النخيل على شاطئ العريش أسطورة الجمال والتراث الحى.. يظهر بكثافة فى مناطق الريسة ويجذب الزوار لمشاهدة عجائب تمازج ألوان الطبيعة.. كان ولا يزال مصدرًا اقتصاديًا للمزارعين وينتج أجود أنواع البلح والرطب والعجوة

السبت، 27 يوليو 2024 05:00 م
النخيل على شاطئ العريش أسطورة الجمال والتراث الحى.. يظهر بكثافة فى مناطق الريسة ويجذب الزوار لمشاهدة عجائب تمازج ألوان الطبيعة.. كان ولا يزال مصدرًا اقتصاديًا للمزارعين وينتج أجود أنواع البلح والرطب والعجوة جمال الطبيعة علي شاطي العريش
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في شمال سيناء، حيث تمتزج الطبيعة الساحرة بالتاريخ العريق، يبرز شاطئ مدينة العريش كواحة فريدة تتمازج فيها مياه البحر الصافية مع تلال الرمال الذهبية وأشجار النخيل الباسقة.

هذه الأشجار ليست مجرد نباتات تزين المكان، بل هي روح الشاطئ وسر تميزشاطئ "النخيل"، كما يُطلق عليه، يجذب الزوار من كل حدب وصوب بفضل مشهد النخيل  المكون للوحة طبيعية تخطف الأنظار.

وتلعب أشجار النخيل دورًا أساسيًا في استقبال الزائرين، حيث توفر الظلال الوارفة والمساحات المريحة للجلوس والتمتع بجمال الطبيعة بينما تلامس الأمواج جذوع النخيل في مشهد بديع لا يتكرر وهي  ليس مجرد إضافة جمالية، بل   جزء لا يتجزأ من تجربة الزوار، يضفي على الشاطئ سحرًا خاصًا يجعله وجهة مفضلة للباحثين عن الراحة والسكينة بين أحضان الطبيعة، و دلالة رمزية على كونه الشاطئ الوحيد الذي يتميز بانتشار أشجار النخيل على طول مساره.


ورغم تقدم حركة البناء على طول الشاطئ واختفاء كثير من أشجار النخيل، إلا أنها لا تزال باقية في بعض أجزاء الشاطئ، وهي المناطق التي الاكثر جذبا للباحثين عن جمال الشاطئ الطبيعي.

تشكل أشجار النخيل مع مياه البحر وتلال الرمال لوحة طبيعية فريدة لا توجد إلا على هذا الشاطئ، وحتى اليوم، تتوفر هذه الاشجار بكثافة في مناطق مثل الريسة شرق العريش، حيث تمتد مساحات واسعة من أشجار النخيل على طول الشاطئ، ويجلس الزوار تحت ظل هذه الأشجار ويحرص الزائرون على التقاط صور تذكارية تظهر منظرًا بديعًا من أعلى التلال الرملية.

بعض هذه الأشجار يعود عمرها إلى ما يقرب من مائة عام، ويقوم المزارعون من سكان المناطق الساحلية برعايتها وزراعتها في المناطق القريبة من الشاطئ. ومع زيادة حركة البناء، تراجع الاهتمام بهذه المزارع، إلا أنها لا تزال قائمة في المناطق التي لم تصلها حركة العمران، حيث يبقى بعضها شامخًا رغم تقدم العمر، بينما يتساقط البعض الآخر تدريجيًا.

حوض ساحل العريش يعد من أهم مناطق شمال سيناء الغنية بزراعة النخيل، وزراعة النخيل  إلى جانب الزيتون، تعتبر من الأنشطة الزراعية الرئيسية للسكان من أهالي مدينة العريش.
تنتشر بساتين النخيل على طول ساحل المحافظة المطل على البحر المتوسط، حيث تنتشر الأشجار في المناطق المنخفضة، ويتوارث الأجيال رعايتها وجمع إنتاجها وتجفيفه وتحويله إلى عجوة، بالإضافة إلى الاستفادة من مخلفاتها كعلف للحيوانات واستخدام جريدها في بناء البيوت.


سعيد أمين، أحد المهتمين بالتراث الشعبي وجمع مفرداته من أبناء مدينة العريش، يؤكد أن النخيل يعد جزءًا من هوية المدينة وعلاماتها، ويشير إلى أن لموسم محصول النخيل طقوس شعبية محفورة في الوجدان.
يقول الباحث  " في نهاية موسم جني البلح والرطب، يقوم القائمون وأصحاب النخيل بتجفيف البلح على الأسطح وفي المشرات، وهي الأماكن المخصصة لتجفيف البلح، لمدة عشرة أيام تحت ضوء الشمس حتى يحصل على الحرارة اللازمة لمنع إصابته بالفطريات،  ويُعتبر هذا التخزين قوتًا سنويًا لفترة الشتاء".


اضاف انه يتم تخزين العجوة في صفائح، وأجمل وقت لتناولها بلهفة هو في "الأربعينية"، وهي فترة ذروة انخفاض الحرارة في الشتاء نظرًا للطاقة التي تنبع من العجوة، كما يتم تخزين مشتقات النخيل مثل "الشقيق"، وهو تفريغ البلح النصف رطب من محتواه وشقه إلى نصفين ثم تنشيفه تحت أشعة الشمس.


واوضح ان اشهر انواع إنتاج النخيل من  البلح والرطب  هي الحياني والمجهول والنروز، لافتا انه  في مدينة العريش، تتركز زراعة النخيل في مناطق مثل المساعيد والدهيشة والريسة وأبوصقل، شرق وغرب المدينة، ومن من المصطلحات التي لا تزال تتوارث مع كل موسم لقطف البلح هي "المشرة"، وهي مساحة محاطة بجريد النخيل يتم فرش أرضيتها بجريد النخيل الأخضر، و"الشقيق"، و"الفديغ"، وهو الرطب المجفف الذي يتم شقه لنصفين ثم تنشيفه تحت أشعة الشمس.
يصف سعيد أمين شعور الزوار والمقيمين عندما يرون أشجار النخيل الباسقة على الشاطئ، بأنها تثير مشاعر الفخر والاعتزاز بالتراث العريق، وإنه تراث يتجلى في كل تفاصيل الحياة اليومية، من بناء المنازل بجريد النخيل، إلى استخدام مخلفاته كعلف للحيوانات، وأيضًا في الطقوس الشعبية المتوارثة التي تصاحب موسم جني البلح.


وأضاف سعيد أن لأشجار النخيل تأثيرًا إيجابيًا على البيئة، حيث توفر الظل وتساعد في تلطيف الجو الحار، بالإضافة إلى دورها في مكافحة التصحر.
وأشار إلى أهمية تعزيز الوعي بأهمية هذه الأشجار والحفاظ عليها، ليس فقط كجزء من التراث، ولكن أيضًا كعنصر أساسي في النظام البيئي المحلي.
شعبان الفضالي، من أهالي مدينة العريش، يتذكر أن المدينة كانت تتميز قديمًا بكثرة أعداد أشجار النخيل، خاصة على شاطئ البحر، حيث كانت تغطيه غابات كثيفة من هذه الأشجار.
وقال "كانت أشجار النخيل تزين الطريق من منطقة منزل أبو صقل وحتى المساعيد، كأنها تصطف لتحيي كل من يمر بها صباحًا ومساء، والنخيل في العريش ليس مجرد شجرة، بل هو رمز للتراث والجمال الطبيعي الذي يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة".


واشار انه مع كل موسم لجني البلح، يعيش أهالي العريش لحظات من الفرح والتواصل المجتمعي، حيث يتعاون الجميع في جمع المحصول وتجفيفه وتحضيره للتخزين. هذه اللحظات ليست فقط فرصة للحصول على منتج غذائي، ولكنها أيضًا مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية و الاحتفاء بالتراث المشترك.


وأوضح شعبان الفضالي  انه يبقى شاطئ النخيل في العريش رمزًا للجمال الطبيعي والتراث العريق، وإنه مكان يجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ الغني، ويظل شاهدًا على قدرة الإنسان على التعايش بتناغم مع البيئة من حوله.

اشجار-النخيل-علي-طول-الشاطئ
اشجار-النخيل-علي-طول-الشاطئ

 

جمال-الطبيعة-علي-شاطي-العريش
جمال-الطبيعة-علي-شاطي-العريش

 

روعه-النخيل
روعه-النخيل

 

غابات-لنخيل--قباله-الشاطي
غابات-لنخيل--قباله-الشاطي

 

لوحه-من-الجمال-علي-البحر
لوحه-من-الجمال-علي-البحر

 

مشاهده-الغروب
مشاهده-الغروب

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة