تتنوع مقتنيات المتحف المصرى ومنها مجموعة من الأوانى ذات الأغطية مصنوعة من مادة الألباستر، كانت تُخصص لحفظ الزيوت والعطور، حيث عُثر على بقايا مواد عطرية بداخل البعض منها.
ترجع هذه الأوانى لفترة الدولة الوسطى ( 2050 -1786 ق.م)، عُثر عليها بحفائر دهشور وتُعرض حالياً بقاعة 27 بالمتحف المصرى بالقاهرة.
ويعد الألباستر أحد أنواع الحجر الجيرى الذى تتميز ذرات أحجاره بلونها الأصفر الداكن مع اللمعان والصلابة الشديدة، بالإضافة إلى سهولة نحتها وتشكيلها، وتتميز الأرض المصرية بأنها تحتوى على نوعين من خام الألباستر المنتشر على التلال التى تحيط بنهر النيل خاصة فى مصر الوسطى.
عرف المصريون القدماء الألباستر منذ عصور ما قبل الأسرات واستخرجوه من تسعة محاجر مختلفة تنتشر فيما بين إسنا جنوبا وحلوان شمالاً، وكانت أكبر محاجر الألباستر تقع فى منطقة "حتنوب" جنوب تل العمارنة بمحافظة المنيا.
وأطلق المصريون القدماء على الألباستر كلمة "شس" واعتبروه من الأحجار الكريمة والمقدسة أيضاً، حيث استخدموه فى نحت التماثيل للملوك والألهة، وقاموا بتصنيع الأوانى المختلفة الاشكال منه كالأطباق والكؤوس وأوانى الشراب وكذلك الأوانى المخصصة لحفظ الزيوت والدهانات العطرية كما لعب الألباستر دورا فى رحلة المتوفي إلي العالم الآخر، حيث كانت تقطع منه التوابيت وأوانى حفظ الأحشاء وموائد القرابين وأوانى الأثاث الجنائزى , ولايزال تشكيل الألباستر يمثل إحدى الحرف اليدوية التى يتوارثها الحرفيون المصريون حتى الأن والتى تعد ملمحاً مميزاً لتاريخ مصر وثقافتها.
الأواني