تحت عنوان "وباء الوفيات المنفردة يجتاح المملكة المتحدة"، ألقت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على ظاهرة بدأت تنتشر فى عدد من الدول التي تعانى من شيخوخة السكان، متمثل فى وفاة آلاف الأشخاص بمفردهم وعدم اكتشاف وفاتهم حتى بعد مرور أيام.
وقالت الصحيفة، إنه تم العثور على 9 آلاف شخص العام الماضى، بعد أسبوع على الأقل من وفاتهم بمفردهم.
ووصفت الصحيفة، الظاهرة بالمأساوية حيث يتوفى الأشخاص في المنزل بمفردهم ويكونون معزولين اجتماعيًا لدرجة أن وفاتهم تمر دون أن يلاحظها أحد لأيام أو أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.
وقالت إن هناك حالات لافتة للنظر بشكل كبير فى المملكة المتحدة، مثل حالة جويس فنسنت، وهى امرأة شابة تبلغ من العمر 38 عامًا فقط، تم العثور عليها في سرير بلندن في عام 2006، بعد أكثر من عامين من وفاتها؛ وصدمت الأمة وألهمت فيلم كارول مورلي الرقيق والمؤثر "أحلام الحياة". ولفتت الصحيفة إلى ان هناك حالات يومية أكثر شيوعًا، ولكنهم لا يتصدرون عناوين الأخبار أو يتم إنتاج أفلام عنهم، لكن قصصهم تظل حزينة للغاية على الرغم من ذلك.
وتكثر مثل هذه الحالات في اليابان، حيث يتزايد وباء ما يسمى "الوفيات المنفردة" بشكل مطرد، حتى أنه أصبح له كلمة خاصة به: كودوكوشي. وتوفي ما يقرب من 22 ألف مواطن بمفردهم دون أن يلاحظهم أحد في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وفقًا للأرقام الجديدة الصادرة عن الشرطة، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي إلى 68 ألفًا بحلول نهاية العام. ويعادل هذا الرقم حوالي 4% من إجمالي الوفيات السنوية في اليابان والبالغة 1.59 مليون شخص.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى شيخوخة السكان - 80% من الذين تم اكتشافهم في النهاية كانوا في سن 65 عامًا أو أكثر - إلى جانب حقيقة أن عددًا متزايدًا من الأشخاص يقضون سنوات في العيش بمفردهم. وبين عامي 2015 و2020، ارتفعت الأسر المنفردة بنسبة 13.3% لتشكل 38% من جميع الأسر في اليابان؛ أكثر من 7.38 مليون شخص فوق 65 عامًا يتناسبون مع هذه الفئة السكانية.