أصبحت أولمبياد باريس، بين ليلة وأخرى، حديث العالم، ليس فقط بسبب الافتتاح الضخم الذى أثارت عروضه الكثير من الجدل، ولكن حالة من الفوضى التى رافقت الأولمبياد بعد ظهور الكثير من الأزمات، كان آخرها انتشار الفئران فى الشوارع، والتى يتم الاعتماد عليها فى باريس لتنظيف شبكات الصرف الصحى، وصيانة المجارى.
وألغت اللجنة القائمة على الأولمبياد، إحدى الحصص التدريبية الخاصة بالسباحة ضمن منافسات الثلاثى فى نهر السين، بسبب تلوث مياهه بصورة كبيرة، وتأثر جودة مستويات المياه لتعرض البلاد لهطول الأمطار الغزيرة.
وتعرضت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا، لعاصفة شديدة تسببت فى انتشار حالة من الفوضى بسبب هطول الأمطار الغزيرة، ما نتج عنه خروج فئران بحجم القطط من الفتحات المخصصة للصرف الصحى إلى الشوارع.
ونتج عن غزارة الأمطار وقوة العاصفة التى استمرت لمدة 48 ساعة، خروج نحو 6 ملايين فأر من أكواخها تحت الأرض، ولم يقتصر الأمر فقط على مشاهدتها وهى تركض عبر المطاعم، بل تحول الأمر لأزمة أرعبت المتوافدين من جميع أنحاء العالم لمتابعة مباريات الأولمبياد، حسب صحيفة "ديلى ستار البريطانية".
وباريس تضم واحدة من أكبر تجمعات الفئران فى العالم، ويفوق عدد هذه المخلوقات عدد سكان العاصمة البالغ 2.2 مليون نسمة بنسبة تزيد عن اثنين إلى واحد.
وكان من بين الأمور المثيرة للقلق بالفعل وبشكل خاص قبل انطلاق الأولمبياد حالة نهر السين، الذى يستضيف منافسات السباحة، وأثيرت حوله علامات استفهام بشأن ما إذا كان النهر آمنا للسباحة بسبب وجود نوع من البكتيريا الموجودة فى فضلات الفئران والتى يمكن أن تسبب داء البريميات – حسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
وحذر التقرير الذى نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكترونى، من خطورة المرض لأنه قد يؤدى إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وفى أسوأ الحالات قد يؤدى إلى تلف الكبد والكلى.
ومنذ عام 2015، صرفت اللجنة المنظمة ما يصل إلى مليار جنيه استرلينى لتجهيز نهر السين للألعاب الأولمبية.
وقالت كلير بوكس، نائبة رئيس بلدية باريس، لوكالة "فرانس برس": تم رصد المناطق التى تعج بالفئران، وقمنا بوضع مصائد لها قبل انطلاق الألعاب، وفى نهاية المطاف، لا ينبغى لأحد أن يهدف إلى إبادة الفئران فى باريس، لأنها مفيدة فى صيانة المجارى.
ويتنافس أكثر من 10500 رياضى فى الألعاب الأولمبية بعد مرور مئة عام على آخر مرة نظمت فيها باريس الدورة الصيفية، وانطلقت المنافسات يوم الأربعاء الماضى وستمنح أول ميدالية ذهبية من أصل 329 اليوم السبت، وسيقام حفل الختام فى 11 أغسطس.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أنه تم إلغاء مسابقات الترياثلون للسباحة فى الأولمبياد بسبب المياه الملوثة فى نهر السين موضحة أن السبب هو الأمطار التى هطلت على باريس يومى الجمعة والسبت، وتؤدى هطول الأمطار إلى ارتفاع منسوب نهر السين وبالتالى تصبح المدينة تحت سيطرة الفئران التى تلوث مياه النهر وهو ما حدث فى مناسبات عديدة.
وتم إغلاق نهر السين ومنع السباحة فيه منذ عام 1923 بسبب ارتفاع مستويات الجرثومة الإشريكية القولونية والبكتيريا المسببة للأمراض الأخرى التى تسببها فضلات الفئران.
وقد يؤدى براز الحيوانات إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية، بما فى ذلك مياه الجداول والأنهار والبحيرات والمياه المستخدمة فى رى المحاصيل حيث تشتهر العاصمة الفرنسية بعدد كبير من الفئران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة