كنت محظوظاً على مدار ساعتين كاملين بمشاهدة العرض المسرحى "حاجة تخوف" لمجموعة من خريجى مركز الإبداع بقيادة "جوارديولا المسرح المصرى" المخرج خالد جلال، والحقيقة استنادى إلى تلقيب خالد جلال بأعظم مدربى العالم الإسبانى (بيب جوارديولا) ليس من فراغ، فخالد جلال هو أحد اساطير المسرح، يعمل دون ضجيج، يفرز نجوماً يغردون فى السينما والدراما المصرية، يعرف كيف يصنع ممثلين قادرين على المنافسة بمعايير السوق، ووفق متطلبات المشاهد العربى، يخطط لسنوات حتى يخرج علينا بعرض مسرحى يظل فى وجدان الجمهور لسنوات كثيرة، الأمر لم يتوقف عن تقديم وتدريب أكثر من 50 نجما ونجمة، بل وصل الأمر إلى أن جوارديولا – خالد جلال لم يكتف بصنع المواهب، بينما لعب دور الراوى قبل بدء العرض، إضافة إلى أن خالد نفسه الذى يتولى استقبال الجمهور وإرشاد كل واحد إلى مقعده لمشاهدة عرضه المسرحى، تلك التفاصيل الصغيرة تجعله أسطورة فنية فى المسرح المصرى والعربى.
حاجة تخوف
مين فينا معملش حاجة .. بص في مرايتك..بس متخافش
يناقش العرض فكرة الخوف من أخطاء ارتكبناها وكيف يؤدي هذا الخوف إلى تشتت عقولنا وتشويه أرواحنا، وتعطيل مسيرتنا تماماً، لذا علينا أن ننظر في المراية، نتأمل ونطرح الأسئلة دون خوف.
كيف تدمر شابا يرغب فى الزواج
الحقيقة أن عرض حاجة تخوف (مشروع تخرج قسم التمثيل الدفعة الثالثة واستديو المواهب) شيق للغاية تجد فيه عالمك وأحاسيسك ومخاوفك من خلال أكثر من 10 أفكار وموضوعات حقيقية نعيشها جميعنا في الحياة بوجه عام، وعلى سبيل المثال طرح خالد جلال موضوع مهم للغاية وهو طلبات الأهل من الشاب الذى يرغب فى الزواج من ابنتهم، ليتفاجأ الشاب بمجموعة طلبات من أهل حبيبته تدمره نفسيا وتضعه تحت ضغوط طائلة فى بداية حياته، ليجد نفسه أمام صدمة من خلال تلك المتطلبات التعجيزية، ليجد نفسه متخوفاً من فكرة الزواج.
الشيخوخة ومراكز رعاية المسنين
لم ينس خالد جلال وأبطال (حاجة تخوف) الغوص في مشاكل تهم كل بيت مصري، وأبرز تلك المشاكل وأحد أعظم فقرات المسرحية من وجهة نظرى والتي أبكتنى بشدة أثناء العرض موضوع وضع الأبناء لآبائهم في مراكز رعاية المسنين وتركهم للوحدة وعدم الاهتمام بهم بحجة انشغالهم، وجسد رفاق خالد جلال تلك الموضوع بحرفية شديدة، لأجد نفسى أمام سؤال (ماذا سيحدث لي عندما أصبح في سن الشيخوخة)؟.
حاجة تخوف
آفة السويال ميديا
تناول خالد جلال ومواهبه المتألقين موضوع غاية في الأهمية وهو ( محتوى السوشيال ميديا) وكيف تدمر العقول وتحبطها من خلال قصة شاب يقدم محتوى ثقافى جيد الصنع عن الرموز المصرية، ليجد صديقه يسخر منه ومن محتواه، وينصحه صديقه أن تلك المحتوى لا يجلب المشاهدات والتفاعلات والأموال، ليحاول تلك الشاب المثقف أن يغوص مع صديقه في المحتوى الذى يقدمه، ليجد نفسه أمام مستنقع من قلة الوعى وتدمير عقول الشباب وإحباط الثقافة وتدميرها.
تدمير الهوية المصرية من الإغراءات المادية
سلط خالد جلال ورفاقه الضوء على موضوع غاية في الأهمية وهو محاولة الغرب في زرع محتواهم وضياع الهوية المصرية من خلال قصة شابين يرغبان في التقدم للعمل في أحد الأفلام السينمائية مع مخرج أجنبى، ليعطيهم المخرج أحد المشاهد المكتوبة لقراءتها، وبالفعل بدأ الشاب وصديقه في تقديم أحد المشاهد، وجدا الثنائى نفسهما أمام مشهد (زنا المحارم) من خلال قصة شاب يتزوج خالته، ليعترض الشابين على تلك الفكرة، ليعرض المخرج مليون دولار عليهما من أجل تنفيذ تلك المشهد ليرفضا ولم يخضعا إلى محاولات الغرب في تدمير الهوية المصرية والعادات والتقاليد.
في نهاية تلك السطور، لا يسعنى إلى أن أتوجه بالشكر إلى المخرج خالد جلال على ظهور وتألق 50 ممثلا وممثلة جيدين الصنع وخروجهم للنور إلى الساحة الفنية، وأشكر هؤلاء النجوم على إمتاعى بصفة شخصية، خاصة إننى واجهت نفسى بأسئلة كنت أظن إننى أجد الإجابة عليها، ولكن تلك الأسئلة (حاجة تخوف).
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف
حاجة تخوف