أكدت ريهام الجعفري مسؤولة التواصل في مؤسسة "أكشن إيد" الدولية للعمل الخيري والإنساني، أن الفشل الدولي في الوصول لقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يفاقم من الكارثة الإنسانية، لافتة إلى أن كل دقيقة تمر في هذه الحرب تتسبب في المزيد من المعاناة والضحايا وانعدام الأمل فى حياة أفضل لسكان القطاع.
وقالت الجعفري في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن التصعيد وعدم وقف الحرب أو إطلاق النار يساوي تدهورا تاما في الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية لسكان قطاع غزة، مشيرة إلى أن هناك انهيارا كاملا في القطاع الصحي، وانتشارا للمجاعة بسبب منع دخول المساعدات، بالإضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب وانتشار وتراكم النفايات وعدم إزالة الركام، وانعدام كل مقومات الحياة الإنسانية والأساسية للمدنيين.
وأضافت أن المؤسسة مستمرة في استجابتها الإنسانية، وتحاول تلبية احتياجات العائلات خاصة النساء والأطفال، وتقديم الوجبات والمساعدات المالية والمواد الصحية والتعقيمية ولكنها مكبلة بالظروف والوقائع الميدانية على أرض الواقع في غزة، لافتة إلى أن الشركاء المحليين للمؤسسة يواجهون الكثير من الصعوبات والتحديات لاسيما بعد إغلاق معبر رفح الحدودي ومنع دخول الوقود وعدم توفر المساعدات اللازمة للقطاع.
وأشارت إلى أن القطاع يحتاج دخول 1500 شاحنة مساعدات يوميا وفقا لتقديرات منظمة "أوكسفام"، لكن الشاحنات تنتظر الدخول عند معبر كرم أبو سالم في ظل تدهور الأوضاع الأمنية وعرقلة المساعدات الإنسانية بالشكل الذى يفوق قدرة المؤسسات المحلية والدولية.
وأوضحت أن "أكشن إيد" تنسق عملها منذ اليوم الأول للحرب، مع جميع المؤسسات المعنية لإيصال المساعدات وللبحث والتشارك حول إيجاد أسهل الطرق لمساعدة المدنيين، لافتة إلى أن المشكلة تكمن فى تعنت الجانب الإسرائيلي بوضع العراقيل أمام هذه المؤسسات من خلال أوامر الإخلاء المستمرة؛ مما يجعل إيصال المساعدات أمرا شاقا.
وأكدت المسؤولة الدولية أن "الشركاء" في العمل الخيري يضطرون للإخلاء الفوري من مكان لأخر، وبالتالي تتم عملية نقل المواد الإغاثية في ظروف صعبة ومستحيلة في غياب الوقود وتدمير شبكة الطرق بالكامل، وعدم وجود معدات ثقيلة لمساعدة فرق الإنقاذ الفلسطينية وفرق الدفاع المدني، لإزالة الركام، بالإضافة إلى تدمير شبكة الاتصالات ما يحد من قدرة التنسيق بين المؤسسات المختلفة لتسهيل إيصال المساعدات".
وأوضحت أن الحصول حتى على المياه غير الصالحة للشرب أصبح أمرا صعبا وحلما بعيد المنال، خاصة بعد تدمير شبكات تحلية المياه، لافتة إلى أنه في الوضع العادي يحتاج الإنسان إلى 50 لترا يوميا، وفى الطوارئ يحتاج لـ15 لترا، لكن سكان قطاع غزة يحصلون على أقل من 3 لترات يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم.
وأشارت إلى أن أغلب مستشفيات غزة خرجت تماما عن الخدمة بسبب نقص الوقود والمواد الصحية، في حين أن تدمير شبكات الصرف الصحي ينذر بكارثة بيئية وصحية.
وأضافت أن المؤسسة تعمل على توفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال من خلال شركائها، عن طريق بعض الأنشطة الترفيهية وتقديم خدمات الحماية والاستشارات النفسية فى مراكز الإيواء، لافتة إلى أن جميع الخدمات تواجه تحديات لأنه لا يوجد خصوصية في مراكز الإيواء.
وشددت على أنه هناك حاجة ماسة لإدخال الوقود وخاصة إلى مستشفى العودة بشمال قطاع غزة، لتقديم الخدمات للنساء، كما أن هناك حاجة ملحة لمحطات تحلية المياه وإدخال كميات كبيرة من الأغذية والمواد التعقيمية والصحية للنساء خاصة الحوامل، بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وملابس الأطفال، فكل ذلك على قمة أولويات المؤسسة للاستجابة لاحتياجات السكان في القطاع.