بعد فوز اليسار الموحد، الجبهة الشعبية الجديدة في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التى جرت أمس الأحد، أصبح استقرار الجمعية الوطنية "البرلمان الفرنسى" الآن غارقاً في سحابة ضخمة من عدم اليقين، خاصة أنها لم تحظى بأغلبية مطلقة، مع إطلاق العديد من السيناريوهات.
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها، إن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة فى فرنسا بعد الانتخابات الفرنسية وفوز اليسار الموحد، حيث أن البرلمان معلق مع تحالف يساري في المقدمة ولكن دون أغلبية مطلقة، والتى منها إما التعايش والاتفاق، أو تشكيل حكومة تكنوقراط.
فائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة فى فرنسا استطاع الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية مع تقديرات استطلاعات الرأي التي تشير لفوز تحالف اليسار، الذي يضم أقصى اليسار والاشتراكيين والخضر، بما يتراوح بين 172 و215 مقعدا من أصل 577، لكنه لن يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب، ووفقا للتقديرات الأولية فإن تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط سيحل في المركز الثاني بفارق ضئيل ويفوز بما يتراوح بين 150 و180 مقعدا.
وأشار التقرير إلى أنه رغم أن اتحاد اليسار وحزب إيمانويل ماكرون حققا هدفهما المتمثل في إنزال اليمين المتطرف إلى المركز الثالث، فإن أياً من الكتل الآن لا تتمتع بالأغلبية اللازمة للحكم بفعالية (يتطلب الأمر 289 نائباً لتحقيق الأغلبية المطلقة)، وبالتالي، فإن الإدارة الفرنسية الجديدة لا بد أن تتسم بالتعايش، رغم أن يسار المعارضة أكد بالفعل أنه سيستبعد حزب ماكرون من حكومته، بهذه الطريقة يمكن أن يفتح سيناريو تكون فيه الحكومة والرئاسة بلونين مختلفين.
وأحد الخيارات التي ينبغي استكشافها هو التفاوض والاتفاق على مرشح توافقى قادر على قيادة الحكومة المقبلة، وإرضاء اليسار الفائز وحزب ماكرون.
والطريقة الأخرى هي تشكيل "حكومة تكنوقراط " مع رئيس وزراء لا ينفذ مبادرات تشريعية كبرى، وستكون هيئة تنفيذية "من الخبراء" لا تنتمى إلى أي حزب سياسى، وستعطى الأغلبية في الجمعية الوطنية الضوء الأخضر لها.
أما الدعوة لانتخابات جديدة لن تكون سيناريو محتملا، لأن الدستور لا يسمح بذلك إلا بعد عام.
وأيضا ينص الدستور على أن ماكرون هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة، لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 يوليو، وهذا يعني أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرعين، ومن المرجح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، مما يترك حزب فرنسا الأبية بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته.
وقال جان لوك ميلينشون، زعيم التجمع الوطني: "إن حزب التجمع الوطني أبعد ما يكون عن الحصول على الأغلبية المطلقة التي ادعى أنه حصل عليها قبل أسبوع، بالنسبة للكثيرين، يعد ذلك بمثابة استراحة وارتياح. وبهذا التصويت، اختارت الأغلبية شيئا مختلفا للبلاد"، لحزب فرنسا الأبية اليساري، بعد معرفة التقديرات التي تضع الجبهة الشعبية الجديدة على رأس البرلمان.
وقامت شارلوت دي بوفوار، أستاذة الصحافة بجامعة الأنديز في كولومبيا، بتحليل العودة الانتخابية لليسار، مشيرة إلى أن النتائج كانت ملحوظة من حيث الفعالية، أكثر من مجرد تغيير في ديناميكيات اليسار في الأسابيع الأخيرة، في خطاب ما يسمى بـ"الجبهة الجمهورية".
حذر العديد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين من أن الانتخابات الفرنسية التى انتهت بفوز تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" ستترك أثارا واضحة على البلاد، والتى منها انخفاض الأسهم فى السوق الفرنسية، كما أنها أدت بالفعل إلى انخفاض سعر اليورو بعد الفوز المفاجئ للتحالف اليسارى، حسبما قالت صحيفة بولسامنيا الإسبانية.
وحذر محللو سيتي من أن أسواق الأسهم يمكن أن تكون مفرطة في التفاؤل بشأن الانتخابات الفرنسية وأن "النتائج الأكثر ترجيحاً" مثل التعادل "ستعني ضمناً أن تقييمات سوق الأسهم أقل بنسبة تتراوح بين 5 و 20 %.