تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير توفيق الحكيم الذى رحل عن عالمنا في السادس والعشرين من يوليو عام 1987 وقد ظهرت أولى مسرحيات توفيق الحكيم عام 1933، ومن ذلك التاريخ ظهر له أكثر من عشرة آثار أدبية تناثرت على جبين السنين الخمس التي انقضت منذ نشر مسرحيته الأولى «أهل الكهف».
ويذكر إبراهيم ناجى وإسماعيل أدهم فى كتاب توفيق الحكيم أن الطبعة الأولى من مسرحية «أهل الكهف» ظهرت ىعام 1933 في طبعة أنيقة عن دار مطبعة مصر بالقاهرة. وقد طبع منها المؤلف عددًا خاصًّا وزع معظمه على خاصة الكتاب والأدباء وكبرياء الصحف والمجلات، فقوبل صدور المسرحية بضجة من كتاب مصر وقادة الأدب فيها، واعتبرها البعض قطعة من الفن الخالص، وكان الأستاذ الجامعي الدكتور طه حسين بك عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية أول من هلل للمسرحية فكتب عنها في جريدة الوادي: «إنها حدث في تاريخ الأدب العربي وإنها تضاهي أعمال فطاحل أدباء الغرب» وأخذت المجلات والجرائد تتحدث عن مسرحية «أهل الكهف» وشخص صاحبها وأخذت جريدة البلاغ تكتب عنها: إنها شبيهة بآثار موريس ماترلنك ولا تقل عنها وأن شخص كتبها ماترلنك مصر وهكذا في ضجة ثارت في الدوائر الأدبية ارتفع اسم توفيق الحكيم كأعظم كاتب مسرحي في اللغة العربية.
وأعيد طبع المسرحية بعد أشهر من الطبعة الأولى، وخرجت عن مطبعة الاعتماد للتداول بين الجمهور.
ويضيف الكاتبان فى كتاب توفيق الحكيم: قبل كل شيء يجب أن نتنبه لهذه الحقيقة، وهي أن المسرحية من آثار الشباب كتبها الأستاذ توفيق الحكيم خريف عام 1928بمقهى صغير بضاحية الرمل من مدينة الإسكندرية غير أن صورة المسرحية ارتسمت في أعماق الكاتب من الصغر حين كان يستمع لسورة الكهف تتلى كل يوم جمعة في المسجد، وطبيعة التحويل عند الكاتب بما لها من المقدرة على التمثيل assimiIation حولت مشاهد القصة القرآنية من عالمها القصصي في القرآن إلى نفس الكاتب حيث خطرت وقائعها في ذهنه.
وفي ذلك يقول الأستاذ الحكيم: "إن أهل الكهف كتبت في أعماق نفسي منذ سمعت سورة الكهف تتلى يوم الجمعة في المسجد وأنا صغير، ولقد كان الفقيه يرتل وأنا ساهم أرى في الهواء الكهف وظلماته وفجواته وأشاهد أصحاب الكهف جالسين القرفصاء، وكلبهم لا ككل الكلاب على مقربة منهم يشاطرهم عين النصيب، كل تلك الصور كانت تنسج خيطوها في نفسي يد مجهولة منذ الطفولة، هذه اليد يد الطبيعة الفنية".
وهذه المسرحية ترجع بلغتها إلى الفترة الأولى التي عالج فيها الأستاذ الحكيم فن الكتابة من أساليب الفن الحقيقية. وهذه الفترة يمكن معرفتها بمراجعة آثاره، يلاحظ الباحث علهيا أن عباراتها لا تخرج عن مجرد ملابس تلبسها المعاني التي تنثال على ذهنه، ملابس مهلهلة فضفاضة لا تستقر فيها المعاني، واضطرار الكاتب لاستنزال معانيه المجردة لإقامة هيكل المسرحية جعله يكثر من اقتباس العبارات عن غيره ليؤدي بعض الأداء المعاني التي تحول في ذهنه، ومن هنا جاء اتهام البعض للأستاذ الحكيم بأن لمسرحيته أصل الآداب الأوروبية استنزلها منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة