ساعات قليلة، ويعرف البريطانيون من سيحكمهم خلال السنوات الخميس المقبلة بعد فترة مضطربة شهدت أزمات عديدة. وتشير التوقعات إلى أن زعيم العمال كير ستارمر على وشك تحقيق فوز تاريخى لحزبه فى هذه الانتخابات، ليعود معها الحزب إلى داوننج ستريت بعد سنوات طويلة على كرسى المعارضة.
وتقول صحيفة تليجراف، إنه لو فاز السير كير ستارمر فى هذه الانتخابات، فإنه سيكون مثل ديفيد كاميرون ومن قبله تونى بلير بدون خبرة فى الحكم. وبعد ليلة طويلة من مراقبة النتائج، وربما بدون أى نوم على الإطلاق، فإن رئيس الوزراء القادم سيواجه واحدا من أطول الأيام فى حياته وأكثرها أهمية، وسيكون عليه اتخاذ قرارات حاسمة والقيام بتعيينات سيكون لها تداعيات طويلة المدى على فترة حكمه.
ويبدأ اليوم فى دائرته الانتخابية، وينتهى فى داوننج ستريت مرورا بقصر باكنجهام ومقرات الحملة الانتخابية ومجموعة كبيرة من الاجتماعات.
تأمين مقعد
قبل أن تصبح رئيسا للوزراء فى بريطانيا، لابد أولا من تأمين مقعد برلمانى، لذلك، فإن الزعيم المفترض الذى سيظل مستيقظا طوال الليل يراقب الأحداث التى تتكشف، سيكون فى دائرته الانتخابية مستعدا لحضور الإعلان عن النتائج.
ولو فاز ستارمر، فإنه سيملك رفاهية حضور عد الأصوات فى دائرته شمال لندن، وسيعتمد هذا على الوقت الذى سيستغرقه عد الأصوات، لكن من المتوقع أن يكون فى حلول الثامنة صباحا.
فتح مراكز الاقتراع فى بريطانيا
الاحتفال بالنصر
لكل رئيس وزراء منتخب طريقته الخاصة فى الاحتفال بالانتصار، سواء تناول مشروب سريع مع القوات، أو على الطراز الأمريكى مثلما فعل تونى بلير بالمشاركة فى تجمع حاشد. بعض رؤساء الوزراء تعين عليهم الانتظار لفترة أطول مثل مارجريث ثاتشر، التى لم تحتفل إلا بعد ظهيرة اليوم التالى للتصويت حتى تأكدت من تأمين الأغلبية فى انتخابات 1979.
قيلولة سريعة
بعد البقاء متيقظا طوال الليل أو أغلبه على الأقل، فإن رئيس الوزراء الجديد ربما يريد أن يحصل على قسط من النوم استعداد لقطار لا يتوقف من الأحداث فى اليوم التالى، بحسب ما قالت صحيفة التليجراف. لو فاز ستارمر، سيكون أمامه وقت للذهاب إلى منزله للنوم لفترة وجيزة. هكذا فعل تونى بلير الذى نام لساعة فى السابعة صباحا عند فوزه عام 1997. بينما تم التقاط الصور لزوجته فى الثامنة صباحا وهى تفتح منزلهما ترتدى ملابس الليلة السابقة.
بعدها سيحصل رئيس الوزراء الجديد على إحاطة أمنية من رئيس فريق الحماية الشرطية الذى سيشرح له بروتوكول الرحلة إلى قصر باكنجهام ومقابلة الملك.
مقابلة الملك
وحده الملك المنوط بتعيين رئيس الوزراء، لذلك فإن الفائز فى انتخابات بريطانيا يجب أن يتوجه إلى قصر باكنجهام للإعلان رسميا عن إسناد المهمة له قبل أن يبدأ مهام عمله.
فى الثامنة صباحا بتوقيت جرينتش، سيتوجه رئيس الوزراء المنتخب إلى قصر باكينجهام تتبعه المروحيات الخاصة بقنوات التلفاز، ويعقد اجتماعا مع الملك يستمر تقريبا نصف ساعة. وربما يتم توجيه الدعوة لزوجة رئيس الوزراء الجديد للانضمام إليهما فى نهاية الاجتماع.
ورصد تونى بلير فى مذكراته واقعة عندما تعثر فى سجادة وسقط تقريبا بين يدى الملكة إليزابيث فى يوم تعيينه رئيسا للحكومة.
دخول داوننج ستريت
بحلول التاسعة صباحا، سيتوجه رئيس الوزراء المعين من قصر باكنجهام إلى داوننج ستريت، حيث من المتوقع أن يسير لمسافة قصيرة إلى المنصة الموضوعة خارج الباب الشهير لداوننج ستريت، مقر الحكومة. سيكون رئيس الوزراء السابق، حال خسارة سوناك، قد غادر المشهد قبل ساعة من هذا الموعد وسيكتب رسالة لخلفه يتمنى له فيها الحظ السعيد.
وكان ثاتشر قد اقتبست قول شهير للقيدس فرانسيس يقول" حيث يوجد اليأس، ربما يمكننا جلب الأمل"، بينما تحدث كاميرون عن إعادة بناء الثقة فى السياسات، ووعدت تريزا ماى بمعالجة المظالم التى واجهتها البلاد.
وبعد إلقاء خطابه، يدخل رئيس الوزراء المنتخب لداوننج ستريت ويبدأ فى تحديد أولوياته، ويتلقى إحاطة عن التهديدات التى تواجه البلاد، وتذكيره بقمة الناتو فى التاسع من يوليو وقمة المجتمع السياسى الأوروبى فى بريطانيا فى 18 يوليو.
وفى غضون ساعات من دخول المبنى رقم 10، سيتم نقل رئيس الوزراء إلى الطابق السفلى وعبر سلسلة من الممرات إلى المخبأ تحت الأرض أسفل مبنى حكومى آخر حيث سيحتمى فى حالة نشوب حرب نووية أو هجوم على داونينج ستريت.
يحتوى المخبأ على أسرة وإمدادات غذائية ومرافق اتصالات واستوديو تلفزيونى حيث يمكن لرئيس الوزراء أن يبث إلى الأمة إذا كانت البنية التحتية الوطنية لا تزال قائمة وتعمل.
