كشفت دراسة، نشرت في مجلة علم الآثار الأنثروبولوجي، عن أن الفن الصخري في منطقة الأمازون الكولومبية، رؤى جديدة حول العلاقة المعقدة بين البشر الأوائل في المنطقة والحيوانات التي واجهوها، وفقًا لما نشره موقع "heritagedaily".
وحللت الدراسة، صور الفن الصخري في سيرو أزول، وهي سلسلة من النتوءات الصخرية، والتي كانت بمثابة لوحة قماشية لرسم الفن الصخري على مدى آلاف السنين.
وقال الدكتور مارك روبنسون، الأستاذ المشارك في قسم الآثار والتاريخ في جامعة إكستر: "تتضمن مواقع الفن الصخري أقدم دليل على وجود البشر في غرب الأمازون، والذي يعود تاريخه إلى 12500 عام مضت" ،موضحا أن الفن يمثل نظرة ثاقبة مذهلة لكيفية فهم هؤلاء المستوطنين الأوائل لمكانهم في العالم وكيف شكلوا علاقات مع الحيوانات".
وفي إطار الدراسة، درس الباحثون أيضًا بقايا حيوانات أثرية من الحفريات القريبة، مما يشير إلى أن المستوطنين الأوائل كان لديهم نظام غذائي متنوع من الأسماك والثدييات والزواحف.
ومع ذلك، فإن نسب عظام الحيوانات لا تتوافق مع الحيوانات التي تم تصويرها في الفن، مما يعني أن الفنانين القدماء لم يصوروا الحيوانات التي كانوا يأكلونها بشكل متكرر.
وقال الدكتور روبنسون: "يوضح السياق مدى تعقيد العلاقات الأمازونية مع الحيوانات".
وأضاف أنه تم تصنيف مجموعه من 3223 صورة باستخدام التصوير الفوتوجرافي بالطائرات بدون طيار، و تم تصنيف الصور حسب شكلها، حيث كانت الصور التصويرية هي الأكثر شيوعًا، حيث ساهمت بنسبة 58٪ من الإجمالي، أكثر من نصف هذه الصور تتعلق بالحيوانات، تم التعرف على ما لا يقل عن 22 حيوانًا مختلفًا، بما في ذلك الغزلان والطيور والبيكاري والسحالي والسلاحف .
وقال إن التنوع الكبير في الحيوانات الممثلة في الأعمال الفنية والبقايا الأثرية يوضح فهماً واسعاً واستغلالاً للعديد من البيئات في المنطقة، بما في ذلك السافانا والغابات المغمورة والأنهار.
ومن جانبه قال الدكتور خافيير أسيتونو من جامعة أنتيوكيا في ميديلين: "كانوا يتمتعون بمعرفة وثيقة بالحيوانات المختلفة في المنطقة، وكانوا يمتلكون المهارات اللازمة لتتبع الحيوانات وصيدها وحصاد النباتات ، كجزء من استراتيجية واسعة النطاق للعيش".
الفن الصخرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة