** 2.4 مليار عامل يتعرضون للحرارة المفرطة
** أوروبا وآسيا الوسطى شهدتا أكبر زيادة فى الحرارة بنسبة 17.3% بين عامي 2000 و2020
** إفريقيا سجلت نسب إصابات بالإجهاد الحرارى بين العمال أعلى من المتوسط العالمي بنسبة 92.9 % من القوى العاملة
حذر تقرير جديد أطلقته منظمة العمل الدولية بعنوان "الحرارة في العمل: الآثار المترتبة على السلامة والصحة" ، من ارتفاع عدد العمال الذين يتعرضون للإجهاد الحراري في جميع أنحاء العالم، وتكشف البيانات الجديدة أن المناطق التي لم تكن معتادة في السابق على الحرارة الشديدة ستواجه مخاطر متزايدة، في حين سيواجه العمال في المناخات الحارة ظروفًا أكثر خطورة من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الإجهاد الحراري قاتل خفي وصامت يمكن أن يسبب المرض أو ضربة الشمس أو حتى الموت، وتؤكد الدراسة أنه مع مرور الوقت يمكن أن يسبّب للعمال أيضاً مشاكل خطيرة في القلب والرئتين والكلى.
ونوه التقرير إلى أن العمال في أفريقيا والدول العربية وآسيا والمحيط الهادئ هم الأكثر تعرضاً للحرارة المفرطة، حيث يتأثر حوالي 92.9%، و83.6%، و74.7% من القوى العاملة في هذه المناطق على التوالي بالإجهاد الحراري، وهذه الأرقام أعلى من المتوسط العالمي البالغ 71 %، وفقًا لأحدث الأرقام المتاحة (2022).
كما يشير التقرير أيضاً إلى أن ظروف العمل الأسرع تغيرًا في أوروبا وآسيا الوسطى. فمن عام 2000 إلى عام 2020، سجلت المنطقة أكبر زيادة في التعرض للحرارة المفرطة، حيث ارتفعت نسبة العمال المتأثرين بنسبة 17.3%، أي ضعف متوسط الزيادة العالمية تقريباً، كما تشهد الأمريكيتان وأوروبا وآسيا الوسطى أكبر ارتفاع في الإصابات في أماكن العمل الناجمة عن الإجهاد الحراري منذ عام 2000، حيث بلغت الزيادة 33.3 % و16.4% على التوالي، ويشير التقرير إلى أن هذا ربما يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي لم يعتد فيها العمال على الحرارة.
ويقدر التقرير أن 4200 عامل على مستوى العالم فقدوا حياتهم بسبب موجات الحر في عام 2020، وإجمالاً، تعرض 231 مليون عامل لموجات الحر في عام 2020، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 66 % عن عام 2000، ومع ذلك، يشدد التقرير على أن تسعة من كل عشرة عمال على مستوى العالم تعرضوا للحرارة المفرطة خارج موجات الحر، وأن ثمانية من كل عشرة إصابات مهنية ناجمة عن الحر الشديد حدثت خارج موجات الحر.
وقال مدير عام منظمة العمل الدولية جيلبرت ف. هونغبو:"مع استمرار معاناة العالم من ارتفاع درجات الحرارة، يجب علينا حماية العمال من الإجهاد الحراري على مدار السنة، حيث تخلق الحرارة المفرطة تحديات غير مسبوقة للعمال في جميع أنحاء العالم على مدار العام، وليس فقط خلال فترات موجات الحر الشديد ".
وأشارت الدراسة، إلى أن تحسين تدابير السلامة والصحة للوقاية من الإصابات الناجمة عن الحرارة المفرطة في مكان العمل يمكن أن يوفر ما يصل إلى 361 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم - في الدخل المفقود ونفقات العلاج الطبي - مع تسارع أزمة الإجهاد الحراري، مما يؤثر على مناطق العالم بشكل مختلف.
كما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن الاقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط، على وجه الخصوص، هي الأكثر تضررًا، حيث يمكن أن تصل تكاليف الإصابات الناجمة عن الحرارة المفرطة في مكان العمل إلى حوالي 1.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
وأضاف هونغبو: ”إن هذه المشكلة هي قضية حقوق إنسان، وقضية حقوق عمال، وقضية اقتصادية، وتتحمل الاقتصادات ذات الدخل المتوسط العبء الأكبر بسبها، لذا نحن بحاجة إلى خطط عمل وتشريعات على مدار العام لحماية العمال، وتعاون عالمي أقوى بين الخبراء لمواءمة تقييمات الإجهاد الحراري والتدخلات في العمل".
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: ”إذا كان هناك شيء واحد يوحد عالمنا المنقسم، فهو أننا جميعًا نشعر بالحرارة بشكل متزايد، ازدادت حرارة الأرض وأصبحت أكثر خطورة على الجميع في كل مكان، يجب علينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وأن نعزز حماية العمال، على أساس حقوق الإنسان“.
ويتناول التقرير التدابير التشريعية في 21 بلداً في جميع أنحاء العالم للعثور على السمات المشتركة التي يمكن أن توجّه وضع خطط فعاّلة للسلامة الحرارية في مكان العمل، كما يصف المفاهيم الرئيسية لنظام إدارة السلامة والصحة لحماية العمال من الأمراض والإصابات المرتبطة بالحرارة.
واعتمدت النتائج على تقرير سابق نُشر في أبريل هذا العام، والذي أشار إلى أن تغير المناخ يخلق مزيجًا من المخاطر الصحية الخطيرة لما يقدر بنحو 2.4 مليار عامل يتعرضون للحرارة المفرطة. وقد أشار ذلك التقرير إلى أن الحرارة المفرطة وحدها تتسبب في 22.85 مليون إصابة مهنية وفقدان 18,970 شخصًا حياتهم كل عام.
وأوضحت نتائج التقرير حسب المنطقة:
1- أفريقيا:
نسبة العمال الذين يتعرضون للحرارة المفرطة في أماكن العمل في أفريقيا أعلى من المتوسط العالمي، حيث أثرت على 92.9 % من القوى العاملة، وسجلت منطقة أفريقيا أكبر نسبة من الإصابات المهنية التي تنجم عن الحرارة المفرطة في أفريقيا، حيث بلغت نسبتها 7.2% من مجموع الإصابات المهنية.
2- الأمريكيتان:
شهدت منطقة الأمريكيتين أسرع زيادة في نسبة الإصابات المهنية المرتبطة بالحرارة منذ عام 2000، بزيادة قدرها 33.3%، وتشهد الأمريكيتان أيضًا نسبة كبيرة من الإصابات المهنية الناجمة عن الحرارة المفرطة في الأمريكيتين بنسبة 6.7%.
3- الدول العربية:
نسبة التعرض للحرارة المفرطة في مكان العمل في الدول العربية أعلى من المتوسط العالمي، حيث أثرت على 83.6 % من القوى العاملة.
4- آسيا والمحيط الهادئ:
نسبة التعرض للحرارة المفرطة في مكان العمل في آسيا والمحيط الهادئ أعلى من المتوسط العالمي، حيث أثرت على 74.7% من القوى العاملة.
5- أوروبا وآسيا الوسطى:
شهدت أوروبا وآسيا الوسطى أكبر زيادة في التعرض للحرارة المفرطة، حيث بلغت الزيادة 17.3% بين عامي 2000 و2020. وهذا تقريباً ضعف متوسط الزيادة العالمية البالغة 8.8%.
وشهدت المنطقة زيادة سريعة في نسبة الإصابات المهنية المرتبطة بالحرارة منذ عام 2000، بزيادة قدرها 16.4%.