** الأجهزة بمثابة صورة مصغرة وتسجل قياسات لاختبارات موقع المرصد على مدار عامين
على قمة جبل الرجوم بجنوب سيناء، والذى يعد واحدا من أعلى عشرين قمة جبلية في مصر، تم تركيب أجهزة اختبارات المواقع بـ المرصد الفلكي الجديد "سيناء" ويعتبر واحدا من أهم المشروعات التى يعكف عليها المعهد القومى للبحوث الفلكية.
"اليوم السابع" حصل على مجموعة من الصور المتنوعة من عمليات تركيب أجهزة اختبارات المواقع بالمرصد الفلكي الجديد "سيناء"، بعد انتهاء فريق بحثي بالمعهد القومى للبحوث الفلكية .
فى البداية كشف الدكتور طه رابح رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، أن مشروع المرصد الفلكى الجديد يعتبر من من المشروعات القومية التي تتبناها مصر خلال الفترة الحالية، والتي يقوم المعهد بالعمل على تنفيذه بمنطقة جنوب سيناء ليكون بديلًا عن مرصد القطامية الحالي والمستمر في عمله بما يتبعه من محطات رصد.
وأشار رئيس معهد الفلك فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن عمليات تركيب أجهزة الاختبارات سبقها تنفيذ العديد من اللقاءات وورش العمل بمعاونة خبراء فلك دوليين لاستكمال دراسات الموقع المطلوبة، وشراء الأجهزة الفنية اللازمة، مضيفا أن المعهد سيبدأ في تقديم التدريب اللازم للباحثين والفنيين بقسم الفلك بمساعدة الخبراء الألمان، لتأهيلهم للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة للأجهزة التي تم تركيبها.
وكشف الدكتور طه رابح، أن الرصد الفلكى لابد أن يكون بعيداً عن أى تلوث ضوئى ويكون فى مكان مرتفع ولهذا جاء اختيار موقع جبل الرجوم على ارتفاع 1650 متر من سطح البحر .
وأشار إلى أن خطة إنشاء المركز الفلكى الجديد تتمثل المرحلة الثانية فيها تركيب أجهزة اختبارات أكثر دقة وهى أجهزة تقيس عوامل المناخ وعوامل الرصد المبدئى وتحليل للقياسات التى تم رصدها وبناء عليها يتأكد لنا ما سبق من دراسات مبدئية للاختيار الصحيح للموقع .
ولفت إلى أن أجهزة الاختبار عبارة عن صورة مصغرة من المرصد الفلكى وتقيس معاملات مثل درجة الحرارة والمناخ ومدى ملاءمة الموقع للبدء فى إنشاء المرصد الفلكى الجديد .
وكشف الدكتور طه رابح، أن الاختبارات تتم على مدار سنتين يتم خلالها قياس رصدات كاملة على مدار السنتين وعلى مدار الفصول الجوية المختلفة ، لافتا إلى أن تركيب الأجهزة جاء بمشاركة الخبراء الألمان ، فضلا عن عمل كرفانات إعاشة للراصدين فى الموقع .
ولفت رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية إلى أن موقع المرصد الفلكى الجديد أعلى قمة جبل الرجوم وعلى بعد 60 كم من مدينة سانت كاترين
وأكد أن عمليات تركيب أجهزة الاختبار جاءت بمشاركة خبراء وأساتذة المعهد القومى للبحوث الفلكية ويتم متابعتها على مدار الساعة وتلقى بيانات هذه الأجهزة عبر الأقمار الصناعية ومن ثم تحليلها من خلال أجهزة المعهد فى حلوان للتأكد من مدى ملاءمة الموقع لإقامة المرصد الفلكى الجديد، مشيرا إلى أن المرصد الفلكى الجديد سيكون الأكبر فى الشرق الأوسط وتم تقييمه من قبل الخبراء الأفضل من موقع مرصد تشيلى.
وقال الدكتور طه رابح، أن المرصد الجديد يعتمد على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال علوم الفلك، وسيتم تزويده بمنظار فلكي بمرآة قطرها 6.5 متر ليكون هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مما يُعزز من قدرات مصر في الرصد الفلكي، والقيام بمزيد من الاكتشافات الفلكية.
وأشار إلى أنه من المقرر إنشاء مدينة فلكية مُتكاملة تشمل الرصد البصري والفلك الراديوي، والعمل على إضافة تخصصات أخرى في هذا المجال تبعًا للتطور التكنولوجي المُتسارع على مستوى العالم في مجال علوم الفلك، منوهًا إلى الأهمية المُستقبلية للمشروع نظرًا لطبيعة سماء مصر وملاءمتها للأرصاد الفلكية المختلفة التي تبشر بتحقيق مساهمات علمية عالمية.
والمرصد الجديد يقع فوق قمة جبل الرجوم بجنوب سيناء، وهو واحد من أعلى عشرين قمة جبلية في مصر، ويبلغ ارتفاع المرصد أكثر من 1600 متر، وقد صدر بشأنه قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2265 لسنة 2016 بتشكيل لجنة لإنشاء المرصد، وتم وضع حجر الأساس لإنشائه في شهر أبريل 2024، ويضم فريق عمل المرصد، د. هادية سليم رئيسة لجنة منظار سيناء الفلكي، ود. يسرى عزام، ود.م محمد إسماعيل، ود.م محمد عبدالكريم، ود. وجيه أحمد بدوي، ود. عبدالعزيز عيد، ومن الفنيين، أحمد حسن، وعوض صابر، ومحمد علي، ومحمود ناصر، ومحمود خليل.