اكتشف علماء الآثار البولنديون قبر طفلين من فترة الهجرة في بلدة تشوليسي بالقرب من كراكوف، يوفر هذا الاكتشاف معلومات قيمة عن القرن الخامس الميلادى، وفقا لما نشره موقع " scienceinpoland".
وقد تم وصف النتائج التفصيلية لفحص القبر، والتي عثر فيها الباحثون، على هياكل عظمية لأطفال، بالإضافة إلى بقايا كلب وقط وغراب، في مجلة تقارير العلوم الأثرية .
وقالت الدكتورة أنيتا سزيبانيك من معهد الآثار والإثنولوجيا التابع للأكاديمية البولندية للعلوم، إن الاكتشاف هو أول قبر من نوعه يحتوي على أطفال يتم اكتشافه في بولندا (تم العثور على قبور مماثلة بالفعل في كرواتيا وألمانيا)، ولكن أيضًا لأن الأطفال كانوا مختلفين عرقيًا.
وأضافت، أن الطفلين يبلغان من العمر 8-9 سنوات، ومنهما صبي بجمجمة مشوهة - في وضع تشريحي، مزود بقرط ذهبي وسكين حديدي وأحزمة فضية وإناء فخاري، نطلق على هذه العناصرمعدات للحياة الآخرة.
وأضافت أن "الصبي الثاني أوروبي، يرقد في وضع غير تشريحي، وقد وُضِع على بطنه، وهو ما يثير عدداً من التساؤلات، ومن الواضح أنه بعد مرور بعض الوقت، تم نقل رأسه إلى منطقة الساقين، أراد أحدهم أن يكون رأسيهما في نفس الاتجاه.
وأوضحت ، أن القبر يعود تاريخه إلى الفترة من 395 إلى 418 ميلاديًا، وخلال تلك الفترة كانت تُحرق الجثث في أراضي بولندا الحالية، ويؤدي هذا الانتهاك للعادات الثقافية إلى اعتقاد الباحثين بأنه كان من الممكن التضحية بالأوروبيين.
وأضافت "لا نستطيع أن نستبعد أن يكون الأمر مجرد مصادفة أو حتى ضرورة أدت إلى دفن هذا الصبي في هذا القبر، وربما كان يشغل منصبا أعلى في التسلسل الهرمي لمجتمعه، على سبيل المثال كان ابنا لزعيم محلي".
وأظهر تحليل عظام الطفلين أنهما تناولا طعامًا جيدًا، إذ كان نظامهما الغذائي يحتوي على الكثير من البروتين الحيواني وقام العلماء بجمع الجينات من هياكل عظمية للمتوفين وتسلسلها ومقارنتها بالمواد الجينية المتاحة. تم إيداع الجينات في قاعدة البيانات الجينية وسيتم مقارنتها بالمواد اللاحقة التي تم الحصول عليها من قبور أخرى في أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة