حقق حزب العمال فوزا ساحقا فى انتخابات بريطانيا، التى أجريت أمس الخميس، واستطاع تأمين أغلبية هائلة تضمن له تشكيل الحكومة والسيطرة على زمام الأمور فى 10 داوننج ستريت خلال السنوات القادمة.
ومع تبقى خمس مقاعد فقط لم تعلن بعد نتيجتها، من إجمالى 650 مقعدا برلمانيا، فاز العمال بـ 411 مقعد فى الوقت الذى تتطلب فيه الأغلبية 326، بينا حصل المحافظين على 120 مقعدا وخسر عددا من المقاعد الهامة أبرزهم مقعد رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس وعدد من وزراء حكومة ريشى سوناك.
وعلق السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال على النتائج وقال إن التغيير يبدأ الآن، ووعد بعصر من التجديد القومى يبدأ فيه العمال إعادة بناء البلاد، لكنه اعترف أيضا بأن التغيير لن يكون سهلا.
من جانبه، اعترف رئيس الوزراء ريشى سوناك بهزيمة حزبه المحافظين فى الانتخابات، وقال سوناك إنه يقبل المسئولية عن أداء الحزب فى صناديق الاقتراع. فيما أشارت الصحف البريطانية إلى أن الهزيمة التى لحقت بالمحافظين هى الأسوأ على الإطلاق فى تاريخهم.
ومن المقرر أن يكون الديمقراطيين الأحرار ثالث أكبر حزب فى مجلس العموم بعد أن حصل على 68 مقعدا على الأقل، فيما يمثل زيادة كبيرة للحزب الذى كان أدائه مخيبا فى انتخابات عام 2019.
وكانت ليلة أمس حزينة للحزب القومى الاسكتلندى فى استكتلندا، الذى فاز حتى الآن بثمانية مقاعد فقط وخسر 37 مقعدا. بينما حقق حزب الخضر فى إنجلترا وويلز انتصارات فى المقاعد المستهدفة، وسيظل رئيسا الحزب كارلا دينير وأدريان رمسى فى البرلمان. وفاز نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح اليمينى فى الانتخابات أيضا، فيما خسر السياسى البارز جورج جالاوى مؤسس حزب عمال بريطانيا مقعده البرلمانى الذى فاز به قبل أربعة أشهر فقط.
وعلى الرغم من الفوز الساحق الذى حققه حزب العمال فى الانتخابات العامة فى بريطانيا، إلا أنه خسر ثلاث مقاعد ذهبت لصالح مرشحين مستقلين مدافعين عن غزة، وتنافس معه بشكل متقارب آخرين، حيث أثرت أزمة الشرق الأوسط على ليلة مبهجة لكير ستارمر، بحسب ما قالت صحيفة الجارديان البريطانية.
وكان جوناثان أشوورث، وزير مكتب حكومة الظل فى حزب العمال أحد أبرز الخاسرين فى ظل تصاعد الدعم للمرشحين المؤيدين للفلسطينيين فى المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية من المسلمين.
وخسر أشوورث مقعده فى ليسر ساوث لصالح المرشح المستقل شوكت أدم، الذى ردد بعد فوزه بفارق ألف صوت: " هذا من أجل غزة".
وفى بلاكبيرن، الدائرة الانتخابية التى كان يشغلها وزير الداخلية السابق جاك سترو، خسرت كيت هولرن من حزب العامال بفارق أقل من 200 صوت أمام المستقل عدنان حسين. وفى ديوسبرى وباتلى، خسرت هيذر إقبال المستشارة السابقة لوزيرة خزانة حكومة الظل راشيل ريفز بفارق 7000 صوت أمام إقبال محمد.
من ناحية أخرى، خسرت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس، مقعدها البرلمانى فى جنوب غرب نورفولك، فى واحدة من أكبر خسائر المحافظين فى ليلة كارثية للحزب فى الانتخابات العامة فى بريطانيا، على حد تعبير صحيفة الجارديان.
وتم توجيه اللوم لتراس، التى حكمت لستة أسابيع فقط، من قبل العديد من المحافظين، فى الهزيمة التاريخية للحزب، وخسرت مقعدها بفارق 640 صوتا لمرشح حزب العمال تيرى جيرى.
وكانت تراس قد فازت بأغلبية 26 ألف صوت فى انتخابات 2019، ولم يكن من المتوقع أن تتعرض لضغوط شديدة فى هذه الانتخابات. إلا أن النشطاء على الواقع قالوا إنهم نادرا ما شاهدوها خلال فترة الحملة الانتخابية، على الرغم من حقيقة أنها كانت نائبة عن المنطقة على مدار 14 عاما.
ورجحت الجارديان أن تصبح خسارة تراس رمزا لما يبدو أنها أسوأ نتيجة انتخابية لحزب المحافظين على الإطلاق. فبعد فرز 638 مقعدا من اصل 650، فاز الحزب بـ 118 مقعد فقط، وفى طريقة للفوز بعدد مقاعد أقل حتى مما فعل فى انتخابات 1997.
ولم تلق تراس كلمة تعترف فيها بهزيمتها، لكنها قالت فى مقابلة مع بى بى سى إنها تعتقد أن المشكلة التى واجهها المحافظون أنهم لم ينفذوا بشكل كافٍ السياسات التى أرادها الناس، وهو ما يعنى إبقاء الضرائب منخفضة، وأيضا الحد من الهجرة، والتى ترى أنها كانت قضية حاسمة فى دائرتها الانتخابية فى جنوب نورفولك.
وهُزم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في دائرته الانتخابية في الانتخابات العامة التي جرت الخميس، ليصبح أول شخصية من حكومة المحافظين يخسر مقعده في البرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة