أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فى عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، أن إعصار بيريل، الذى ضرب العديد من دول منطقة البحر الكاريبى، أصبح أول إعصار مسجل يتطور إلى إعصار من الفئة الخامسة، ما يعنى أن رياحه وأمواج البحر المُتأثرة به يمكن أن تكون كارثية، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى تغذية الدمار عبر جنوب شرق البحر الكاريبي.
وقال خبراء أرصاد في تصريحات للصحيفة إن الإعصار قد يجلب رياحًا وعواصف تهدد الحياة إلى جامايكا في وقت لاحق من اليوم الأربعاء قبل أن يصل إلى جزر كايمان.
ووصل الإعصار بيريل إلى اليابسة منذ أمس الأول في جزيرة كارياكو، وهي جزء من دولة جرينادا، كما ضرب سانت فنسنت وجزر جرينادين، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتسبب في أضرار واسعة النطاق. وقال سايمون ستيل، رئيس قسم تغير المناخ التابع للأمم المتحدة وهو من كارياكو، إن وطنه "تعرض لإعصار بيريل".
وأضاف ستيل: "من الواضح أن أزمة المناخ تدفع الكوارث إلى مستويات قياسية جديدة من الدمار"، وحث الدول على وضع خطط أكثر طموحًا لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري".. وتابع: "هذه ليست مشكلة الغد فالأمر يحدث الآن في كل اقتصاد، بما في ذلك أكبر اقتصادات العالم، فالكوارث على النطاق الذي كان في السابق مادة للخيال العلمي أصبحت حقائق تتعلق بالأرصاد الجوية وأزمة المناخ هي السبب الرئيسي".
وحذر المركز الوطني الأمريكي للأعاصير من رياح تصل سرعتها إلى 155 ميلًا في الساعة في ذروتها، وقال في بيان إن بيريل سيبدأ "في الضعف ببطء شديد" مساء اليوم ليصبح عاصفة من الفئة الرابعة قبل أن تشتد قوتها مرة أخرى.
وقال تحالف الدول الجزرية الصغيرة، وهو مجموعة تضم نحو 40 دولة منخفضة مهددة بارتفاع منسوب مياه البحار عبر منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ وأفريقيا والمحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي، إن الإعصار سلط الضوء على الحاجة الملحة للتمويل لمساعدة البلدان المتضررة على التعامل مع الأزمة ومكافحة آثار تغير المناخ، في حين حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة في شهر مايو الماضي من أن هناك فرصة أعلى بنسبة 85% لموسم أعاصير أعلى من المتوسط في المحيط الأطلسي هذا العام.
وتوقعت الإدارة حدوث ما بين 17 إلى 25 عاصفة تحمل رياحًا تبلغ سرعتها 39 ميلًا في الساعة أو أعلى هذا الموسم، مع احتمالات أن تتحول ما بين ثمانية إلى 13 من تلك العواصف إلى أعاصير بسرعة رياح تبلغ 74 ميلاً في الساعة.