صدر حديثًا مجموعة قصصية بعنوان "سر أغافيا" للكاتبة إنجي علوي شلتوت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، وهي المجموعة القصصية الثانية للكاتبة وتضم حوالي أربعين قصة.
سبق للكاتبة أن أصدرت مجموعتها الأولى " شعيفانة" عن دار الأدهم، تقول الكاتبة فى مقدمة المجموعة "إن لكل كتاب روحاً، وقلباً ينبض بالحكمة، فإما أن تألفه روحك بدءًا من لحظة قراءة عنوانه؛ و وصولاً إلى لحظة الإشباع بعد أن تطالعه كاملاً؛ فيصبح هذا الكتاب جزءاً لا يتجزأ منك، وإما أن تُودِعه آسفاً متنهداً في طي النسيان".
ومن أجواء المجموعة، نقرأ:
رَأَيْتُ الأَلَمَ
- سئمتُ شكل الألم.
- وهل للألم من شكل؟!
- نعم، فهو يشبه بعض الأشكال الهندسية، المحدّبة الأطراف والمتعدّدة الزوايا، فعندما يستوحش بجسدي الألم، أسقط بصهريجٍ من مئات الأشكال الهندسية؛ المثلثات والمربعات، وأكثرها الخماسي والسداسي والنجمات حادّة الحروف، فلا تتوانى تلك الأشكال عن محاصرتي؛ ووخزي في كامِل جسدي.
وعندما تجري المُسكنات مجرى دمي، فيَخرُس صخب الألم بالجسد، تتبخّر من حولي تلك الأشكال، وأغرق في دعة من الصمت المجدول بالقهر، لا أشعر سوى بالمهانة، فقد رضخ الجسد أمام الألم؛ الذي سلبه هَيبته وشموخه وبأسه، وأعلم جيداً ما ينتظرني من بعد تلاشي تأثير المُسكنات، سيُغرقني القدر في طوفان آلامه المحدبة من جديد.
