تعمل الدولة فى الوقت الحالى على مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين، والذى سينفذ من خلالها 14 مشروعًا مختلفة، فى تلك المدينة التى تشهد تنوعًا بيئيا، كما تتميز بالروحانيات، وتم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمى لاحتوائها على مجموعة من المعالم النادرة، وهو ما يؤهلها لتكون منطقة عالمية للسياحة البيئية والروحانية والترفيهية.
مشروع التجلى الأعظم بدأ فى 21 يوليو 2020 بزيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين لسانت كاترين والاستماع لرؤى كل الجهات المسئولة من رهبان دير سانت كاترين ومفتشى الآثار ومسئولى البيئة وأهالى سانت كاترين وتم وضع خطة المشروع بما يتوافق مع معايير اليونسكو باعتبار المنطقة مسجلة تراث عالمى عام 2002.
وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إلى أن المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحانى على جبل موسى وجبل التجلى وإحياء مسار نبى الله موسى، واستثمار كل المقومات السياحية بمدينة سانت كاترين خاصة وسيناء عامة.
يتضمن 14 مشروعا منها مركز الزوار بميدان الوادى المقدس لأول مرة فى موقع سياحى كنقطة استقبال وتوجيه للزوار فيه كل الخدمات من مكاتب حجز وكافيتريا وقبة سماوية لمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد عن القيمة الروحانية للمنطقة، ومناطق انتظار وعربات كهربائية ومنطقة للاستجمام تضم مقاعد وبحيرة صغيرة ومعارض للمشروعات البدوية وطب الأعشاب.
وإنشاء نزل بيئي وفنادق إيكولوجى بخامات من البيئة ومتنزه طبيعى بوادى الأربعين يضم مسارات مشاة ودراجات بين المزارع وأشجار الزيتون وأعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي وإنشاء ساحة السلام ومتحف مفتوح وتطوير استراحة الرئيس السادات وقاعة مؤتمرات، وترميم كنائس دير سانت كاترين والمكتبة ونظام إنذار وإطفاء تلقائى للحرائق ووسائل لمقاومة السيول لتفادى أخطارها والاستفادة من المياه.
ويتابع الدكتور ريحان أن الدكتور مصطفى مدبولي كلف بالعمل على إحياء مسار خروج "بني إسرائيل"، ليتم تنظيم رحلات سياحية لهذا المسار بالتزامُن مع الانتهاء من أعمال التطوير للمشروع وبناءً عليه قامت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بتحقيق وتوثيق هذا المسار وسجلته فى كتاب " التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى" ووضعت محطات لرحلة سياحية داخل هذا المسار وننتظر اعتماد هذا المسار رسميًا من الحكومة على غرار مسار العائلة المقدسة لبدء الدعاية للرحلات لتنطلق مع افتتاح المشروع.
ويوضح الدكتور ريحان أن رحلة مسار نبى الله موسى تتضمن 11 محطة وبعد اعتمادها رسميًا تبدأ الدولة فى خطة التنمية والترويج لهذه المحطات على غرار محطات العائلة المقدسة.
مدينة أون "عين شمس والمطرية"
وتشمل عين شمس والمطرية وقد عثر بها الدكتور عبد العزيز صالح عميد كلية الآثار جامعة القاهرة الأسبق على صوامع غلال ربط بينها وبين وجود نبى الله يوسف فى أون ونشرها فى دراسة علمية عام 1983، كما أن (فُوطِي فَارَع) المذكورة فى التوراة وكتب تفسير القرآن هو اسم مصري معناه "عطية رع إِله الشمس" وهو كاهن أون مدينة الشمس، وهو أبو أسنات زوجة يوسف، وقد استقبلت مصر بني إسرائيل آمنين وينسبون إلى جدهم نبى الله يعقوب، وعاش نبى الله يوسف ومجموعة من بنى إسرائيل فى أون والكم الأكبر عاش فى جاشان أو جوشن وهو وادى الطميلات الممتد من الزقازيق إلى الإسماعيلية، ومن نسل أحد إخوة يوسف جاء نبى الله موسى، فهو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إيراهيم الخليل.
آثار مصر القديمة
وهى منطقة مجمع الأديان والتى تتضمن المغارة التى أقامت بها العائلة المقدسة بكنيسة أبى سرجة ومن المعروف أن العائلة المقدسة جاءت إلى مصر تقتفى أثر المواقع الذى عاش بها نبى الله يوسف، وكما جاء فى القرآن الكريم عن دخول آل يعقوب مصر آمنين "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" سورة يوسف آية 99، جاء فى الكتاب المقدس رحلة العائلة المقدسة طبقًا لأوامر الرب «خذ الصبى وأمه وإهرب إلى مصر» (إنجيل متى، الاصحاح الثانى) تلك كانت نصيحة ملاك الرب الذى ظهر ليوسف النجار ليهرب من الطغاة ويحمى المسيح وأمه.
وادى الطميلات
هو الوادى حيث عاش بنو إسرائيل فى مصر وخرجوا منه مع نبى الله موسى، وأقاموا فى مصر وخيّرهم ملك مصر فى تحديد الأرض الذى ينزلون بها، فقالوا نحن رعاة ماشية فطلب نبى الله يوسف تسكينهم فى أرض جاسان أو جاشان، وكان طلب نبى الله يوسف لذلك لأنها أرض مرعى لرعى الماشية، وعاشوا في مصر آمنين لا ينتقص شيء من حقوقهم لدرجة أن أحدهم وهو قارون وكان من قوم موسى كان يعيش بدلتا النيل فى أغلب الظن فى فاقوس بمحافظة الشرقية وحقق الثروة الطائلة التي تحدّث عنها القرآن الكريم.
نقطة الشط
بها حاليًا نقطة حصينة من نقاط خط بارليف، وقد عبر بنو إسرائيل البحر وغرق فرعون عند رأس خليج السويس قرب هذه النقطة باعتبارها أقرب نقطة مرئية من خلال شاطئ الخليج حيث كانت معجزة غرق فرعون على مرأى من بنى إسرائيل بعد نجاتهم "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" سورة البقرة آية 50.
عيون موسى
تقع على بعد 35 كم من نفق أحمد حمدى وعددهم 12 عينا وقد أثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس، حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة، ما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل، وقد تم تطوير سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون، وكانت جميعها مياه عذبة وقد ثبت ذلك بتحليلها بمعرفة المجلس الأعلى للآثار، وكانت تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى.
معبد سرابيط الخادم
طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهًا من تماثيل المعبد، ومن المعروف أن اسم أرض الفيروز جاء من واقع أثرى جسّدته عمارة معبد سرابيط الخادم، حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخوره المنفصلة الذى يطلق عليها أهل سيناء سربوط، يبعد 268كم عن القاهرة وأن سبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط وتعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وكانت كل حملة تتجه إلى سيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.
منطقة حمام موسى
تقع بطور سيناء حيث وادى الراحة الثانى الذى انتظر فيه بنو إسرائيل لنبى الله موسى، حين ذهابه لتلقى ألواح الشريعة وعبدوا بها العجل الذهبى، وهى منطقة استجمام حاليًا.
ويعد من أهم مصادر السياحة العلاجية والدينية بمحافظة جنوب سيناء، ويقع الحمام شمال مدينة طور سيناء على بُعد 3 كيلو من المدينة، وتتدفق مياهه من خمسة عيون تصب في حمام على شكل حوض محاطًا بمبنى، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة في شفاء العديد من الأمراض، منها الروماتيزم، والأمراض الجلدية، والتهاب العظام، والتئام الجروح، ويعيد تنظيم طاقة الجسم، لمقاومة أمراض الشيخوخة.
وادى حبران
هو الوادى الذى عبره نبى الله موسى من طور سيناء إلى سانت كاترين، ويتميز بالنباتات العطرية والأعشاب الطبية وكثرة العيون وتقوم الدولة بتطويره وتمهيده ضمن مشروع التجلى الأعظم.
جبل موسى
هو جبل ذى طبيعة جلمودية صخرية يصعد إلى قمته السياح لرؤية أجمل منظر شروق فى العالم بالإضافة إلى الراحة النفسية بين روحانيات المنطقة أثناء الصعود، أمّا جبل التجلى فهو يواجه جبل موسى وطبيعته ركامية كعلامات للدك، وهى دليل أثرى دامغ أكدته الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين حين جاءت إلى الوادى المقدس فى القرن الرابع الميلادى بعد زيارتها القدس وبنت فى حضن شجرة العليقة الملتهبة كنيسة صغيرة تحت مذبحها جذور هذه الشجرة وقد أصبحت من وقتها أرض سيناء بقعة مقدسة للحجاج المسيحيون من شتى أرجاء العالم.