فاينانشيال تايمز: صعود اليسار يحبط خطط اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية

الثلاثاء، 09 يوليو 2024 01:00 ص
فاينانشيال تايمز: صعود اليسار يحبط خطط اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية مارين لوبان
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن فوز تحالف الجبهة الشعبية اليسارية الجديدة في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجرتها فرنسا الأحد أحبط خطط حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة ماري لوبان الذي كان يرى الأغلبية البرلمانية في متناول اليد.

وذكرت الصحيفة في سياق مقال رأي، كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف ونُشر في عدد اليوم/الاثنين/، أن فرنسا تتجه حاليًا نحو برلمان معلق ومحادثات صعبة لتشكيل حكومة جديدة بعد فوز غير متوقع لليسار أحبط جهود لوبان لإيصال اليمين المتطرف إلى السلطة.


ومن المنتظر أن تترك النتيجة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو في حالة من عدم اليقين بشأن حكومتها المقبلة، مع عدم وجود كتلة واحدة تقترب من الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية "البرلمان" المؤلفة من 577 مقعدًا.


وأوضحت "فاينانشيال تايمز" في مقالها أن رد فعل السوق صباح اليوم حيال هذه النتائج ظل صامتًا في حين ارتفعت الفجوة بين تكاليف الاقتراض الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات، وهي يُنظر إليها على أنها مقياس لمخاطر الاحتفاظ بديون فرنسا، من 0.68 إلى 0.71 نقطة مئوية.
وارتفع العائد على السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.04 نقطة مئوية.. وكذلك، انخفض اليورو، الذي ظل متقلبًا منذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة، بنسبة 0.2% مقابل الدولار إلى 1.0816 دولار.


وانخفض مؤشر كاك 40 للأسهم الكبرى في فرنسا بنسبة 0.4& في التعاملات المبكرة، في حين انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقا في أوروبا بنسبة 0.1%.


وتعليقًا على ذلك، قال موهيت كومار، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك "جيفريز" الاستثماري:" نقرأ نتيجة الانتخابات على أنها إيجابية بشكل عام، ولكن مع فترة من عدم اليقين على المدى القصير أن فترة عدم اليقين قد تستمر لبضعة أيام إلى بضعة أسابيع مع احتمال تحالفات ومحاولات تشكيل الحكومة".
ومع ظهور نتائج جميع الدوائر الانتخابية، حصل حزب الجبهة الوطنية على 182 مقعدًا، يليه تحالف الوسط بزعامة ماكرون على 168 مقعدًا، وفقًا لبيانات متتبع الانتخابات البرلمانية التي حصلت عليها "فاينانشيال تايمز".


وفي الوقت نفسه، تم دفع حزب لوبان إلى المركز الثالث من خلال التكتيك المعروف باسم الجبهة الجمهورية، حيث حصل على 143 مقعدًا. ومع ذلك، كانت هذه زيادة كبيرة عن عدد النواب الـ 88 الذي كان لديهم في المجلس السابق.


وقالت لوبان إن "انتصار حزبها تأخر وأن مد اليمين المتطرف آخذ في الارتفاع"، في حين استخدم جان لوك ميلينشون، الزعيم المناهض للرأسمالية وزعيم حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف داخل حزب الجبهة الوطنية، لهجة قتالية، داعيًا ماكرون إلى تعيين رئيس وزراء يساري.
وقال:"الرئيس لديه السلطة، ومن واجبه، دعوة الجبهة الشعبية الجديدة إلى الحكم"، متعهدًا بتطبيق برنامج الوظائف غير الزراعية عالي الضرائب والإنفاق المرتفع الذي أثار قلق المستثمرين.


وقال ميلينشون:" يجب احترام إرادة الشعب بشكل صارم إن هزيمة الرئيس وائتلافه مؤكدة".
ويضم الحزب الوطني الجديد، الذي تم تشكيله على عجل بعد أن دعا ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة الشهر الماضي، أيضًا الحزب الاشتراكي الوسطي والشيوعيين والخضر.


فيما قوبلت النتائج المتوقعة بالابتهاج في حدث انتخابي للحزب الاشتراكي في مدينة بيلفيل بباريس، مع هتافات "الجبهة الشعبية" وجولة من النشيد الوطني الفرنسي.


وكذلك، اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أن البرنامج الاقتصادي للحزب الوطني الجديد سوف يُشكل انفصالاً كبيراً عن أجندة ماكرون الداعمة للأعمال التجارية وحماسته لخفض الضرائب.


وقالت: إن فرنسا تبدو متجهة إلى فترة من عدم اليقين السياسي ستكون لها تداعيات على كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي، نظرا لدور باريس الضخم في التأثير على سياسة الكتلة، جنبًا إلى جنب مع ألمانيا.


وفي النظام الفرنسي، يختار الرئيس رئيس الوزراء، الذي يأتي عادة من الحزب الذي يتمتع بأكبر وفد في الجمعية الوطنية حتى لو لم يكن لديه أغلبية مطلقة.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال، الذي تولى منصبه في يناير الماضي، إنه سيتنحى يوم الاثنين لكنه سيستمر في مهامه طالما لزم الأمر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة