عقدت مساء اليوم مكتبة الإسكندرية، جلسة بعنوان "جوائز ومبدعون: رفعت عيني للسما"، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، ومشاركة صناع الفيلم المخرجين أيمن الأمير وندى رياض، وأعضاء فرقة البارشا: هايدي سامح ناتان، ومونيكا يوسف فهمي، وقدمها الكاتب الصحفي سيد محمود، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشر.
في كلمته الافتتاحية؛ أكد الدكتور أحمد زايد، أن مكتبة الإسكندرية تدافع عن الإبداع والممارسات والأفكار المبدعة، مشيرًا إلى اهتمامه الشخصي بما وصفه بالابداعات المتدفقة من أسفل، لأن مصر غنية بالمبدعين في القرى والنجوع بعيدًا عن العاصمة، والكثير منها غير موثق أو معروف.
وأضاف دكتور زايد؛ أن المجتمع في حاجة الى أن يفهم الفن بشكل مختلف، فالسينما فن راقي يعيد بناء المجتمع ويكتب التاريخ ويغير الحياة، وهو ما فعله هذا الفيلم الرائع بالتحديد، والذي نجح في حصد جوائز دولية لم يحصل عليها الكبار من المخرجين، رغم الإمكانيات المحدودة.
وقال المخرج أيمن الأمير؛ إن بداية معرفته بفرقة بانورما بارشا كانت بمشاهدة عرض مسرحي لها في قرية مجاورة لقرية البارشا التي تقع في مركز ملوي بمحافظة المنيا، وكانوا يناقشون قضايا مثل العنف الأسري والتحرش والحرمان من التعليم، من منطلق تجاربهم الشخصية، ورغم الانتقادات التي كانوا يتعرضون لها استمروا في تجربتهم.
وأضاف "الأمير" إنهم قرروا الاندماج في القرية وبناء علاقة وطيدة مع أعضاء الفرقة وأسرهم، حتى يصبحوا جزءًا من القرية حتى يقبلهم أهلها، مشيرًا إلى أن الفيلم استغرق ٤ سنوات لتصويره، وهو ما خلق صعوبات إنتاجية لهم، خاصة وأنه يصنف كفيلم تسجيلي إبداعي والذي لا يختلف عن الفيلم الروائي.
فيما قالت المخرجة ندى رياض؛ إنها في عام 2014 قررت الانتقال خارج العاصمة لمتابعة مجتمعات فنية بعيدة تحاول أن تؤثر في بيئتها، لذا كانت تسافر للاحتكاك بمجموعات فنية مختلفة إلى أن جذبتها فرقة بانورما البارشا لنجاحهم في تقديم ابداع فني رغم وجودهم في بيئة لا تدعمهم.
وعن اختيار اسم الفيلم؛ أوضحت "رياض" إنهم اقترحوا اسم مبدئي "أرض البنات" وخلال مرحلة الإنتاج ظهرت اقتراحات كثيرة وتم الاتفاق على هذا الاسم بمشاركة الفتيات، وهو اسم يعتبر عن الفيلم حيث تنظر الفتيات للسماء ويطلقون أمنياتهم، مشددة أن الفيلم غير وجهة النظر النمطية حول ضرورة أن يكون الفن معقدًا، بل هو يعتبر عن حاجة ملحة مثل التعبير عن الذات كما حدث في هذا الفيلم.
وقالت مونيكا يوسف؛ إنها تمتلك موهبة في الغناء منذ الصغر ولكنها لم تكن تمتلك الشجاعة للغناء أمام أحد، خاصة نتيجة تعرضها للتنمر ووصف صوتها بالذكوري، وكانت تخجل من مجرد الحديث.
وأضافت "يوسف" إن أول عرض مسرحي لهم أقيم في الشارع دون وجود حواجز ليتمكن المارة من مشاهدتهم، متحدثة عن الصعوبات التي تعرضوا لها حيث كان يلقي عليهن بعض المارة الحجارة ،كما كان بعضهم يسبونهن ويطاردونهن.
وأوضحت "مونيكا" إن اختها كانت عضوة في الفريق وحصلت على دعم أسرتها التي أحبت المخرجين وشعرت أنها جزءًا منها، وهو ما شجعها على الاستمرار، مؤكدة أنه بعد الفوز بجائزة "مهرجان كان" شعرت باقترابها من حلمها والفخر ببلدها.
بينما قالت هايدي سامح؛ إن والدتها أحبت الفن من خلال مشاهدتها للتلفاز وكانت تحلم بالفن ولكن لم تُظهر هذا الحلم لكونها من أسرة كبيرة ولم تكن لتوافقها، ولذلك سعت لتحقق حلمها من خلال ابنتها، متحدثة عن والدها الذي دعمها وسمح لها بالمشاركة في الفرقة والفيلم إلا أنه للأسف لم يتمكن من مشاهدة الاحتفاء به لوفاته عقب تصويره مباشرةً.
وأكدت "سامح" إنهن يعبرن عن مشاكلهن وانهن سوف يستمرون في ذلك رغم الصعوبات التي تواجههن، مشددة أن نظرة الناس لهن اختلفت عقب فوز الفيلم بجائزة دولية، ومن كان يلقي عليهن الحجارة استقبلهن بالاحتفالات ، متمنية أن تحقق حلمها بعمل فرق في القرى المجاورة للتعبير عن مشاكلها وهمومها.
واستعرض سيد محمود، تفاصيل الفيلم الذي يسجل رحلة فرقة مسرحية من قرية البارشا، التي يقطنها أغلبية من الأقباط وبها نسبة فقر مرتفعة، ويرصد الفيلم أحلام فتيات من القرية بالتعليم والغناء وغيرها من الأحلام التي قد تبدو بسيطة إلا أنها صعبة المنال في بيئة الصعيد المحافظة.