شهدت الانتخابات البريطانية فوزا ساحقا لحزب العمال بقيادة كير ستارمر في الانتخابات البرلمانية التي انطلقت اليوم الجمعة، وسط تكهنات باستقالة رئيس حزب المحافظين ورئيس الوزراء الحالي ريشى سوناك من منصبه، بعد سيطرة حزب العمال على أغلب مقاعد البرلمان البريطانى التى يبلغ عددها 650 مقعدا.
ويأتى فوز حزب العمال عكس التيار السياسى في القارة العجوز التي تنتظر غلبة اليمين المتطرف في كل من ألمانيا وفرنسا، الأولى في حزب البديل الذى يأتي في أولياته ملف المهاجرين والحرب التي تدور بين روسيا وأوكرانيا، أو حزب مارين لوبان في فرنسا المعروف بمواقفه الرافضة للمهاجرين والانضواء تحت سياسة الاتحاد الأوروبى، ومؤازرة كييف في حربها ضد موسكو، ووقف حرب الإبادة ضد مواطني قطاع غزة.
وواجه زعيم حزب العمال ستارمر شهورا عصيبة منذ بداية العام الجارى لموقفه غير الحاسم فيما يتعلق بحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، لكن هذا لم يمنع حزبه من الاستحواذ على أغلبية مقاعد البرلمان الأوروبى، حيث من المنتظر تكليفه بتشكيل حكومة جديدة بعد إعلان فوز الحزب بشكل رسمي بواسطة الملك البريطاني الحالي تشارلز الثالث.
ولم تأت النتائج بشكل يضاهى الآراء التي توقعت خسارة حزب المحافظين بعد هيمنة تواصلت إلى ما يقارب العقد على البرلمان البريطاني، نتيجة سياسات سوناك التي رأى الكثيرون فيها بعدها عن الشارع البريطاني، وحقيقة كونه من الأثرياء الذين دخلوا عالم السياسة البريطانية دون استعداد لاستمالة أصوات الناخبين في مختلف المدن البريطانية.
وكان سوناك قد أعلن عن تحيزه الكامل للدولة العبرية في أكثر من مناسبة، كما أنه أشار إلى خطط حزبه لإعادة فرض الخدمة العسكرية في المملكة المتحدة لمواجهة التحديات في الساحة الدولية، وأولها الحرب الدائرة بين كييف وموسكو، وقد أثارت تصريحاته استهجان آلاف الناخبين الرافضين لقرار عودة الخدمة العسكرية الإجبارية.
وعلق كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، على الأنباء عن تحقيق حزبه فوزا تاريخيا ساحقا على منافسه الرئيسي حزب المحافظين، حيث سارع ستارمر إلى منصّة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) لشكر ناخبيه.
وقال ستارمر عبر حسابه الرسمي على "إكس" فجر الجمعة: "إلى جميع أولئك الذين قاموا بحملات لصالح حزب العمّال في هذه الانتخابات، إلى جميع أولئك الذين صوّتوا لنا والذين وثقوا بحزب العمّال الجديد، شكراً لكم".
ومن المنتظر أن يكلف الملك تشارلز الثالث، الجمعة، ستارمر بتشكيل حكومة جديدة بعد 9 سنوات فقط من دخوله عالم السياسة و4 سنوات من تولّيه منصب زعيم حزب العمّال.
ومع غلق صناديق الاقتراع مساء الخميس، أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب العمال في طريقه لانتصار تاريخي وساحق بعد فوزه بنحو 410 مقاعد في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا، منهيا 14 عاما قاد فيها المحافظون الحكومة.
ومن المتوقع أن يحصل حزب المحافظين على 131 مقعدا فقط انخفاضا من 346 مقعدا عندما تم حل البرلمان. ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية عقب انتهاء فرز الأصوات.
وكانت الانتخابات في بريطانيا قد بدأت صباح الخميس وسط توقعات بأن تطلق مرحلة جديدة في تاريخ البلاد بفوز العماليين وخروج المحافظين من السلطة بعد 14 عاماً في الحكم.