عندما يهبط رواد الفضاء على سطح المريخ يومًا ما، قد يضطرون إلى العيش في كهوف الحمم البركانية للنجاة من الإشعاع القاسي على سطح المريخ، ولكن ما هي الكهوف التي يمكن أن توفر لهم أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة؟، وفقا لموقع phys.
هذا هو ما تأمل دراسة حديثة قدمت في المؤتمر الخامس والخمسين لعلوم القمر والكواكب، أن تتناوله، حيث بحث الدكتور أناتولي بي. فيدماتشينكو من الجامعة الوطنية لعلوم الحياة والبيئة في أوكرانيا أين وكيف ولماذا يمكن لكهوف الحمم البركانية أن تساعد رواد فضاء المريخ المستقبليين فيما يتعلق ببقائهم على قيد الحياة.
تحمل هذه الدراسة القدرة على مساعدة العلماء والمهندسين على المساعدة في تخفيف المخاطر التي يتعرض لها رواد فضاء المريخ في المستقبل وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لجعل ذلك حقيقة واقعة.
فحص الدكتور فيدماتشينكو العديد من المواقع عبر المريخ التي وجد أنها تحتوي على كهوف الحمم البركانية المناسبة للمستوطنات المستقبلية لأول مرة، بما في ذلك Arsia Mons، وهو واحد من ثلاثة براكين منقرضة تشكل Tharsis Montes.
وهنا ناقشت دراسة أجريت عام 2007 في المؤتمر الثامن والثلاثين لعلوم القمر والكواكب سبعة أمور تمت ملاحظتها من الصور المدارية التي تم تفسيرها لاحقًا على أنها مداخل لكهوف الحمم البركانية.
تشير هذه الدراسة الحديثة إلى أن أقطار كهوف الحمم البركانية هذه يمكن أن يتراوح عرضها بين 100 و 250 مترًا (328-820 قدمًا).
وتشير الدراسة إلى أنه يمكن استخدام مثل هذه الكهوف الموثوقة لإنشاء أول المستوطنات الدائمة، حيث ستسمح للرواد بحماية نفسهم بشكل موثوق من التعرض للإشعاع القوي.
وسيكون هناك عيب معين هو الحاجة إلى تنظيم توصيل الجليد المائي لتزويد المستوطنين بموارد المياه والمواد الخام لاستخراج وقود الأكسجين والهيدروجين الذي تشتد الحاجة إليه بمحركات الصواريخ.
تذكر الدراسة عدة مواقع أخرى عبر المريخ حيث تم ملاحظة الحفر، بما في ذلك هيبروس فاليس، وبركان بافونيس، ومونس أسكريوس، وأسيداليا بلانيتيا وسيدونيا مينساي.
بالإضافة إلى ذلك، تناقش الدراسة كيف يمكن لقنوات الحمم البركانية أو الكهوف أو الأنابيب القريبة من مصادر الجليد المائي أن تكون مفيدة أيضًا لرواد الفضاء في المستقبل، مما قد يقلل بشكل كبير من تكاليف شحن وتخزين المياه على مركباتهم الفضائية في الرحلة الأولية إلى المريخ.
وتشير الدراسة إلى أن "أفضل حالة هي وجود أنبوب من الحمم البركانية بجدران قوية بجوار الهياكل الجليدية القوية"، مضيفة "من المرجح أن تبدو المستعمرة نفسها عبارة عن مباني منفصلة، بها مقصورات سكنية وهندسية ومصاعد ودفيئات، ويجب أن تكون متصلة ببعضها البعض عن طريق أنفاق انتقالية صغيرة للتحكم في ضغط وتكوين الغلاف الجوي المصطنع فيهم".
وتأتي هذه الدراسة في الوقت الذي تخطط فيه وكالة ناسا لإعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا، وفي النهاية إلى المريخ، كجزء من هندسة القمر إلى المريخ الخاصة بالوكالة.
وسيكون الإعداد المناسب قبل إرسال رواد الفضاء الأوائل إلى الكوكب الأحمر مفيدًا في زيادة فرصهم في البقاء على قيد الحياة طوال الرحلة بأكملها، وقد سلطت هذه الدراسة الضوء على عدة طرق يمكن لأنابيب الحمم البركانية أن تفعل ذلك.