تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ 68 لتأميم قناة السويس، حين اعلن الرئيس جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالاسكندرية قراره الشهير، قائلا:" قرار رئيس الجمهورية تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية.
وهناك من سطر اسمه بحروف من نور وظل اسمه خالداً رغم رحيل جسده عن عالمنا خلال العدوان الثلاثي لتحيا روحه عند بارئها، منذ ذلك الوقت آمنة مطمئنة، هو الشهيد شوقي خلاف شهيد الواجب وأول شهيد، لهيئة قناة السويس.
كان الصاغ شوقي خلاف قائد سرية الألغام والمفرقعات بسلاح المهندسين على موعد مع القدر ليلعب دوراً مهماً في تاريخ القناة باعتباره أحد رجال تأميم القناة في السادس والعشرين من يوليو عام 1956 ضمن المجموعة المكلفة بالسيطرة على منشأت الهيئة الرئيسية ببورسعيد.
لم تلبث وتيرة الأحداث لتقف عند تأميم القناة بل تصاعدت التحديات أمام الإرادة المصرية في العلن وحيكت لها المؤامرات في الخفاء؛ لبحث إمكانية تدويل القناة والتمهيد الدولي لإعلان العدوان الثلاثي الغاشم على منطقة لقناة في 29 أكتوبر 1956.
كان على خلاف تنفيذ التعليمات التي كلف في صباح يوم الجمعة الموافق 2 نوفمبر 1956 ومفادها التوجه إلى بورسعيد لإحضار المستندات الهامة الخاصة بهيئة قناة السويس والتخلص من الأوراق الأقل أهمية فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة لغلق القناة وسدها كإجراء احترازي للحفاظ على أسرار القناة ومنع القوات المعتدي من الاستيلاء عليها.
ولم يخاف الشهيد البطل على حياته ولم يعوقه وجود أسرته في خصم النيران فكانت أسرته انذاك في طريقها لمغادرة بورسعيد إلى الإسماعيلية وبمجرد وصولهم كانت مكالمة هاتفية هي اخر ما تحمله ذاكرتهم له وكانت كافية للاطمئنان عليهم وترتيب امر مغادرتهم الإسماعيلية إلى القاهرة بأمان بصحبة أسرة الدكتور عبدالحميد أبوبكر هربا من الغارات الجوية وسيل القنابل والنيران.
لم تشفع ملابسه المدنية من عد استهداف حيث تعرض “خلاف” لهجوم في سيارته الخاصة يوم الإثنين ٥ نوفمبر اثناء مغادرته لبورسعيد بعد أداء مهمته بنجاح واستشهد متأثرا بجراحه في الحال كان برفقته المهندس عبدالقادر علوي الذي أصيب بإصابات بالغة ونقله أهالي بورسعيد إلى المستشفى.
وظل جثمان الشهيد في العراء إلا أن العناية الإلهية لم تتركه وحيدا، وأرسلت له أحد ضباط قوات المستعمرات المرافقة للقوات الفرنسية وكان مسالما فحرص على دفنه بجوار جدار عند كوبري الرسوة.
بات أمر الجثمان خفيف لا يعلمه أحد إلا الله الذي شاء أن يصاب هذا الضابط خلال الأحداث ويتم نقله إلى مستشفى الهلال الأحمر ببورسعيد لتلقي العلاج، وهناك رسم خريطة تفصيلية لمكان دفن الجثمان وسلمها لإحدى سيدات الهلال الأحمر، والتي بدورها قامت بإعلان الضباط الفدائيين عند دخولهم إلى بورسعيد لتنظيم المقاومة الشعبية.
ولا تنسى مصر أبنائها بل تخلد ذكراهم وتسجل تضحياتهم وتحتفي بهم ومن هذا المنطلق أطلقت هيئة قناة السويس اسم الشهيد الراحل على المركز الطبي التابع لها بمحافظة الإسماعيلية بميدان شامبليون الذي تم افتتاحه في 10 مارس 1966 فيما خلصت القوات المسلحة ذكراه بإطلاق اسمه على أحد معسكرات في الإسماعيلية تقديرا لتضحياته الجليلة.
اول شهيد لهيئة قناة السويس (3)
شوقى خلاف اول شهيد لهيئة قناة السويس
شوقى خلاف اول شهيد لهيئة قناة السويس