طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الخميس المجتمع الدولى ومجلس الأمن بتنفيذ تدخل حقيقى وحاسم يمكن من وقف جريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة فورا، وملاحقة إسرائيل على جرائمها، كما أدان بشدة تقويض إسرائيل لصلاحيات الحكومة الفلسطينية فى حوالى 80% من أراضى الضفة الغربية المحتلة.
وكلف المجلس، المجموعة العربية فى نيويورك ، بدراسة خطوات تجميد مشاركة إسرائيل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب عدم التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم الوفاء بالتزاماتها التى كانت شرطا لقبول عضويتها فى الأمم المتحدة.
جاء ذلك فى الدورة غير العادية لمجلس الجامعة التى عقدت برئاسة اليمن (الرئاسة المؤقتة للمجلس الوزاري)وذلك بناء على طلب من دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء ؛ لبحث الخطوات التى يتوجب القيام بها على الصعيدين العربى والدولى لوقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلى المتواصل منذ تسعة شهور ، وكذلك لمواجهة قرارات حكومة الاحتلال التى اتخذتها مؤخراً بفرض عقوبات وإجراءات عدوانية ضد دولة فلسطين تهدف إلى منع تجسيد استقلالها على الأرض والإمعان فى خطط ضم أراضى الضفة الغربية، والتوسع الاستعمارى الاستيطاني، وتقويض صلاحيات وسلطات الحكومة الفلسطينية وقرصنة أموالها، وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين.
وأعاد المجلس التأكيد على دعم كل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من إجراءات وسياسات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة ومنع تصفية القضية الفلسطينية والدفاع عن أمنها القومى الذى هو جزء أساسى من الأمن القومى العربي..محذرا من استمرار ارتكاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال ، جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى ورفضها الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوقف إطلاق النار، والأوامر الملزمة لمحكمة العدل الدولية بوقف قتل المدنيين وإيذائهم جسدياً وعقلياً وتوفير الحاجات الإنسانية لهم إنما يمثل اعتداء على المنظومة الدولية بشكل عام وعبثاً بالقانون الدولى والقيم الإنسانية.
وأعرب مجلس الجامعة العربية عن الأسف إزاء إخفاق مجلس الأمن فى تحمل مسؤولياته فى تنفيذ الوقف الفورى والفعلى لإطلاق النار على النحو الوارد بقرار رقم 2735 بتاريخ 10 يونيو 2024 ، وبما يمكن من تسهيل ادخال المساعدات الإغانية والإنسانية إلى داخل قطاع غزة.
كما أعرب المجلس عن الإدانة الشديدة للسياسات والإجراءات العدوانية التى تتخذها حكومة الاحتلال الإسرائيلى ضد دولة فلسطين بهدف منع تجسيد استقلالها على الأرض، والإمعان فى خطط ضم أراضى الضفة الغربية المحتلة، والتوسع الاستعمارى الاستيطاني، بما فى ذلك شرعنة خمس بور استيطانية فى مناطق استراتيجية من الضفة الغربية المحتلة والشروع فى ترخيص وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية الجديدة، وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية المدنية والاقتصادية فى حوالى 80% من أراضى الضفة وقرصنة أموال حكومة وشعب دولة فلسطين وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين.
وأكد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين ، أن إقدام حكومة الاحتلال الإسرائيلى على تنفيذ مخططاتها بضم أى جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، فعلياً أو عبر تشريعات باطلة ، يشكل جريمة حرب اسرائيلية جديدة.
ودعا المجلس المجتمع الدولى إلى ممارسة ضغوط وإجراءات عقابية رادعة على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لحملها على وقف مخططات وممارسات الضم والاستيطان الاستعمارية غير القانونية التى تقضى على فرص تحقيق السلام وحل الدولتين.
وطلب من الأمانة العامة للجامعة العربية التنسيق مع الدول الأعضاء لتنفيذ قرار القمة العربية (رقم 854 درع (33) التى عقدت فى مملكة البحرين فى 16 مايو 2024 بإدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التى تقتحم المسجد الأقصى المبارك والمرتبطة بالاستيطان الاستعمارى الإسرائيلي، والواردة فى تقرير لجنة المندوبين الدائمين بتاريخ 30 يناير 2024، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية والإعلان عن "قائمة العار" الواردة فى تقرير اللجنة المذكورة للشخصيات الإسرائيلية التى تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطينى تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومحاسبتها على مستوى المحاكم الوطنية والدولية، ومقاطعة جميع الشركات العاملة فى المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، والواردة فى قاعدة البيانات المعدلة التى أصدرها مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 2023/6/30 .
وأعاد المجلس التأكيد على الرفض القاطع لمخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلى لليوم الثانى للعدوان الإسرائيلى والتأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ودعم الجهود التى تقوم بها حكومة دولة فلسطين لتولى مسؤوليات الحكم فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وجهودها لإرساء السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة فى إطار رؤية سلام شاملة تقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.
وأدان مجلس الجامعة العربية ، الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان والتى تسببت باستشهاد المدنيين من أطفال ونساء ومسنين وصحفيين ومسعفين ، ووصلت إلى عمق الأراضى اللبنانية إضافة إلى استهداف مراكز الجيش اللبنانى وتدمير القرى والأراضى الزراعية بواسطة الفوسفور الأبيض المحرم دولياَ.
وأكد المجلس على ضرورة ممارسة الضغوط الدولية للجم النوايا الإسرائيلية العدوانية المعلنة بشن حرب واسعة على لبنان .. مطالبا إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضى اللبنانية المتبقية فى مزارع شبعا وتلال كفر شويا وخراج بلدة المارى والانسحاب إلى ما وراء الحدود المعترف بها دولياً ووقف الخروقات لسيادة لبنان برا وجوا وبحراً.
وأدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضى الجمهورية العربية السورية والتى تمثل انتهاكا سافرا لسيادتها وسلامة أراضيها وخرقاً للقانون الدولى واتفاقية وقف الاشتباك..مؤكداً على ضرورة الوقوف إلى جانب سوريا فى ممارسة حقها فى الدفاع عن أرضها وشعبها.
ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته فى لجم تلك الاعتداءات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للجولان السورى المحتل حتى خط الرابع من يونيو 1967 تنفيذاً لقراراته ذات الصلة، بما فيها القرارات 242 و 338 و 497.
وأشاد بالمواقف الدولية والشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بجريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وبالجهود الدبلوماسية والقانونية التى قامت بها الدول والمنظمات الحقوقية فى آليات العدالة الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ، وحث جميع الدول ومنظمات المجتمع المدنى والاتحادات والنقابات الحقوقية للانضمام إلى تلك الجهود والمبادرات القانونية.
ودعا المجلس منظمات المجتمع المدنى والاتحادات والنقابات الحقوقية العربية لمباشرة رفع قضايا ضد المسؤولين الإسرائيليين فى المحاكم الوطنية والدولية..مرحبا بإدراج الأمين العام للأمم المتحدة لإسرائيل ، القوة القائمة بالاحتلال ، على اللائحة السوداء (قائمة العار) التى تصدرها الأمم المتحدة سنويا للمنظمات والدول التى تنتهك حقوق الأطفال فى مناطق النزاع.
وأعاد التأكيد على دعم جهود العضو العربى فى مجلس الأمن (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية) الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة وجرائم الإبادة الجماعية، التى ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل.
ورحب باعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين .. داعيا الدول التى لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها اتساقاً مع الشرعية الدولية واعتبار ذلك حق مشروع للشعب الفلسطيني، ورافعة السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن.
واستنكر المجلس قيام بريطانيا بعرقلة مجرى العدالة الدولية ، والتسبب فى إبطاء إنصاف الضحايا وذلك من خلال طلبها من المحكمة الجنائية الدولية ، السماح لها بتقديم ملاحظات مكتوبة حول ما إذا كان يجوز للجنائية الدولية أن تمارس ولاية قضائية على حملة الجنسية الإسرائيلية ، وتحميل بريطانيا المسؤولية القانونية الدولية والأخلاقية عن هذا النهج القائم على العرقلة والمعايير المزدوجة لتمكين الجناة من الإفلات من العقاب.
وحث مجلس الجامعة العربية ، المحكمة الجنائية الدولية على المضى قدما فى تحقيقاتها وملاحقاتها للمسؤولين الإسرائيليين ، الذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة العدوان ضد الشعب الفلسطيني..محذرا من أن ما يجرى من ممارسات إسرائيلية من شأنه زيادة احتمالات الانزلاق إلى تصعيد إقليمى خطير.
وطلب المجلس من مجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة العربية بالخارج العمل على تحقيق مضامين هذا القرار من خلال وزارات الخارجية والأجهزة المعنية فى دولة الاعتماد والمنظمات المعتمدين لديها..كما طلب من الأمين العام الجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار ورفع تقرير بذلك إلى الدورة المقبلة لمجلس الجامعة.
وجدد مجلس الجامعة العربية ، إدانته الشديدة لجريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى من خلال قتل وتجويع وتدمير كل أشكال الحياة لمئات آلاف المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، بشكل ممنهج ومقصوده.
كما جدد إدانته الشديدة للجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والتى تستهدف التدمير المنهجى لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وبنيتها التحتية بقصد إعادة تهجيرهم وطمس قضيتهم، وكذلك الاقتحامات اليومية لعشرات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإرهاب المستوطنين الإسرائيليين، وقتل وإصابة مئات المواطنين الفلسطينيين وهدم المنازل وحرق وتخريب المزارع والممتلكات واعتقال آلاف الفلسطينيين فى ظروف غير إنسانية.
وأكد مجلس جامعة الدول العربية على جميع قراراته السابقة بشأن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، بما يشمل دعم الشعب الفلسطينى فى نضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلى ، وحقه فى العودة وتقرير المصير وتحقيق استقلال دولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.