى بالمقدمة.. احتجاجات داعمة لفلسطين أمام مبنى الكابيتول.. والصراع الانتخابى فى الداخل تلفت الأنظار عن الخطاب نتنياهو يلقى كلمته أمام الكونجرس
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجواء أمريكية ملبدة، على الساحة السياسية، في ضوء انقسام كبير في الداخل، على خلفية الاستقطاب جراء التنافس الحاد بين طرفي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قبيل أقل من 4 أشهر من انطلاق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تزامنا مع حالة من اللغط في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي، وترشح نائبته كامالا هاريس، في الوقت الذي تصاعدت فيه أسهم الرئيس السابق دونالد ترامب، خاصة بعد محاولة اغتياله، ليأتي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ليلقي خطابا مثيرا للجدل أمام الكونجرس، ليثير معه التساؤلات حول ما إذا كان الهدف منه مجرد إحياء الدعم الأمريكي لتل أبيب في صراعاتها الإقليمية، أم أن هناك أهدافا أخرى، من وراء التوقيت.


الحديث عن توقيت كلمة نتنياهو أمام الكونجرس، في ظل اللغط السياسي في الداخل الأمريكي، يبدو منطقيا، في ضوء العديد من المعطيات، أبرزها وجود أغلبية جمهورية، من جانب، وتكهنات باقتراب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من اعتلاء عرش البيت الأبيض، بحسب الكثير من الاستطلاعات في الآونة الأخيرة، من جانب آخر، مع تراجع كبير في أسهم بايدن، ومن وراءه الإدارة الحالية، في ضوء أوضاع اقتصادية صعبة، من جانب ثالث، وهو ما يعكس محاولة إسرائيلية ضمنية لإثارة المزيد من الانقسام داخل القوى التي طالما لعبت دورا رئيسيا في دعم الاحتلال لعقود طويلة من الزمن.


إلا أن المعطيات السابقة، ربما لم تخدم كثيرا أهداف نتنياهو، وهو ما بدا في العديد من المشاهد الهامة، أبرزها مقاطعة قيادات كبيرة بالكونجرس لكلمته، حيث تتصدر نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس المقاطعين لكلمة رئيس وزراء إسرائيل، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة القائمة في الرؤى بين الإدارة الحاكمة في واشنطن، وحكومة تل أبيب، خاصة فيما يتعلق بالموقف من العدوان الحالي على قطاع غزة، في ضوء الفشل الكبير في تحقيق الأهداف التي سبق وأن أعلنها الاحتلال، ومنها القضاء على الفصائل الفلسطينية، وهو الأمر الذي حاول نتنياهو تبريره خلال خطابه عبر أكاذيب اعتادت عليها حكومته، حيث ذكر أن قواته قتلت 12 ألفا من حماس، بينما لم تقتل مدنيا واحدا في رفح الفلسطينية، وهو ما يتنافى مع كافة التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، ناهيك عما رصدته الكاميرات من انتهاكات كبيرة تندى لها الأجبان.


ولعل هناك العديد من القيادات الكبيرة التي قررت الغياب عن كلمة نتنياهو، للتعبير عن الاحتجاج على سياساته، من بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسى والقيادي الديمقراطي البارز بيرني ساندرز، والذي وصفه قبل يوم واحد بـ"مجرم الحرب".


مشهد المقاطعة ليس الوحيد الذي يعكس خيبة أمل نتنياهو، حيث تزامنت العديد من المشاهد الأخرى، مع الخطاب، رغم أنها توارت خلف تصفيق الحضور، على رأسها الاحتجاجات الضخمة التي احتشدت أمام مبنى الكونجرس، تزامنا مع كلمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، حيث حمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى وقف إطلاق النار وحملوا صورا لنتنياهو مطبوع عليها كلمة "مطلوب للعدالة"، وتجمعوا على بعد ثلاث بنايات تقريبا من مبنى الكونجرس، كما ارتدى بعض المشاركين في الحشد قمصانا كتب عليها "فلسطين حرة" وارتدى العديد منهم الكوفية التي تعد رمزا للتضامن مع الفلسطينيين. وكانت مجموعة منفصلة من الأشخاص بالقرب من مبنى الكونجرس ترفع الأعلام الإسرائيلية.


المشهد الثالث الذي يعكس فشل نتنياهو في التأثير على الرأي العام الأمريكي في اللحظة الراهنة، يتجسد في انشغال الأمريكيين بالمستجدات المتسارعة على الساحة السياسية في الداخل، خاصة بعد عدة أحداث، غير معتادة، منها محاولة اغتيال مرشح رئاسي، وانسحاب آخر من السباق، بينما تبقى الأوضاع الاقتصادية مؤثرة على حياة ملايين المواطنين الذين يعانون جراء تداعيات الحرب في غزة، والتي طالت العديد من الشركات الأمريكية على خلفية التوترات في اليمن، وتأثير ذلك على خطوط الملاحة الدولية والتي كبدت العديد منها خسائر كبيرة، وهو ما يساهم في زيادة الغضب الشعبي تجاه السياسات الإسرائيلية.


وهنا يمكن القول بأن توقيت الخطاب، وإن كان بمثابة محاولة من نتنياهو لإثارة المزيد من الانقسام، وتأليب الرأي العام على الإدارة الحالية، إلا أنه لم يكن مثاليا، بل ويعكس عدم القدرة على قراءة الواقع، في ظل المستجدات، في ظل مقاطعة كبيرة من النواب، وغضب شعبي جراء الحرب الدائرة في غزة، ناهيك عن حالة من عدم الاهتمام به في معظم الدوائر، جراء التطورات الكبيرة في الداخل، وهو ما يضاف إلى مسلسل الفشل الذي يلاحق الحكومة الإسرائيلية منذ أحداث السابع من أكتوبر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة