كشفت دراسة بحثية جديدة أن "آلية أنتيكيثيرا" جهاز قديم بحجم صندوق الأحذية كان يستخدم لتتبع حركات الشمس والقمر والكواكب، كانت تتبع التقويم القمرى اليونانى، وفقا لما نشره موقع" livescience".
تم إنشاء آلية أنتيكيثيرا، التي اكتشفها غواصو الإسفنج قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية عام 1901، منذ حوالي 2200 عام، ويطلق على الجهاز، الذي يحتوي على تروس برونزية، اسم أقدم جهاز كمبيوتر في العالم.
كانت إحدى قطع الآلية، المعروفة باسم "حلقة التقويم"، تستخدم لتتبع أيام السنة، بفتحة واحدة لكل يوم، في عام 2020، استخدم فريق بقيادة الباحث المستقل كريس بوديسيليك صورًا جديدة بالأشعة السينية للجهاز، جنبًا إلى جنب مع القياسات والتحليل الرياضي، لتحديد أن الآلية على الأرجح لم تغطي عامًا تقويميًا شمسيًا كاملاً، بل 354 يومًا، كما هو مستخدم في التقويم القمري.
وفى يونيو 2024 توصلت دراسة أخرى نشرت في مجلة "هورولوجيكال جورنال" إلى نتيجة مماثلة، فقد استخدم فريق من جامعة جلاسكو تقنيات إحصائية تم تطويرها لمرصد الموجات الثقالية بالتداخل بالليزر للكشف عن الموجات الثقالية ــ وهي تموجات تنتج عن اصطدامات الأجرام السماوية الضخمة مثل الثقوب السوداء.
وعندما درب الباحثون تقنية الإحصاء القوية على آلية أنتيكيثيرا، تمكنوا من استخدام موقع الثقوب المعروفة، وكذلك الطريقة المحتملة لتلائم أجزاء الآلية معًا، لاستنتاج عدد الثقوب المفقودة وموقعها.
وفي النهاية قرروا أن الآلية ربما تحتوي على 354 أو 355 ثقبًا، وهذا يعني أنها على الأرجح تتبع التقويم القمري المكون من 354 يومًا المستخدم في اليونان في ذلك الوقت، وليس التقويم المكون من 365 يومًا الذي استخدمه المصريون القدماء .
تم استخدام التقويم الشمسي المصري المكون من 365 يومًا لأنه أكثر دقة من التقويم القمري المكون من 354 يومًا.
وقال جراهام ووان، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة جلاسكو، والمشارك في الدراسة، في البيان: "إن دقة تحديد موضع الثقوب كانت تتطلب تقنيات قياس عالية الدقة ويدًا ثابتة بشكل لا يصدق لثقبها، إنه تناسق أنيق قمنا بتكييف التقنيات التي نستخدمها لدراسة الكون اليوم لفهم المزيد عن الآلية التي ساعدت الناس على تتبع السماوات منذ ما يقرب من ألفي عام".
آلية أنتيكيثيرا لتتبع التقويم اليونانى