هل ذكر العنكبوت والحمامتين فى هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم صحيح؟.. مفتى الجمهورية يحسم الأمر.. ويؤكد: قصة ثابتة برواياتٍ صحيحةٍ من طرقٍ كثيرةٍ فى كتب السنة والسيرة.. ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه

الجمعة، 05 يوليو 2024 05:00 ص
هل ذكر العنكبوت والحمامتين فى هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم صحيح؟.. مفتى الجمهورية يحسم الأمر.. ويؤكد: قصة ثابتة برواياتٍ صحيحةٍ من طرقٍ كثيرةٍ فى كتب السنة والسيرة.. ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه نسج العنكبوت والحمامتين
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتجدد الحديث مع بدء العام الهجرى الجديد حول مدى صحة حادثة العنكبوت والحمامتين فى هجرة النبى، حيث أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن ذكر العنكبوت والحمامتين فى هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم صحيح، وثابت بروايات صحيحة من طرق كثيرة فى كتب السنة والسيرة، وممن أخرجها الأئمةُ: عبد الرزاق، والطحاوى، والطبرانى، والسيوطى، كما صححها جماعةٌ من كبار المحدِّثين وحسَّنوها؛ منهم: الحافظ ابن كثير، والحافظ الهيثمى، والحافظ ابن حجر العسقلاني.

وأضاف أنه وردت قصة نسج العنكبوت على الغار ووقوف الحمامتين عليه وقت الهجرة النبوية الشريفة فى كتب السنة المشرفة والسيرة المطهرة برواياتٍ صحيحةٍ مشهورةٍ مروية من طُرق كثيرة؛ فقد أخرج الإمام أحمد فى "مسنده" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما فِى قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك﴾ [الأنفال: 30] قَالَ: "تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ، يُرِيدُونَ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْتُلُوهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ، فَأَطْلَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِى رضى الله عنه عَلَى فِرَاشِ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا رضى الله عنه يَحْسَبُونَهُ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رضى الله عنه رَدَّ اللهُ مَكْرَهُمْ فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ خُلِطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِى الْجَبَلِ فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ".

وأخرجها عددٌ كبيرٌ من أئمة الحديث؛ كالإمام عبد الرزاق فى "مصنفه"، والحافظ أبو بكر المروزى فى "مسند أبى بكر الصديق"، والإمام الطحاوى فى "شرح مشكل الآثار"، والحافظ الطبرانى فى "المعجم الكبير"، وذكرها أيضًا الإمام جلال الدين السيوطى فى "الدر المنثور"، والملا على القارى فى "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، وغيرهم، كما أوردها المؤرخون وأهل السير فى أحداث الهجرة النبوية الشريفة من غير نكير، سيما أنه قد التزم جماعة منهم الصحة أو القبول فيما يذكرونه.

ولقد صحح جماعات من كبار المحدِّثين هذه القصة، وحسَّنوها؛ منهم الحافظ ابن كثير؛ حيث قال فى "البداية والنهاية" (3/ 221، ط. دار إحياء التراث): [وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روى فى قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وقال الحافظ الهيثمى فى "مجمع الزاوئد" (7/ 27، ط. مكتبة القدسي): [رواه أحمد والطبرانى، وفيه عثمان بن عمرو الجزرى، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح] اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر فى "فتح الباري" (7/ 236، ط. دار المعرفة، بتصرف): [وذكر أحمد من حديث ابن عباس رضى الله عنهما بإسناد حسن فى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أو يَقْتُلُوكَ أو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]. وفى مسند أبى بكر الصديق لأبى بكر بن على المروزى شيخ النسائى من مرسل الحسن فى قصة نسج العنكبوت نحوه، وذكر الواقدى أن قريشا بعثوا فى أثرهما قائفين أحدهما كرز بن علقمة، فرأى كرز بن علقمة على الغار نسج العنكبوت فقال: ها هنا انقطع الأثر] اهـ.

وقال شمس الدين السفيرى فى شرحه على صحيح البخارى المسمى "المجالس الوعظية" (1/ 140، ط. دار الكتب العلمية): [ففى هذه إشارةٌ إلى حماية النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أعدائه من الكفار؛ وقعت بأضعف الأشياء مغنية عن أقوى الأشياء؛ وقعت بنسج العنكبوت وهو أضعف الأشياء؛ قال تعالى: ﴿وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ﴾ [العنكبوت: 41] مُغنِيَة عن الدروع التى قال الله عنها: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّنْ بَأْسِكُم﴾ [الأنبياء: 80]] اهـ.

والخلاصة: أن قصة نسج العنكبوت على الغار ووقوف الحمامتين على بابه فى حادثة الهجرة الشريفة قصةٌ ثابتةٌ برواياتٍ صحيحةٍ من طرقٍ كثيرةٍ فى كتب السنة والسيرة، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة