زكى القاضي يكتب 300 يوم حرب.. خسر العالم وعاشت غزة.. أقنعة إسرائيل تتساقط مع استمرار النزيف الاقتصادى والعسكرى.. و3500 مظاهرة تفضح سقوط القانون الدولى فى غزة

الأربعاء، 31 يوليو 2024 10:23 ص
زكى القاضي يكتب 300 يوم حرب.. خسر العالم وعاشت غزة.. أقنعة إسرائيل تتساقط مع استمرار النزيف الاقتصادى والعسكرى.. و3500 مظاهرة تفضح سقوط القانون الدولى فى غزة الحرب على غزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

300 يوم مرت على الحرب ضد قطاع غزة، منذ يوم 7 أكتوبر 2023، وتستمر حرب الإبادة الجماعية من كيان الاحتلال الإسرائيلى ومن فى حكمهم من حكومات غربية وغيرها، حيث تم انتهاك القانون الإلهى قبل أن يتم انتهاك القوانين الوضعية بمسمياتها «الدولى والإنسانى»، حيث مارست إسرائيل كل ما كانت تقوله فى الغرف المغلقة على مدار عقود، وقالته مرارا وتكرارا أمام الشاشات، بأنهم كيان عصابات، وتجميع لشتات من البشر يبحثون عن المصالح باستغلال الدين، وإن غلبت عليهم اليهودية، وقد جاروا على البلاد العربية، ومجدل شمس المصابة مؤخرا ليست إلا نطاق عربى آخر لا يعرفه شبابنا وأطفالنا، فى نطاق يقرؤون عنه باسم «الجولان المحتلة» تلك الأرض السورية المستولى عليها منذ 1967، وغزة، والضفة الغربية، وحيفا، ويافا، والقدس، وكلها أراضى الفلسطينيين وحدهم.

ـ إسرائيل لا تسيطر على وسائل الإعلام العالمية

300 يوم حرب على غزة مرت من حرب الإبادة ضد شعب فلسطين، وأرضها، بل وتم انتهاك كل معايير القيم والحقوق والطنطنة التى كان الغرب يبيع بضاعتها لنا، فسقطت كل جذور شجرة التوت، فلا تبقى ورق يدارى العورات، ولا تبقى خجل يمنع عمليات القتل والإبادة، ورغم تجمع كل وحشية العالم بهدف كسر وهد عزيمة الفلسطنيين، فإن الفلسطينين كانوا أغرب شعوب الأرض، فقد جمعتهم الضربات، وعادوا لبيوتهم فوق الأنقاض، مما يؤكد أن أهل فلسطين بعد تلك الحرب هم شعب آخر، يعرف عدوه، ويعرف ميدان قتاله، ويعرف وسائل تعليم أولاده بشكل سليم، بعيدا عن الشعارات والابتسامات الصفراء القاتلة، وقد صنع الله فلسطين مرة أخرى حينما أراد لها أن تستكمل حربها ضد إسرائيل طوال 10 شهور مضت، وربما مثلها مقبلة، بل ونجحت تلك الحرب فى كشف ادعاءات إسرائيل بأنها تسيطر على وسائل إعلام العالم، فقد غلب الدم كل أدوات السيطرة.

أكثر من 360 قتيلا فى صفوف جيش الاحتلال.. 300 يوم من الحرب على غزة، ثبتت فيها أدوات المواجهة، فسقط  جيش الاحتلال بأكثر من 360 قتيلا حسب أرقامهم الرسمية، وأرقام الميدان أضعاف، ودخل المستشفيات آلاف المصابين والمعاقين، فى أرقام تجاوزت عشرات الآلاف، ورغم الحصر العددى للمعاقين فى الميدان، فلم يصل الإحصاء حتى الآن لإعاقات القيادات فى الجيش والسياسة، رغم القرائن المتصاعدة، على سبيل المثال حدثت المواجهات فى معسكرات الجيش، واقتحم وزراء وأعضاء كنيست مقرات للجيش، وخرج التهديد والتهديد المقابل، فى دولة لا يمكن وصفها بوصف أقل من أنها «جمهورية الموز»، رغم أن نتنياهو يكره هذا الاسم ويرفضه، إلا أنها جمهورية الموز حرفيا، فلا رابط فيها ولا مسار، فهى كيان يعيش على الخوف ليل نهار، والخوف يأتيهم من كل حركة وصفارة، بل يأتيهم فى أصوات قياداتهم، الذين يجعلون الخوف وسيلة للسيطرة عليهم، والمواجهات بين القادة مستمرة ومعلنة، حتى أن هناك صفقات لأجهزة كشف الكذب تسعى إسرائيل للتزود بها، إن لم تكن فعلت مسبقا، بهدف السيطرة على قادتها وتسرباتهم المختلفة.

إسرائيل جرت أمريكا للفضيحة.. 300 يوم مرت على حرب غزة، تخسر فيها إسرائيل خسائر مادية تجاوزت مليارات الشيكل، ولولا خزائن الولايات المتحدة الأمريكية وضرائبها، لما استمرت إسرائيل فى حربها، لكنها هى تلك العلاقة الأبدية بينهما، ولا يعنينا فيها أموال مَن مع مَن، لكن ما يعنينا الواقع الحقيقى، أن قيم أمريكا المزعومة تحطمت فى أرض غزة، بل وانسحاب بايدن، وتغير المعادلة السياسية فى الانتخابات أصلها ومنبعها من غزة، فى ظل خطوات نتنياهو لتفطيس بايدن بكل الوسائل، ورفضه لكل أدوات الانصياع، بهدف تحقيق مصلحته الشخصية، ولو أن نتنياهو وهو حامل للجنسية الأمريكية ترشح فى انتخابات أمريكا لفاز بها، فهو الأمر الناهى لكل سياسات أمريكا وحلفائها، وكسر العلاقة بين إسرائيل وأمريكا جعلت ترامب ذاته يتحدث عن إسرائيل وسوء شكلها العام أمام العالم، ويصف وزير الدفاع الأمريكى إسرائيل بأنها خسرت الحرب استراتيجيا بالفعل، قبل أن يعود ويقدم فروض الطاعة لتل أبيب.

فشل استخباراتى كامل فى غزة.. 300 يوم فى حرب غزة، لم تنجح كل أجهزة استخبارات العالم وجيوشها فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وكل الدول المشاركة، فى أن تعثر على 250 محتجزا تقريبا، وخرج نصفهم بالمفاوضات، وعاد بعضهم جثثا، حتى الأحياء الذين عادوا لم يتجاوز عددهم 5 أفراد تقريبا، والباقى تائه فى أرض غزة ظاهرها وباطنها، وفشلت كل تلك الأجهزة ومسيراتها وعناصرها فى العثور على شىء، حتى يمكنك أن تقول بكل بساطة «هى أمريكا فيها ظباط مخابرات فعلا؟!»، وتستمر حيرة إسرائيل وأمريكا لتثبت أن الخسارة الأكبر لهم هو فشلهم الاستخباراتى الذى كانوا يبيعونه لدول كثيرة بزعم أنهم أهل التجسس وأصحاب الحرفة، فلم تنفعهم الوحدات المشكلة، ولا الأجهزة المطورة، فسقط أعضاؤها أسرى، وتعطلت معداتهم قهرا، بل ودب الفزع فيهم مرة بـ«الهدهد» ومرة بـ«صماد»، والبقية تأتى بالتأكيد.

بضاعة السلام الزائفة.. 300 يوم من خسارة إسرائيل بشكل كامل فى ملف السلام، وغيرها من البضاعة الفاسدة التى كانوا يصدرونها، فلا هم يحترمون حقوق الإنسان، ولا حقوق الجيرة، بل لا يحترمون أى حقوق، وكل أحاديثهم المعلنة والمسجلة تؤكد ضرورة تكاتف الجميع معهم، بدلا من التطبيع، فقد قالها غالانت وزير الدفاع الإسرائيلى حينما تم ضرب الحديدة «النار يمكن أن يراها الشرق الأوسط»، وهو تهديد مباشر للجميع، بالإضافة لانتهاك السيادة الوطنية لعدد من الدول فى المنطقة، مما يؤكد أن إسرائيل لا بد أن تكون فى جانب آخر غير جانب الأمان، فهى كيان لا يعرف قيمة وحقوق الدول، ولما لا فهم فعلا لا يمكن وصفهم بوصف الدول.

إحياء القضية الفلسطينية بـ3500 مظاهرة.. 300 يوم من الحرب على غزة، استطاعت فيها إسرائيل أن تعيد اسم فلسطين للعالم، فخرجت أكثر من 3500 مظاهرة فى العالم تهتف لفلسطين، منها أكثر من 600 مظاهرة فى الولايات المتحدة لوحدها، وهى خطوة لم تكن تحدث إلا بعمليات القتل والإبادة التى تقوم بها إسرائيل، واتصالا بذلك فهناك رحلة تجريس لإسرائيل فى محكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية، بل وكشفت تلك الرحلة عن بعض أدوات إسرائيل السابقة فى تهديد أعضاء المحاكم الدولية فى قضايا سابقة، ثم إن إسرائيل استطاعت أن تحيى اسم فلسطين والقضية الفلسطينية فى كل محافل ومؤتمرات وقنوات العالم، ونتج عن ذلك رفض حضور تل أبيب لعدد من المؤتمرات، ومنع بعض الصفقات عنها، وصار الشارع العالمى يعرف معنى كلمة فلسطين، والقضية الفلسطينية، وهو أمر لم يكن له أن يحدث إلا عبر مشاهدة ما يفعله جيش الاحتلال فى غزة والضفة.

توحيد صفوف المقاومة.. 300 يوم من الحرب على غزة، استطاعت إسرائيل بكل غباء مستحكم أن توحد صفوف أعدائها، فظهرت تنسيقات معلنة بين حزب الله فى لبنان، والقوى الإسلامية فى العراق وسوريا، والحوثيين فى اليمن، بل وجرب هؤلاء جميعهم السلاح ضد إسرائيل، وعلى أرض فلسطين المحتلة، وهى خطوة عظيمة وفق العلوم العسكرية، حيث تمثل تجربة ميدانية للأسلحة، وللأفراد المسؤولين عنها، وبذلك يمكن ضبط المديات فى المواجهات المستقبلية، وكذلك حشد أعداد أكبر من الأسلحة التى يمكن الاعتماد عليها، بل وساعدت إسرائيل فى كشف قدرات مسلحيها ومعداتهم، وتلك المكاشفة، ستساعد جيوشا كثيرة فى تطوير أدواتها الداخلية، بل وتغيير منهجية تسليحها اعتمادا على مشاهدات الميدان فى غزة، بل واستطاعت إيران فى حرب غزة أن توجه ضربات لإسرائيل لأول مرة فى تاريخها، مما يعتبر مكسبا قوميا وشعبيا فى غاية الأهمية، مما يصنع مناخا دافئا لكل من ينوى استهداف إسرائيل بعد ذلك.

أفيخاى أدرعى.. مستوى ذكاء قادة تل أبيب.. 300 يوم من حرب الإبادة فى قطاع غزة، تكشفت فيها العقلية الإسرائيلية الحقيقية، فوجه إسرائيل الحقيقى وتفكيرها يمكن قراءته فى صورة أفيخاى أدرعى المتحدث باسم جيش الاحتلال، وبن غفير وزير الأمن القومى، فكلا الوجهين يعبر عن عقلية لا تعرف قيمة الحقوق، ولا تفهم ولا تدرك قيمة الوطن، ودرجات ذكائهم يمكن استنباطها من تصرفاتهم اليومية!!، وبالتالى تلك العقلية يجب أن نضعها فى السياق الحقيقى لإسرائيل، فلا نصنع لهم صورة مغايرة، ولا نعطيهم حجما أكبر من حجمهم، وكل المعارك ضدهم تشهد بمدى تدهور ذلك الشتات المجمع، كما أن أداء جيش الاحتلال تكشف أيضا، فهم جيش يؤمن بالقتل على الهوية، ولا يحترمون أى قوانين، وقيادتهم الميدانية ضعيفة، بدليل سقوط أكثر من 350 قتيلا فى صفوفهم، كما حدث الاقتحام الشهير لبعض قواعدهم العسكرية، وتمتلئ السوشيال ميديا بآلاف العمليات الإجرامية ضد شعب فلسطين، وهم متخفين، لأنهم يخسرون دائما حينما تقترب المسافة من «المسافة صفر».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة