حالة من التوتر والقلق تسيطر على المشرعون الديمقراطيون بالتزامن مع عودتهم إلى واشنطن حيث يواجهون لحظة محورية بشأن انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر عقدها نوفمبر المقبل، حيث يقررون ما اذا كانوا سيعملون على احياء حملة بايدن أو اقصاء زعيم الحزب الذى تسبب فى خيبة امل غير مسبوقة.
يرتفع القلق مع انضمام كبار المشرعين الديمقراطيين إلى الدعوات لبايدن للتنحى بعد أدائه السيئ فى المناظرة امام ترامب وفى الوقت نفسه يصر انصار بايدن على انه لا يوجد أحد افضل منه للتغلب على الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات التى يراها البعض الأهم فى التاريخ الأمريكى الحديث.
قال عدد من أعضاء الحزب الديمقراطى فى مجلس النواب لزعيم الأقلية حكيم جيفريز فى مكالمة هاتفية، إن الرئيس جو بايدن يحتاج إلى التنحى عن حملة إعادة انتخابه للولاية الثانية فى مكالمة هاتفية.
وفقا لشبكة سى أن ان، أجرى جيفريز المكالمة لجس نبض الأعضاء البارزين بعد أداء بايدن السيء فى المناظرة امام ترامب، وكانت المكالمة، التى عقدت قبل عودة المشرعين إلى واشنطن هذا الأسبوع، مليئة بالقلق العميق بشأن الضرر المحتمل للتذكرة الديمقراطية وكيف يعرض ذلك فرص الحزب فى استعادة الأغلبية فى مجلس النواب للخطر.
ووفقا لمصدر للشبكة الأمريكية لم يشارك جيفريز زملائه موقفه بشأن مسألة ما إذا كان ينبغى لبايدن الاستمرار فى الترشح لإعادة انتخابه، وأشار المصدر أن عدد المشرعين الذين قالوا صراحةً أن بايدن لا ينبغى أن يكون المرشح الديمقراطى أكبر من عدد الذين تحدثوا لصالحه للبقاء. ومن بين الذين عارضوا بايدن كمرشح كان النواب مارك تاكانو وآدم سميث وجيم هايمز وجو موريل وجيرى نادلر وسوزان وايلد، ودعا خمسة مشرعين علنًا بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسى وهم النواب لويد دوجيت وسيث مولتون وراؤول جريجالفا وأنجى كريج ومايك كويجلى، بينما تحدث النائبان الديمقراطيان ماكسين ووترز وبوبى سكوت لدعم بايدن.
وقال أحد المصادر أن أحد المخاوف التى تم التعبير عنها خلال المكالمة التى استمرت ما يقرب من ساعتين كانت أن الديمقراطيين سيخسرون فرصتهم فى الأغلبية فى مجلس النواب إذا كان بايدن هو المرشح، وقال مساعد ديمقراطى كبير لشبكة CNN : "لقد كان الأمر وحشى للغاية".
وقال أحد كبار الديمقراطيين فى مجلس النواب إنهم كانوا فى مكالمات ودردشات جماعية مع العشرات من زملائهم حيث كان الإجماع على أن بايدن يجب أن يتنحى، وقال أن الكتلة تحاول "إيجاد أفضل طريقة للمضى قدمًا" مع الاستمرار فى منح الرئيس الاحترام الذى يعتقدون أنه يستحقه لمسيرته المهنية العريقة.
وعلى الجانب الآخر، اصر بايدن انه لن ينسحب من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ما لم يخبره "الرب القدير" بذلك، رغم تزايد الدعوات بين الديمقراطيين لتنحى الرئيس البالغ من العمر 81.
ووفقا لصحيفة نيويورك بوست، أداء بايدن السيئ فى المناظرة امام ترامب ما هو الا حلقة فى مسلسل زلات الرئيس الأمريكى المستمر منذ دخوله البيت الأبيض الا أن الامر هذه المرة كان له رد فعل اكثر عنفا، حيث أثيرت دعوات لتفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكى التى تسمح باجبار بايدن على التنحى اذا قررت اغلبية من وزرائه انه غير قادر على الاستمرار فى مهامه الرئاسية بسبب "مشاكل ادراكية".
يشعر الديمقراطيون بالذعر، ويخشون بحق أن وجود رجل غير لائق بشكل وأضح للمنصب على رأس القائمة لن يمنح دونالد ترامب البيت الأبيض فحسب، بل سينتخب أيضًا مجلس النواب والشيوخ الجمهوريين.
اخبر ديفيد أكسلرود، كبير مستشارى أوباما، مانحى الحزب بالفعل بإغلاق محافظهم أمام أى مرشح لن يدعو بايدن إلى الانسحاب، مشيرا إلى أن إن التمسك ببايدن سيقتل إقبال الحزب فى الولايات والمناطق المتأرجحة.
ووفقا للتقرير، كل يوم يتحول فيه الحديث حول حالة بايدن هو يوم يخسر فيه الديمقراطيون، وفى الوقت نفسه تزايدت الدعوات التى تطالب بايدن بالاستقالة وتسليم الحكم لنائبته كامالا هاريس بينما دعا رئيس مجلس النواب الجمهورى مايك جونسون لتفعيل المادة 25 من الدستور، وقدم مشرعان جمهوريان مشروع قرار بتفعيل المادة 25 بعد يوم واحد من المناظرة مستشهدين بأداء الرئيس غير المفهوم وتلعثمه وعدم تركيزه.
أشار التقرير، إلى أن ترامب بم ينضم للأصوات الداعية لتفعيل المادة 25، وأشار ضمنا إلى انه يفضل بايدن مرشحا للديمقراطيين لسهولة هزيمته فى الانتخابات ونصح بتجاهل دعوات الانسحاب من السباق
وينص الدستور الأمريكى على أن نائب الرئيس و15 وزيرا فى إدارته يمكن أن يرفعوا مذكرة إلى رئيسى مجلسى النواب والشيوخ ويطالبون بازالة الرئيس من الحكم الا أن الرئيس يمكن أن يستخدم الفيتو ويجب على المشرعين الاستجابة خلال 4 أيام للاستمرار فى العزل وعلى الكونجرس الإقرار خلال 48 ساعة ويحتاج القرار إلى اغلبية ثلثى المجلسين ليتم تفعيله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة