أصبحت مدينة العلمين على ساحل مصر الشمالي، واحدة من أبرز وجهات الرياضات المتنوعة، ومن بين هذه الرياضات تبرز "سباقات الهجن"، كأحد الأنشطة البارزة التى تعود جذورها إلى القدم فهى أعرق رياضات العرب، حيث تتسابق الإبل فى هذه السباقات المثيرة أمام الجمهور، مما يضيف سحرًا خاصًا لهذه الرياضة القديمة.
تعتبر مصر مركزًا رئيسيًا لتربية الإبل العربية الأصيلة المخصصة لسباقات الهجن، حيث اعتاد أبناء المحافظات الصحراوية والحدودية منذ القدم على تنظيم سباقات الإبل فى المناسبات السعيدة. مع مرور الزمن، تطورت هذه السباقات من نشاط تقليدى إلى رياضة رسمية فى مصر، كما هو الحال فى العديد من الدول العربية وخصوصا الخليج والمغرب العربى والشام. وقد بدأت السباقات رسميًا فى مصر خلال ثمانينيات القرن الماضى فى شمال سيناء، ثم انتشرت إلى مختلف المحافظات التى يهتم سكانها بتربية الإبل.
تُعد مدينة العلمين واحدة من المناطق الحديثة التى أصبحت وجهة رئيسية لعشاق سباقات الهجن. فقد تم إنشاء ميدان خاص للسباقات فى قرية سيدى عبد الرحمن، وهو يعد من أهم مراكز النشاط فى هذا المجال وعلى أرضيته يُنظم الاتحاد المصرى لسباقات الهجن سباقات رئيسية وتنشيطية على مدار العام فى هذا الميدان، بالإضافة إلى تنظيم سباقات إضافية من قبل ملاك الإبل لتحفيز هجنهم.
والثلاثاء القادم ستشهد مدينة العلمين انطلاق جولة جديدة من سباقات الهجن التى ستُقام على أرضية ميدان العلمين. ستشارك فى هذه الجولة هجن من مختلف المحافظات وصل عددها لنحو 1600 من النوع المخصص للسباقات.
أصبح مضمار سباقات الهجن بالعلمين نقطة تجمع هامة لملاك الهجن، حيث يشهد تبادل صفقات شراء وبيع الهجن القوية بين ملاك الإبل، ويعتبرونه موقعًا مثاليًا لتدريب وتربية إبلهم نظرًا لاعتدال الأجواء وطبيعة المنطقة. يشهد الميدان كذلك حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث يتابع الجمهور سباقات الهجن وينشطون فى تشجيع الهجن القوية وملاحقتها خلال السباقات.
بعد كل شوط، يحتفل الفائز بما حققه من إنجازات، ويصبح الجمل الذى يحقق المركز الأول نجم السباق، مما يرفع من قيمته السوقية. كما أن السباقات توفر فرصة للتجار وموردى الخدمات الخاصة بالهجن لتلبية احتياجات كل جمل من أدوات ومستلزمات متنوعة.
قال المستشار عيد حمدان المزينى، رئيس الاتحاد المصرى لسباقات الهجن، أن ميدان سباق هجن العلمين يُعتبر ثانى مضمار سباق مجهز يتم إنشاؤه فى مصر بعد ميدان شرم الشيخ.
وأضاف أن هذا الميدان تم إنشاؤه وتجهيزه بدعم من الاتحاد الإماراتى للهجن، وفقًا للمواصفات الفنية المتبعة فى ميادين سباقات الهجن بالإمارات. يمتد المضمار على مسافة 4 كيلومترات دائرية، ويشمل بوابتين انطلاقة وحظائر تجهيز للهجن، بالإضافة إلى مسارات مجهزة وفقًا لأعلى المعايير الفنية.
وأضاف أن المشاركين فى السباق يأتون من محافظات مختلفة مثل سيناء والصعيد والقناة ومطروح والوادى الجديد، إلى جانب مشاركات من القاهرة والجيزة والشرقية. كل سباق يتضمن أشواطًا، منها شوطان بالراكب البشرى، وبقية الأشواط بالراكب الآلى الذى يتمثل فى جهاز تحكم يوضع على ظهر الجمل لتحفيزه على زيادة سرعته.
وأوضح سلامة إبراهيم ترابين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصرى للهجن، أن كل متسابق من الفائزين يحصل على جوائز مالية تشجيعية. كما يتم تسجيل أسماء وأعمار الهجن المشاركة وفقًا للشروط، والتى تشمل وجود شريحة إلكترونية مزروعة فى كل جمل تحمل بياناته الرسمية.
قال تبارك إسماعيل، المدير التنفيذى لنادى القاسمى للفروسية والهجن بمطروح، أن المهرجان يمثل حدثًا رياضيًا هامًا يجذب ملاك الهجن من مختلف محافظات مصر، وشجع عددًا كبيرًا من أهالى المنطقة على تربية الهجن والمشاركة فى السباق. وأضاف أنه تم تخصيص أشواط ضمن فعاليات المهرجان لأبناء المنطقة تشجيعًا لهم، ودعا جميع ضيوف الساحل الشمالى لحضور الفعاليات ومشاهدة السباقات.
سباقات الهجن التى تُقام فى مدينة العلمين أعادت إحياء الاهتمام بتحسين سلالات الإبل وتربية الجمال المجهزة للسباقات فى محافظة مرسى مطروح، وأثرت بشكل إيجابى على اقتصاد المنطقة من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحفيز حركة التجارة والبيع.
يُعتبر ميدان سباقات الهجن بالعلمين من أحدث ميادين سباقات الهجن فى مصر، ويعكس التعاون بين مصر والإمارات فى تعزيز هذه الرياضة التراثية. سبق وأن شهد الميدان تسجيل أسعار قياسية للهجن الفائزة، حيث تجاوزت قيمة بعض الهجن مليون ونصف جنيه، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه الرياضة على المستويين المحلى والدولى.
وفى كل سباق، يشهد الميدان أجواء مميزة تعيد إحياء تراث الأجداد، حيث تنصب الخيام ويجتمع ملاك الهجن ومدربوها حول نيران الحطب لتبادل القصص والخطط والصفقات التجارية. وتتحول هذه الجلسات إلى مكان لتبادل المعرفة والتجارب والتخطيط للسباقات المقبلة.
يعد ميدان سباقات الهجن بالعلمين أحد أبرز معالم الرياضات التقليدية فى مصر، ويشكل مركزًا هامًا يجذب محبى سباقات الهجن من كافة أنحاء البلاد، ويساهم فى الحفاظ على التراث الرياضى العريق وتطويره.
سباقات الهجن بالعلمين (1)
سباقات الهجن بالعلمين (2)
سباقات الهجن بالعلمين (3)
سباقات الهجن بالعلمين (4)
سباقات الهجن بالعلمين (5)
سباقات الهجن بالعلمين (6)
سباقات الهجن بالعلمين (7)
سباقات الهجن بالعلمين (8)
سباقات الهجن بالعلمين (9)
سباقات الهجن بالعلمين (10)