هناك بعض الشواهد مازالت متواجدة حتي الآن في معظم مناطق ومحافظات الجمهورية، تركها الاحتلال الإنجليزي بعد تشيده لها أثناء فترة تواجد الاحتلال في الأراضي المصرية، ومن بين هذه الشواهد هي القصور المتواجدة التي كان يشيدها الاحتلال أثناء تواجده في أي منطقة خاضعة لسيطرته في ذلك الوقت.
ومن بين هذه الشواهد هي قصور ومعالم قديمة متواجده، داخل قرية تقع شمال محافظة الدقهلية، علي الشريط الحدودي بين محافظتي الدقهلية والشرقية، حيث يتواجد بها عدد من القصور التي سكنها الإنجليز اثناء تواجدهم بالقرية.
واتخذ الاحتلال هذه القرية مقرا له نظرا لموقعها المتميز للسيطرة علي الأراضي الزراعية في المنطقة والتي تتمتع بتربة جيدة للزراعة، وبدأوا في انشاء 3 قصور داخل القرية، لتكون مقرا دائما لتواجدهم في المنطقة، وتمكنوا في ذلك الوقت من وضع سيطرتهم علي الأراضي الزراعية.
بدأ الاحتلال الإنجليزي في تقسيم واستصلاح الأراضي فيما بينهم، تحت مسمي تأسيس " الشركة الإنجليزية لتقسيم واستصلاح الأراضي الزراعية" والتي مازالت تحمل نفس المسمي للقرية حتي وقتنا هذا.
وقام الاحتلال يتشغيل المزارعين المصريين في الزراعة بنظام السخرة لنهب خيرات المنطقة، وبالفعل عاشوا داخل قصورهم في ثراء فاحش، وجعلوا المصريين للعمالة والسخرة فقط.
وقال عبدالله محمد علي، أحد أبناء قرية "الشركة الإنجليزية 2" حضرت في طفولتي القصور الثلاثة المتواجدين في القرية، ولكن كان والدي وجدي دائمان التحدث عن الاحتلال، حيث كانا يعملان في النجارة، وكانوا علي تواصل واحتكاك مباشر مع الإنجليز حيث كانا يعملان معهم في صيانة الأبواب والقطع الخشبية داخل قصورهم.
وتحدثا معي أن الاحتلال كانوا يعيشون في ثراء فاحش أثناء تواجدهم داخل هذه القصور التي كانت تتمتع بتصميم اكثر من رائع حيث يكون القصر مصمم وحوله حدائق بمختلف الزراعات، اضافة انني شاهدت في طفولتي آثار لحمام سباحة داخل القصر الرئيس المتواجد هنا في القرية.
أكمل المواطن حديثه، بأن والده حدثه عن سيدة كانت تسكن القصر الرئيسي وكانت لها تصرفات غريبه، حيث كانت كاره للأطفال، وتهتم فقط بالخيول الموجوده داخل الاسطبل بالقصر الرئيسي الموجود في منتصف القرية حينذاك.
وكانت هذه السيدة تقوم بإطعام الخيول بالملبس والكرملة، وهذا يدل علي الثراء الفاحش الذي يعيشون فيه من خيراتنا، ولكنهم كانوا يعاملون المصريين بالسخرة والإستعباد فقط، حتي انتشرت الأوبئة والأمراض التي حصدت أرواح الكثير من أهالينا مثل "الكوليرا" وكان يتم دفنهم في مقابر جماعية، حتي جاءت ثورة 23 يوليو وخلصت البلاد من هذا الاستعباد، لتبدء مصر مرحلة الحكم الجمهورى.
قصور الاحتلال الانجليزي في قرية الشركة الانجليزية بالدقهلية
شواهد من قصور الاحتلال البريطاني في الدقهلية
جانب من القصور المتواجدة حتي الان
احد ابناء القرية والحديث عن تواجد الاحتلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة