لم يبدد الوقت مخاوف المتبرعين للحزب الديمقراطى بشأن قدرة الرئيس جو بايدن على الفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، بعد أدائه الكارثى فى المناظرة الرئاسية أمام دونالد ترامب الشهر الماضى. ولأن أموالهم لا تذهب هباءً، بدأ الكثير منهم يكشر عن أنيابه ويدعو علنا إلى انسحابه، أو يهدد بحجب تبرعاته لو استمر الرئيس فى السباق.
حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن كبار المانحين للحزب الديمقراطى يعدلون خططهم من أجل الضغط على الرئيس جو بايدن للتنحى عن الترشح فى سباق الرئاسة الأمريكى.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أيام من الشكوى فى هدوء والأمل بأن يتخلى بايدن عن حملة إعادة انتخابه، فإن العديد من المانحين الأثرياء للحزب الديمقراطى يحاولون القيام بالأمر بأنفسهم.
فمن خلال استخدام ثرواتهم كعصا وجزرة فى نفس الوقت، اتخذ المانحون عدد من المبادرات للضغط على بايدن للتنحى عن الترشح والمساعدة فى إرساء الأساس لمرشح بديل.
وتكشف المحاولات، وبعضها منسق والآخر متضارب بينما لا يزال هناك جهود فى مهدها، عن وجود صدع ملحوظ ومتزايد بين طبقة المتبرعين للحزب وحاملى لواءه، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير على السباقات، سواء أثر المانحون على قرار بايدن أو لم يؤثروا.
وكان بايدن قد أكد يوم الأربعاء التزامه بالبقاء فى السباق الرئاسى برغم أدائه الضعيف فى المناظرة الرئاسية أمام ترامب الأسبوع الماضى. لكن هذا لم يهدئ المانحين أو الاستراتيجيين الذين يشعرون بالقلق من عدم قدرته على الفوز فى انتخابات نوفمبر المقبل.
ويعمل مجموعة من هؤلاء على جمع نحو 100 مليون دولار كنوع من صندوق الضمان، يسمى لجنة الجيل القادم للعمل السياسى، والتى سيتم استخدامها لدعم المرشح البلديل. ولو لم يتنحى بايدن، فيمكن استخدام الأموال فى دعم المرشحين فى السباقات الأقل أهمية.
وتنافس أنصار البدلاء المحتملين لبايدن مثل نائبته كامالا هاريس على تحديد مرشحهم المفضل. بينما يهدد مانحون أخرون بتعليق مساهماتهم، ليس فقط لبايدن وإنما أيضا للجماعات الديمقراطية الأخرى ما لم ينسحب بايدن.
وهناك حركة منفصلة لتوجيه الأموال إلى المرشحين للمناصب الأقل. ويدعو المؤيدون بالأموال المسئولين المنتخبين فى كافة المستويات للضغط علنا على بايدن للانسحاب، وأشاروا إلى دعمهم لمن يقوم بذلك. وهناك بعض المانحين الكبار مثل ريد هاستينجز الذى دعا بايدن إلى التنحى علنا.
من ناحية أخرى ، نقلت صحيفة فايناشيال تايمز عن مصادر مطلعة أن كبار المانحين الديمقراطيين جعلوا حاكمة ميتشيجان جريتشن وايتمر وحاكم كاليفورنيا مرشحيهما المفضلين ليحلوا محل بايدن فى سباق البيت الأبيض ضد ترامب.
ورأت الصحيفة أن تركيز المانحين على وايتمر ونيوسوم يعكس الإحباط المتزايد بين الناشطين والمؤيدين الديمقراطيين إزاء المأزق المتعلق بمستقبل بايدن.
ونقلت فاينانشيال تايمز عم أحد المتبرعين، والذى يقوم أيضا بجمع الأموال من الداعمين الآخرين، والمقرب من الرئيس، إن ترشيح بايدن محكوم عليه بالفشل. وأضاف قائلا: " أنا من أكبر المعجبين بجو، فهو موظف حكومي مثير للإعجاب لكنه محكوم عليه بالفشل. نحن بحاجة إلى البدء في وضع كل تركيزنا على ما سيأتي بعد ذلك.
وأوضح العديد من المانحين وجامعى التبرعات، الذين أجروا محادثات فيما بينهم بينما يستعدون لجمع مئات الملايين من الدولارات لتمويل مرشح جديد، إن نائبة الرئيس كامالا هاريس هي أيضًا من بين المرشحين الذين يعتقد المانحون أنهم يمكن أن يحلوا محل بايدن.
وكان جدون شتاين، أحد المتبرعين والناشطين الذين يتمتعون بعلاقات عميقة مع الديمقراطيين، إن عائلته تحجب 3.5 مليون دولار من التبرعات المخطط لها للمنظمات غير الربحية والمنظمات السياسية النشطة في السباق الرئاسي ما لم يتنحى السيد بايدن.
كما قالت أبيجيل ديزني، المخرجة السينمائية وريثة ثروة ديزني، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لصحيفة نيويورك تايمز إن حملة بايدن واللجان الداعمة لها، بما في ذلك اللجنة الوطنية الديمقراطية، ولجان العمل السياسي الكبرى والمجموعات غير الربحية ، لن تتلقى سنتًا .. حتى يستبدلوا بايدن على رأس التذكرة الرئاسية. وأضافت ديزني، التي كانت من كبار المانحين الديمقراطيين إن بايدن رجل جيد خدم بلاده بشكل جيد، لكن المخاطر مرتفعة للغاية بحيث لا تسمح للخجل بتحديد مسار عملنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة