على مدار شهر يونيو من العام الجاري 2024، واصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته الحثيثة لجرائم التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، وبالنظر للنشاط الإرهابي في غرب القارة، كشفت متابعة وحدة الرصد باللغات الإفريقية عن وقوع (13) عملية إرهابية، أسفرت عن (312) قتيل، و(90) مصابًا، فضلًا عن اختطاف (266) آخرين.
بهذا يكون شهر يونيو 2024 قد سجّل تصاعدًا ملحوظًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها خلال الشهر السابق له بمعدل (23.1 %)، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع عدد الضحايا؛ إذ بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر مايو (10) عمليات، أسفرت عن سقوط (155) ضحية، وإصابة (23) آخرين.
وبناءً على ذلك، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ثمة موجة جديدة من النشاط الإرهابي استهدف منطقة غرب إفريقيا خاصة منطقة المثلث الحدودي الأخطر في العالم حاليًا والمتمثل في المنطقة بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي. فقد واجهت جهود مكافحة الإرهاب - ولا تزال – تحديات كبيرة في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة بالمنطقة؛ حيث أدت التوترات الدبلوماسية بين دول المنطقة من جانب والقوات الفرنسية والأميريكية والأوربية من جانب آخر إلى وقف التعاون العسكري بين الجانبين، ما أدى إلى تعطيل الشراكات الدولية الحاسمة في التصدي للتهديدات الأمنية العابرة للحدود، وتقويض جهود إعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وبحسب الإحصائية، جاءت "مالي" في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية، وفي المرتبة الرابعة من حيث عدد الضحايا؛ إذ شهدت بمفردها نصف عدد العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات على مدار شهر يونيو، مما أسفر عن مقتل (32) شخصًا، وإصابة (72)، واختطاف شخص آخر.
أما "نيجيريا" جاءت في المركز الثاني من حيث عدد العمليات الإرهابية، فيما جاءت في المركز الأول من حيث عدد الوفيات الناجمة، بتعرضها لـ (4) عمليات إرهابية، أدت إلى مقتل (125)، واختطاف (260) آخرين.
بينما احتلت "النيجر" المركز الثالث من حيث عدد العمليات بواقع عمليتين استهدفت إحداهما نقطة حراسة خط أنابيب بترول، فيما استهدفت الثانية دورية للجيش، وأسفر الهجومان عن سقوط (48) شخصًا، وإصابة (18) بجراح، فيما اختطف (5) آخرون.
أما "بوركينا_فاسو" كانت في المرتبة الرابعة بهجوم وحيد، فيما جاءت في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات الناجمة عن ذلك الهجوم بسقوط (107) ضحية.
ومن حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب أفريقيا، بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر يونيو (106) قتيلًا، واعتقال (86) آخرين؛ حيث تمكنت قوات دولة مالي من تحييد (96) إرهابيًا، واعتقال (55) آخرين. فيما نجح جيش النيجر من تصفية (10) عناصر إرهابية، واعتقال (31) آخرين.
وبمقارنة عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهري يونيو ومايو من العام الجاري، نجد أن عدد القتلى من التنظيمات الإرهابية ارتفع في يونيو بنسبة (74.5 %)، إذ سجل في شهر مايو (27) إرهابيًا، واعتقال آخر، فيما استسلم (47) طواعية لقوات الجيش.
وبعد ما تم رصده من احصائيات، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تزايد النشاط الإرهابي وتصاعد خطر الهجمات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في القارة الإفريقية، وبخاصة غرب القارة، ولا سيما منطقة الساحل التي تمثل البقعة الأكثر خطورة – ربما على مستوى العالم في الفترة الحالية -، مؤكدًا أهمية تنسيق الجهود لإحكام السيطرة على الوضع الأمني في المنطقة، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة وإلقاء القبض على عناصر داعش والقاعدة ومن على شاكلتهم من أعداء الأمن والاستقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة